ما معنى الهاكم التكاثر
ما معنى الهاكم التكاثر ؟ وهو تفسير الآية الأولى من آيات سورة التكاثر وهي سورة واحدةٌ من قصار السور في القرآن الكريم فهي السورة الثانية بعد المائة في ترتيب المصحف الشريف ويبلغ عدد آياتها ثمان آياتٍ كريمة، تقع في الجزء الثلاثين بعد سورة القرعة وتليها سورة العصر، وهي من السور المكيّة التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرّمة، ويعود سبب تسميتها إلى ورود لفظ التكاثر في أول آياتها.
ما معنى الهاكم التكاثر
معنى الهاكم التكاثر أيّ شغلكم عن طاعة الله التفاخر بكثرة الأموال والأولاد، وهي الآية الأولى من سورة التكاثر وهي تتحدث في مضمونها عن انشغال الناس بمغريات الحياة وجمعهم لحطام الدنيا حتى يباغتهم الموت فجأة، وهي من السور التي تمّ ذكرها في كثيرٍ من الأحاديث النبوية،[1] سُمِّيت سورة التكاثر بهذا الاسم نسبة إلى ورود كلمة التكاثر في مطلعها -كما ذُكر سابقًا- وهذا السبب هو سبب تسمية أغلب سور الكتاب، كسورة الواقعة والقارعة والغاشية وسورة النبأ ويس وق وغر ذلك، والتكاثر في هذه الآية الكريمة لا يقتصر على الإنجاب والأولاد بل يشمل تكاثر المال والجاه والولد وغير ذلك من أمور الدنيا التي تلهي الإنسان عن التفكير في اليوم الآخر، والله تعالى أعلم.[2]
شاهد أيضًا: هل يجوز تفسير قوله تعالى فويل للمصلين مقطوعه
سبب نزول سورة التكاثر
لم يورد المفسّرون سببًا عامًا لنزول سورة التكاثر، وما ورد في كتب أسباب النزول هو سبب لنزول الآية الأولى والثانية منها، قال الله تعالى: “أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ”[3] وهو أنّ قبيلتين من قبائل الأنصار وهما بني الحارثة وبني الحرث، تفاخر بعضهم على بعض بما يملكون من أموال وأولاد والتباهي بعشيرتهم من الأحياء، حتى إذا مروا على القبور أصبحت كل قبيلة تشير بتفاخر إلى قبورٍ لرجال من القوم والعشيرة، وتقول كل قبيلة للقبيلة الأخرى: هل فيكم مثل فلان ومثل فلان، فانتقل التفاخر عندهم من الأحياء ومن متاع الحياة إلى الأموات، فأنزل الله تعالى كل من الآيتين الكريمتين، وهناك أقوال أخرى ذكرها العلماء في سبب نزول الآيتين الكريمتين مثل التابعي قتادة والضحّاك ومقاتل وغيرهم، فقالوا إنّ الآيتين الكريمتين قد نزلتا في أهل الكتاب، وقيل هي في اليهود تحديدًا، إذ قد اختلفوا فيما بينهم، في أي بني فلان أكثر، حتى شغلهم ذلك التفاخر بما في الحياة الدنيا من متاع والسعي للتكاثر فيها، إلى أن ماتوا وهم على هذه الضلالة، وقال بعضهم إنذها نزلت في التجّار، وقيل نزلت في حيّين من قريش، وقيل غير ذلك ممّا ذهب إليه المفسّرون وغيرهم من أهل العلم، والله أعلم.[4]
شاهد أيضًا: فضل سورة الملك
فضل سورة التكاثر
فضل سورة التكاثرِ كفضلِ بقيَّة سورِ القرآن الكريم، في قراءتِها كما في قراءةِ القرآن الكريم كلِّه للمسلمِ في قراءتِه أجرٌ كبير وفضل عظيم لا يعلمه إلا الله تعالى، كما ورد في الحديث الشريفِ الذي رواهُ عبد الله بن مسعود أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قالَ: “من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ “ألم” حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”[5]، وفضلُها أيضًا في الأخذ بما جاءت به تعاليم إلهيَّة، كالحثِّ على تقوى الله وشكر نعمه، والابتعاد عن حبّ الدنيا ومغرياتها وأخذ العبرة والعظة من آياتِها الكَريمة.[6]
وهكذا نكون قد تعرّفنا ما معنى الهاكم التكاثر، وتحدثنا عن سبب نزول سورة التكاثر، ومن المعروف أن معرفة أسباب نزول آية أو ما يسهم في تفسيرها على الوجه السليم، وأخيرًا ذكرنا فضل سورة التكاثر.