شرح قصيدة نعد المشرفية والعوالي

شرح قصيدة نعد المشرفية والعوالي

شرح قصيدة نعد المشرفية والعوالي ، فقد تعددت أغراض الشعر العربي وتنوعت، من فخرٍ ومدح وهجاء ورثاء وغير ذلك، ويتميز ديوان العرب بوجود الملايين من الأبيات الشعرية، ووجود الكثير من الشعراء الفحول الذين أغنوا اللغة العربية بشعرهم الجزل الفصيح، وفي هذا المقال سنعرف ما هو شرح قصيدة نعد المشرفية والعوالي.

شرح قصيدة نعد المشرفية والعوالي

إنَّ هذي القصيدة لأبي الطيب المتنبي الشاعر العباسي الكبير، وقد قالها في رثاء والدة سيف الدولة الحمداني، وذكر صفحاتها الحميدة، وأنها مميزة لأن ابنها سيف الدولة، كما تضمَّنت أبيات القصيدة المدح لسيف الدولة وذكر صفاته ومناقبه، وبدأ المتنبي قصيدته بقوله:

“نُعِدُّ المَشرَفِيَّةَ وَالعَوالي            وَتَقتُلُنا المَنونُ بِلا قِتالِ

وَهَذا أَوَّلُ الناعينَ طُرًّا               لِأَوَّلِ مَيتَةٍ في ذا الجَلالِ

كَأَنَّ المَوتَ لَم يَفجَع بِنَفسٍ        وَلَم يَخطُر لِمَخلوقٍ بِبالِ

صَلاةُ اللَهِ خالِقِنا حَنوطٌ             عَلى الوَجهِ المُكَفَّنِ بِالجَمالِ

عَلى المَدفونِ قَبلَ التُربِ صَونًا    وَقَبلَ اللَحدِ في كَرَمِ الخِلالِ

فَإِنَّ لَهُ بِبَطنِ الأَرضِ شَخصًا        جَديدًا ذِكرُناهُ وَهُوَ بالي

وَما أَحَدٌ يُخَلَّدُ في البَرايا            بَلِ الدُنيا تَؤولُ إِلى زَوالِ

أَطابَ النَفسَ أَنَّكَ مُتَّ مَوتًا         تَمَنَّتهُ البَواقي وَالخَوالي”

وفي شرح القصيدة ما يأتي: نُعتبر علية القوم وأرفعهم وأشرفهم، ولكن يأتي الموت ويهزمنا دون قتال، وها هي أخبار وفاة والدة سف الدولة تصل إلينا، حيث أصبحت روحها عند الله تعالى، ومن هول هذا المشهد العظيم كأننا نرى الموت للمرة الأولى ولا نعرف عنه شيئًا، فصلوات الله على هذه السيدة الفاضلة القانتة التي سيبقى ذكرها خالدًا فيهي من أنجبت الأمير سيف الدولة، في حين لا يوجد أحدٌ خالد الذكر وحال الدنيا إلى الزوال، وهذه مراسم الموت التي حظيت بها يتمناها جميع الناس، بل حتى الأموات يتمنى لو كان لهم مثل هذا التشيع.

شاهد أيضًا: شرح ليت الذي بيني وبينك عامر

صاحب قصيدة نعد المشرفية والعوالي

صاحب القصيدة هو أبو الطيّب المُتنبّي واسمه أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي ولقبه شاعر العرب (303هـ – 354هـ) (915م – 965م)؛ أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكنًا من اللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تُتح مثلها لغيره من شعراء العرب، فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. وهو شاعر حكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، وتدور معظم قصائده حول مدح الملوك، ولقد قال الشعر صبيًا، فنظم أول أشعاره وعمره 9 سنوات، واشتُهِرَ بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية مبكرًا.[1]

شعر أبي الطيب المتنبي

شعر المتنبي كان صورة صادقة لعصره، وحياته، فهو يحدث عما كان في عصره من ثورات واضطرابات، ويدل على ما كان به من مذاهب وآراء، ونضج العلم والفلسفة، كما يمثل شعره حياته المضطربة: فذكر فيه طموحه وعلمه، وعقله وشجاعته، وسخطه ورضاه، وحرصه على المال، كما تجلت القوة في معانيه وأخيلته، وألفاظه وعباراته. وقد تميز خياله بالقوة والخصابة فكانت ألفاظه جزلة، وعباراته رصينة تلائم قوة روحه، وقوة معانيه، وخصب أخيلته، وهو ينطلق في عباراته انطلاقًا ولا يعنى فيها كثيرًا بالمحسنات والصناعة، ويقول الشاعر العراقي فالح الحجية في كتابه في الأدب والفن أن المتنبي يعتبر وبحق شاعر العرب الأكبر عبر العصور.[2]

شاهد أيضًا: من شعراء العصر العباسي

المتنبي وسيف الدولة

أحس المانبي بأن صديقه بدأ يتغير عليه، وكانت الهمسات تنقل إليه عن سيف الدولة بأنه غير راض عنه، وتنقل إلى سيف الدولة بأشياء لا ترضي الأمير، وبدأت المسافة تتسع بين الشاعر والأمير، ففارق أبو الطيب سيف الدولة وهو غير كاره له، وإنما كره الجو الذي ملأه حساده ومنافسوه من حاشية الأمير. فأوغروا قلب الأمير، فجعل الشاعر يحس بأن هوة بينه وبين صديقه يملؤها الحسد والكيد، وجعله يشعر بأنه لو أقام هنا فلربما تعرض للموت أو تعرضت كبرياؤه للضيم، فغادر حلب، وهو يكن لأميرها الحب، لذا كان قد عاتبه وبقي يذكره بالعتاب، ولم يقف منه موقف الساخط المعادي، وبقيت الصلة بينهما بالرسائل التي تبادلاها حين عاد أبو الطيب إلى الكوفة وبعد ترحاله في بلاد عديدة بقي سيف الدولة في خاطر ووجدان المتنبي.

مقتل المتنبي

كان المتنبي قد هجا ضبة بن يزيد الأسدي العيني بقصيدة شديدة الهجاء شنيعة الألفاظ و تحتوي على الكثير من الطعن في الشرف، فلما كان المتنبي عائدًا إلى الكوفة، وكان في جماعة منهم ابنه محمد وغلامه مفلح، لقيه فاتك بن أبي جهل الأسدي، وهو خال ضبّة بن يزيد العوني الذي هجاه المتنبي، وكان في جماعة أيضًا، فتقاتل الفريقان وقُتل المتنبي وابنه محمد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول جنوب غرب بغداد، لما ظفر به فاتك أراد الهرب، فقال له غلامه: أتهرب وأنت القائل: الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم، فرد عليه بقوله: قتلتني قتلك الله.[3]

شاهد أيضًا: قصيدة يا كوكبا ما كان اقصر عمره

ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم شرح قصيدة نعد المشرفية والعوالي ، وهي قصيدة لأبي الطيب المتنبي قالها في رثاء والدة سيف الدولة الحمداني، وذكر صفحاتها الحميدة، وأنها مميزة لأن ابنها سيف الدولة.

المراجع

  1. ^ uobabylon.edu.iq , ابو الطيب المتنبي , 24/11/2021
  2. ^ m.marefa.org , أبو الطيب المتنبي , 24/11/2021
  3. ^ wikiwand.com , أبو الطيب المتنبي , 24/11/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *