ما حكم من فاته صيام تاسوعاء وعاشوراء إسلام ويب
جدول المحتويات
ما حكم من فاته صيام تاسوعاء وعاشوراء إسلام ويب هو أحد الأحكام الشرعية التي لابدَّ من توضيح إجابتها، لما في صيام هذين اليومين من فضل وأجر، وفي المقال سنوضح ما حكم من فاته صيام تاسوعاء وعاشوراء إسلام ويب، ونوضح الحكمة من صيام يومي عاشوراء وتاسوعاء معًا، كما سنوضح بعض الأحكام الأخرى المتعلقة بصيام عاشوراء، بالإضافة لثواب صيامه وفضله ومراتبه.
ما حكم من فاته صيام تاسوعاء وعاشوراء إسلام ويب
إنَّ حكم من فاته صيام تاسوعاء وعاشوراء إسلام ويب هو غير آثم، حيث أنَّ صيام يومي عاشوراء وتاسوعاء من السنة، ولم يُفرض على المسلمين صيامهما، حيث يقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في يوم عاشوراء: “هذا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، ولَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ علَيْكُم صِيَامَهُ، وأَنَا صَائِمٌ، فمَن شَاءَ فَلْيَصُمْ، ومَن شَاءَ فَلْيُفْطِر”[1]، وإنَّه لا يوجد في كلام النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- ما يدُّل على فرض صيام يوم عاشوراء على المسلمين، بل إنَّ الأمر عائد لرغبة المسلم، إن شاء صام وإن شاء أفطر، وباعتبار إن صيام عاشوراء وتاسوعاء ليس فرضًا فلا يوجد إثم أو ذنب على من فاته صيامهما، غير أنّ في ذلك تفويت للكثير من الأجر والثواب الذي خصصه الله تعالى للصائمين في هذه الأيام في حال ترك صيامهما، والله أعلم.[2]
حكم عدم صيام عاشوراء
حكم صيام عاشوراء هو سنَّة من السنن الواردة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، لذا فإنَّ في صيامه الكثير من الأجر ولكن لا إثم في تركه، وبهذا نجد أن عدم صيام يوم عاشوراء هو جائز في الإسلام، سواءً كان المسلم قد ترك صيام عاشوراء عامدًا أو ناسيًا، ولكن الأفضل للمسلم أن يتحرى صيام يوم عاشوراء كما كان النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يفعل، إذ أنَّ في صيامه الكثير من الأجر والثواب، فهو يُكفر ذنوب العام السابق كاملًا بإذن الله تعالى.[3]
شاهد أيضًا: قصة تاسوعاء وعاشوراء
حكم صيام عاشوراء منفردا
إنَّ صيام يوم عاشوراء وحده هو امر جائز، ولم يُذكر في أي دليل في الكتاب أو السنة يدل على تحريم صيام عاشوراء بمفرده، بل أنَّ الثواب المُعدُّ للصائم يوم عاشوراء هو محو ذنوبه وخطاياه للعام الذي سبق صيامه لعاشوراء، ولكن من المُستحب بالإضافة لصيام عاشوراء صيام اليوم السابق أو اليوم التالي لعاشوراء أو كليهما، ليكون الفضل أعظم والأجر أكبر بإذن الله، فإنَّ في ذلك مُخالفة لعادات اليهود في إفراد هذا اليوم في لصيام، ومع ذلك فإنَّه لا حرج أو إثم على من لم يصم يوم آخر مع يوم عاشوراء، والله أعلم.[4]
الحكمة من صيام تاسوعاء وعاشوراء معا
يوم عاشوراء من الأيام العظيمة والمباركة، فهو اليوم الذي نصر في الله تعالى الحق على الباطل، ومن السنة صيام هذا اليوم بالإضافة لصيام يوم تاسوعاء، وذلك لغايات وحكم مهمة، وفيما يلي سيتم بيان لماذا يتم صيام هذين اليومين معًا:[5]
- نية النبي -صلّى الله عليه وسلّم- صيام تاسوعاء مع عاشوراء، لذا يصوم المسلمين تاسوعاء وعاشوراء معًا تطبيقًا لسنة النبي ورغبته.
- لمخالفة أهل الكتاب من اليهود الذين يصمون عاشوراء منفردًا، فيصوم المسلمون يومين تجنبًا للتشبه باليهود.
- للاحتياط خشية أن يكون هناك خطأ في حساب الشهر القمري، فيكون خطأ في حساب يوم عاشوراء.
مراتب صيام عاشوراء
إنَّ في صيام يوم عاشوراء الفضل الكبير على المسلم، والعطاء والثواب من الله تعالى، ويمكن أن تنقسم رتب صيام عاشوراء إلى ثلاثة رتب، تختلف بالفضل والأجر فيما بينها، وهي:[6]
- المرتبة الأولى: وهي المرتبة الأتم والأكثر فضلًا بالنسبة للمسلم، وتضمن صيام ثلاثة أيام من شهر محرم، هي عاشوراء واليوم السابق له واليوم التالي له.
- المرتبة الثانية: هي صيام يوم عاشوراء ويوم تاسوعاء معًا، حيث أنَّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- نوى أن يصوم يوم تاسوعاء مع عاشوراء، ولكنه توفي قبل قدوم موعد صيامه في العام التالي، فالمستحب صيامه اتباعًا لسنة النبي الكريم.
- المرتبة الثالثة: وهي صيام يوم عاشوراء لوحده فقط، وهي أقل رتب صيام يوم عاشوراء.
فضل صيام عاشوراء
يوم عاشوراء هو يوم عظيم ومهم بالنسبة للمسلمين، وفي صيامه من الفضل والثواب ما يفوق معظم أيام السنة الأخرى، حيث أن النبي يعتبر الصيام في محرم -وبالأخص يوم عاشوراء- أفضل أيام السنة للصيام بعد صيام شهر رمضان المبارك، كما أن صيامه يُكفر ذنوب عام كامل، فهو يمحو جميع الذنوب والخطايا لكل العام السابق، ويدُّل على ذلك قول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: “صِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ”[7]، وهذا الفضل العظيم هو ما يجعل المسلمين يرغبون بصيام عاشوراء.[8]
سبب صيام عاشوراء
يصوم المسلمون يوم عاشوراء من كل عام كشكر لله تعالى على نصره لنبيه موسى عليه السلام، وعلى إزهاقه للكفر وإغراقه فرعون وجنوده الطاغين في البحر، وموسى -عليه السلام- صام هذا اليوم من قبل لنفس السبب، ثم اعتاد اليهود صيامه أيضًا، وعند قدوم النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة رأى أحقية المسلمين بصيام هذا اليوم من اليهود، لأن النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- جاء مكملًا لرسالة موسى عليه السلام، فصام النبي عاشوراء، وحثَّ المسلمين على صيامه، كما أنه أراد صيام تاسوعاء أيضًا، ولكنه توفي قبل أن يتسنى له ذلك.[9]
شاهد أيضًا: حكم صيام عاشوراء وعليه قضاء من رمضان
وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيّن ما حكم من فاته صيام تاسوعاء وعاشوراء إسلام ويب، كما بيَّن حكم عدم صيام عاشوراء، وحكم صيامه منفردًا، بالإضافة لبيان فضل يوم عاشوراء، ومراتب صيامه وسبب تشريع صيامه.