جدول المحتويات
حكم حلق اللحيه وقص الاظافر للمضحي، هو أحد الأحكام الشرعيّة الاساسيّة التي لا بدّ أن يعرفها المسلمون في حال أقبلوا على القيام بذبح الأضاحي، ويكون ذبح الأضحية في مواسم مخصوصة في العام وهو أيام عيد الأضحى المبارك الذي تبدأ أول أيامه في العاشر من شهر ذي الحجة، وفي هذا المقال سنتعرّف عبر موقع محتويات على بعض الأحكام الخاصة بالمُضحي.
حكم حلق اللحيه وقص الاظافر للمضحي
حكم حلق اللحيه وقص الاظافر للمضحي هو مُستحب للمضحي في أقوال أغلب العلماء، حيث ذهب جمهور الفقهاء إلى استحباب الإمساك عن أخذ شيءٍ من شعر من أراد الأضحية في العشر الأولى من شهر ذي الحجّة حتى يُضحّي، ونقل الإمام السيوطي عن جمهور أهل العلم أنّ النهي الوارد في الحديث إنّما هو نهي تنزيهٍ، لا نهي تحريمٍ، والحكمة التّشريعية من هذا الفعل المأخوذ على وجه الاستحباب أن تبقى كامل أجزاء المضحّي عُرضةً للعتق من النار، وقيل في الحكمة منه استحباب تشبّه المضحّي بحال المحرمين في الحجّ، وبناءً على هذا الفهم؛ فلو قصّ المضحي شعره أو حلَقَه قبل أنّ يضحّي فلا حرج عليه وتصحّ أضحيته، وينالها القبول بإذن الله تعالى.[1]
في حين ترى طائفةٌ من أهل العلم، ومنهم الإمام ابن باز أنّ من أراد أن يضحي فلا يجوز له أنْ يأخذ من شعره شيئاً، لا من شعر رأسه، ولا من إبطه، ولا من عانته، ولا من شاربه، حتّى يضحي، فإذا دخل شهر ذي الحجّة، وهلّ هلاله حرُم على المضحّي، رجلاً أو امرأةً أخذ شيءٍ من الشعر من سائر البدن، أمّا إن كان المضحيّ قد وكّل أحدهم بالذّبح، وأخذ الوكيل من شعره فلا حرج عليه، لأنّه ليس مضحٍّ، ويجري الحكم بمنع الأخذ من الشعر على من وكّله، وهو المضحي الحقيقي، وذهب الشيخ ابن عثيمين، وهو -من أنصار هذا الرأي- إلى عدم الحرج بقصّ الشعر لمن احتاج إلى أخذ شيءٍ منه، كأن يكون أصابه جرحٌ، فاحتاج إلى قصّ الشعر عن موضع الإصابة.[1]
شاهد أيضًا: ما حكم تمشيط الشعر للمضحي
هل قص الشعر يبطل الاضحية
إنّ من المكروه على من نوى الأضحية من المسلمين أن يأخذ شيئاً من شعر جسمه، أو يقصّ أظافره، أو شيئاً من جلده، وذلك بمجرد ثبوت دخول شهر ذي الحجة، ولا يُمنع من استخدام الطيب والعطور، ومعاشرة زوجته، ولكنّه حتى لو قصّ شعره أو قلّم أظافره فإنّ أضحيته تُعدّ صحيحةً ومقبولةً إن شاء الله، وقد نبّه العلماء وأشاروا إلى الحكمة من هذا الأمر فقد ذكر الإمام النووي رحمه الله في شرحه لمسلم قوله إن الحكمة من النهي عن تقليم الأظافر والأخذ من الشعر للمضحّي تكمن في الحرص على بقاء جميع أجزاء بدن الإنسان لتعتق من النار.[2]
شاهد أيضًا: متى يبدأ الإحرام للمضحي وشروط الإحرام لغير الحاج
الحكمة من عدم قصّ المضحي لشعره
وذكر الإمام المناوي ذلك أيضاً في كتابه فيض القدير فقال إنّ الحكمة في ذلك الإبقاء على كامل الجزاء فيعتق بذلك كله من النار، وقال التوربيشي إن السرّ في المنع من أخذ الشعر أو الأظافر للمضحي يعود إلى جعل المضحّي أضحيته فداءً عن نفسه من العذاب، فكأنه رأى نفسه مستحقاً للعذاب والعقاب المتمثل بالقتل، إلّا أنّه غير مأذون له فيه، ففدا نفسه بأضحيته، حتى صار كلّ جزءٍ منها فداءً عن كلّ جزءٍ منه، فجاء النهي عن الأخذ من الشعر والأظافر حتى لا يفقد الإنسان قسطاً من ذلك عندما تتنزّل الرحمة ويفيض النور الإلهي لتتمّ له الفضائل ويُنزّه عن النقائص والرذائل جميعها.[3]
شاهد أيضًا: ما حكم من أراد ان يضحي وقص شعره
وقت الامتناع عن قص الشعر والاظافر للمضحِّي
ينتهي أخر وقت يجوز فيه للمضحى قص أظافره من بداية الليلة الأولى من شهر ذي الحجة وذلك حتى الانتهاء من ذبح الأضحية، فخلال هذه المدة لا يجوز للمضحي قص أظافره، وقال رسول الله في ذلك، إذا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّى، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا، فيدخل أخر موعد لقص الأظافر في هذا الحديث، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ذلك: “مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ”[4]، واله أعلم.[5]
وهكذا نكون قد تعرفنا حكم حلق اللحيه وقص الاظافر للمضحي، كما تعرّفنا هل قص الشعر يبطل الأضحية، وتعرّفنا الحكمة من عدم قصّ المضحي لشعره، وأخيرًا ذكرنا وقت الامتناع عن قص الشعر والاظافر للمضحِّي.
المراجع
- ^ binbaz.org.sa , حكم أخذ الشعر أو الأظافر لمن يريد أن يضحي , 21/05/2024
- ^ aliftaa.jo , حكم قص الشعر والظفر لمريد التضحية , 21/05/2024
- ^ islamweb.net , الحكمة من منع المضحي من قص شعره وأظافره , 21/05/2024
- ^ صحيح مسلم , أم سلمة أم المؤمنين،مسلم،1977،صحيح
- ^ islamweb.net , الإمساك عن الشعر والظفر للمضحي من إهلال ذي الحجة , 21/05/2024