جدول المحتويات
من شعراء العصر العباسي الكثير من الشعراء المشهورين، حيث يُعتبر العصر العباسي من العصور الذهبية التي نبغ بها العديد من أشهر الشعراء العرب نتيجة لما شهده هذا العصر من تطور وتقدم بعد استقرار الحكم بالدولة عقب انتهاء الدولة الأموية، وقد مر العصر العباسي باثنين من المراحل وهي العصر العباسي الأول والثاني حتى تفكك على أيدي المغول، وسوف نعرض في سياق السطور القادمة مجموعة متميزة من هؤلاء الشعراء.
من شعراء العصر العباسي
برع الشعراء في العصر العباسي في شعر الغزل والمدح على وجه التحديد، فقد تميزت القصائد بجمال الأشعار، واهتم الخلفاء العباسيين بالشعراء وقربوهم اليهم وأجزلوا لهم العطاء، ومن شعراء العصر العباسي وأشهرهم ما يلي:
- أبو الطيب المتنبي: ويعد من أشهر الشعراء العباسيين ويُقال أنه لقب بالمتنبي لادعائه النبوة، وله الكثير من القصائد التي وصلت للمئات في العديد من الأغراض الشعرية ومن ابرزها شعر المدح.
- أبو العلاء المعري: وهو الشهير بلقب رهين المحبسين لأنه كان أعمى وعزل نفسه في بيته، وله العديد من الآراء الفلسفية تأثراً بالفيلسوف أفلاطون، واتهم بالإلحاد بسبب نزعته غير الدينية، وله الكثير من القصائد الهامة.
- البحتري: وهو الذي أطلق على أشعاره اسم قلادات الذهب لتميزها عن باقي الأشعار فقد كان من أهم شعراء العصر العباسي هو وأبو الطيب المتنبي وأبو تمام، فقد وصفه أبو العلاء المعري بأنه أفضلهم شعرا، وله العديد من القصائد في المدح والغزل وغيرها من الأغراض الشعرية.
- أبو فراس الحمداني: وهو ابن عم سيف الدولة الحمداني واتصف شعره بالسلاسة والمتانة وقوة وجزالة التراكيب، وتميز بالأسلوب الفصيح، كما كان من الفرسان المدافعين عن إمارته وأسره الروم لديهم لفترة من الوقت، ومن أشهر قصائده القصيدة التي مطلعها أراك عصي الدمع.
- ابو تمام: برع أبو تمام في كتابة الشعر والقائه منذ الصغر، فقد كان ساقياً بمسجد عمرو بن العاص بمصر وأصبح من أشهر الشعراء العباسيين في ذلك الوقت وحتى العصر الحالي لما تركه لنا من كثير من القصائد في أغراض المد والغزل والرثاء وغيرها من الأغراض.
خصائص الشعر في العصر العباسي
لقد تميز العهد العباسي باختلاط الثقافات وامتزاجها وبالتطور الكبير على المستوى العلمي والأدبي، وامتزجت بعض الثقافات الأخرى بالثقافة العربية ودخلت بعض الألفاظ والمفردات على اللغة العربية، ومنها الفارسية والتركية، فقد توسع الشعراء في العصر العباسي في استخدام الكثير من المعاني والمفردات وتنوعت مواضيعهم وتميزت أشعارهم بجزالة وقوة العبارات والأساليب، وسوف نتعرف على واحد من أهم الشعراء العباسيين وهو أبو الطيب المتنبي:
نبذة عن أبو الطيب المتنبي أشهر شعراء العصر العباسي
اسمه بالكامل هو أبو الطيب أحمد ابن الحسين الكندي وقد ولد في العام 303 الهجري وتوفي في العام 354 منها، ويُعد أنبغ الشعراء العرب بل من أعظمهم شأنا، وهو مولود بمدينة الكوفة تحديداً في قرية كِندة لذلك يقال له الكندي، وعاش حياته في الشام واهتم بعلوم الأدب واللغة العربية منذ الصغير، واشتهر بفخره الشديد بنفسه حتى يتحاشى تقليل الناس من شأنه بسبب عمل والده الذي كان يبيع الماء بمدينة الكوفة.
مواصفات شعر أبو الطيب المتنبي
كان أبو الطيب من أهم الشعراء العباسيين وكان يعلم الكثير من أصول وقواعد اللغة العربية، فكان قديماً وحديثاً مصدر وحي للعديد من الأدباء والشعراء، وقد تخصص في شعر المدح والغزل، ويوجد له الكثير من القصائد التي يمدح بها خلفاء الدولة العباسية وملوكها، ويصل عدد ما خلفه وراءه من قصائد إلى نحو 326 قصيدة تناول بها مظاهر الحياة في القرن الرابع من الهجرة ويمكن لمن يقرأها تخيل هذه المظاهر، فقد أحب المتنبي الشعر منذ الصغر فكانت أول قصيدة كتبها في التاسعة من العمر، كما عُرف عنه الذكاء الحاد والسعي الدائم للوصول لمكانة هامة بين شعراء عصره.
شاهد أيضًا: شاعر عباسي اسمه ابو عبادة
هل ادعى المتنبي النبوة
يقال أن المتنبي قد قام بادعاء النبوة وهو في مطلع الشباب، وعندما علم والي حمص في هذا الوقت بذلك أودعه بالسجن، ولكن ظاهر الأمر أن هذا الأمر قد تم تلفيقه إلى المتنبي لثورته على الحاكم، ويقول أبو العلاء المعري أن سبب تلقيبه بالمتنبي جاء من ارتفاع شأنه وعلو منزلته وليس لادعائه النبوة.
أبيات من قصيدة لمدح سيف الدولة لأبو الطيب المتنبي
برع أبو الطيب المتنبي في شعر المدح بشكل خاص، ومنذ لك القصيدة التي مدح بها سيف الدولة الحمداني، واليكم بعض الأبيات من هذه القصيدة.
معجز أحمد أ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ وتَــأتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرامِ المَكـارِمُ
وتَعظُـمُ فـي عَيـنِ الصّغِـيرِ صِغارُها وتَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـمِ العَظـائِمُ
سَـيفُ الدَولَـةِ الجَـيشَ هَمّـهُ وقـد عَجَـزَتْ عنـهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
وَيَطلُبُ عندَ النّاسِ ما عندَ نفسِه وَذلكَ ما لا تَدّعيهِ الضّرَاغِمُ
وفاة أبو الطيب المتنبي
توفي أبو الطيب عن عمر 51 عام، فقد كان هناك بعض الأعداء لأبو الطيب المتنبي الذين تربصوا به بعد خروجه من أصفهان في العام 354 الهجري ذاهباً إلى العراق، فقاموا بالفتك به وقتله هو وولديه واسمهما محسد ومفلح بالقرب من بغداد، وذلك على يد شخص يُدعى فاتك الأسدي ومعه مجموعة من الأشخاص.
وفي النهاية نكون قد عرفنا أنه من شعراء العصر العباسي أبو الطيب المتنبي، والبحتري، وأبو تمام، وغيرهم من الشعراء المشهورين الذين كان لهم باع وشهرة كبيرة في مجال الشعر في العصرين العباسي الأول والثاني.
