ما هو التنمر الالكتروني وما أسبابه وأضراره وطرق الوقاية منه

ما هو التنمر الالكتروني

انتشر مصطلح التنمر بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وامتد إلى العالم السيبراني فـ ما هو التنمر الالكتروني ؟ وما هي أسبابه، وهل هناك أي طرق للوقاية منه؟ يؤثر التنمر بشكل عام على الحالة النفسية للأشخاص الذين يتعرضون للتنمر في البيئات المختلفة، ويأتي التنمر الإلكتروني ليمثل قمة هرم الأذى النفسي للأشخاص المستخدمين للإنترنت، من جميع الأعمار والأماكن والجنسيات.

ما هو التنمر الالكتروني

في السنوات الأخيرة أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، يستخدمها الصغار والكبار على حد سواء، للأغراض المختلفة سواء الألعاب الإلكترونية أو تكوين الصداقات الجديدة، أو التواصل مع الأصدقاء أو التعليم، أو العمل. وقد يتعرض الأشخاص عبر هذه المنصات للمضايقات من الآخرين، ولكنهم لا يستطيعون التمييز بين ما يتعرضون له هل هو تنمر أو مجرد مزاح عادي! ولهذا يثور السؤال: ما هو التنمر الالكتروني ؟ يمكننا تعريف التنمر الإلكتروني بأنه: استخدام التقنيات الإلكترونية، سواء برامج الألعاب الإلكترونية أو مواقع التواصل الاجتماعي، أو تطبيقات الدردشة والمراسلة، أو استخدام الهواتف المحمولة من أجل إلحاق الضرر والأذى النفسي بالآخرين، ويتخذ التنمر الإلكتروني أشكالًا متنوعة من بينها: [1]

  • نشر الصور الشخصية للآخرين وتبادل المعلومات عنه بشكل قد يتسبب له في الأذى والتهديد.
  • إرسال رسائل خاصة تتضمن السباب، أو القذف أو بعض الكلمات غير اللائقة والمسيئة.
  • كتابة التعليقات التي تتضمن كلامًا مسيئًا للآخرين.
  • نشر معلومات غير حقيقية عن أحد الأشخاص بغرض تشويه سمعته.
  • انتقاد الأفكار التي يطرحها الآخرون بشكل مهين ومتطرف، من أجل إشعارهم بالمشاعر السلبية، وشعور المتنمر بحالة من الرضا والشعور بالانتصار عندما يتسبب في الأذى النفسي للآخرين.
  • سرقة حساب شخص على الإنترنت وانتحال شخصيته، وإرسال رسائل مسيئة للآخرين.

أسباب التنمر الالكتروني

بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال ما هو التنمر الالكتروني نود التعرف على الأسباب التي تؤدي إليه. إن التنمر الإلكتروني من أكثر الأفعال المؤذية التي قد يقوم بها الشخص، ويرجع التنمر إلى أسباب متعددة، من بينها:

  • الشعور بالغيرة لما يشعر به الآخرون من مشاعر المحبة من الآخرين، وبالتالي يرغبون في تدمير هذا الشعور لديهم واستبداله بمشاعر الألم والخوف وعدم الأمان.
  • من الأسباب المنتشرة للتنمر، أن يكون الشخص قد تعرّض بالفعل للتنمر الإلكتروني من قبل آخرين وبالتالي فهو يرغب في التخلص من المشاعر السلبية وسوء الحالة النفسية التي يمر بها، ويتم هذا الأمر من خلال التنمر على الآخرين، مما يجعله يشعر بأنه ليس وحده من يتعرض للتنمر، وإنما يوجد آخرين يتشاركون معه هذا الألم.
  • قد يشعر الشخص بالفشل والإحباط من عدم قدرته على تحقيق أي نجاحات في حياته، وبالتالي فهو يتوجه للآخرين بالإساءة والأذى النفسي لكي يتسبب في تحطيم حالتهم النفسية، ويجعلهم يختبرون المشاعر السلبية التي يمر بها.
  • من الأسباب التي تؤدي إلى التنمر عبر الإنترنت، أن يرغب الشخص في الحصول على الانتباه من الآخرين ولفت الأنظار إليه، فيقوم بالإساءة البالغة للأشخاص من المشهورين، وبالتالي يتم تداول الأفكار المسيئة التي يقوم بطرحها على نطاق واسع، مما يجعله محط أنظار الآخرين.

أضرار التنمر الإلكتروني

يعد التنمر الإلكتروني أشد ضررًا من التنمر في الحياة العادية، لأن التنمر في الحياة العادية يستطيع الشخص اجتنابه من خلال عدم التعامل مع الأشخاص المتنمرين الذين يتسببون له في الأذى والألم، ولكن التنمر الإلكتروني لا يمكن للشخص أن يتوقعه، أو أن يوقف جميع الوسائل المؤدية إليه، كما أن آثاره تبقى في الذاكرة كلما قام الشخص المتعرض للتنمر باستخدام أحد الوسائل أو رؤية الكلمات أو الصور أو المقاطع المسيئة، والتي لا يتمكن من التخلص منها، ومن أهم الآثار السلبية التي يتسبب فيها التنمر الإلكتروني: [2]

  • تتأثر الحالة العقلية للشخص الذي يتعرّض للتنمر، حيث يشعر بالضيق والغضب والحرج، وعدم القدرة على دفع الانتهاك الموجه له.
  • بالإضافة إلى الحالة العقلية، فإن من يتعرض للتنمر تتأثر مشاعره بشكل كبير، حيث يشعر بالخجل من استخدام المنصات الإلكترونية المختلفة حتى لا يتعرض للتنمر، كما يعزف عن الاهتمام بالأشياء التي يستخدم الإنترنت من أجل ممارستها.
  • تمتد الآثار السلبية للتنمر الإلكتروني لتؤثر على الحالة الجسدية للشخص الذي يتعرض للتنمر، حيث يعاني من آلام جسدية مختلفة مثل الشعور بالصداع الشديد، والآلام المختلفة في أنحاء الجسد وخاصة آلام المعدة نتيجة القلق والتوتر اللذين يشعر بهما.
  • في بعض الأحيان وبعد التعرض للإساءات المتكررة من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، قد تسوء الحالة النفسية للمتنمَّر عليه، لدرجة تجعله يفكر في الانتحار، وربما أقدم العديد من الأشخاص بالفعل من مختلف دول العالم على الانتحار للتخلص من الآثار السلبية للتنمر.

كيف احمي نفسي من التنمر الإلكتروني

تقول الحكمة أن الوقاية دائمًا خير من العلاج، ولكي يحمي الشخص نفسه من الآثار السلبية للتنمر الإلكتروني، فيمكنه اتباع عدد من الخطوات لحمايته من التعرض للإساءة عبر الإنترنت، ومن أهم الخطوات التي تساعد في هذا الأمر:

  • الابتعاد تمامًا عن مشاركة المعلومات الشخصية للمستخدم عبر منصات التواصل الاجتماعي، لأن المعلومات الشخصية كمحل السكن والدراسة ورقم الهاتف المحمول، وغيرها من المعلومات الخاصة بالشخص هي المدخل الرئيس للتنمر، حيث يمكن استخدام هذه الوسائل لإلحاق الأذى به.
  • التحكم في خصوصية الملفات الشخصية للمستخدم، حيث يقصر إمكانية التواصل معه وإرسال الرسائل وطلبات الصداقة على الأصدقاء الذين يعرفهم بشكل شخصي، وأصدقاء الأصدقاء، وكذلك التحكم في إعداد الأفكار التي يتم مشاركتها عبر الحساب، ومنع الغرباء من التعليق عليها.
  • حرصًا منها على توفير تجربة ثرية وآمنة للمستخدمين؛ تقوم الكثير من منصات الإنترنت بتوفير خاصية الإبلاغ عن المحتويات غير اللائقة والمؤذية، وطلب إزالتها. وبعد تقديم البلاغات تقوم الفرق المختصة بدراسة الطلب وحذف المحتوى المسيء.

علاج التنمر الإلكتروني

عندما يتعرض الشخص لحالة من التنمر الإلكتروني فإنه يشعر بالرغبة في عدم استخدام الإنترنت، وتنتابه الكثير من المشاعر السلبية في الحالات التي يقوم فيها بالتواصل مع الآخرين من خلال الإنترنت، وذلك لأنه يتذكّر المشاعر السيئة التي مر بها في لحظة من اللحظات، وينصح الخبراء النفسيون الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر عبر الإنترنت بالابتعاد عن التطبيقات أو المنصات التي تعرضوا من خلالها إلى التنمر لفترة من الزمن من أجل التعافي من الآثار السلبية التي سببها التعرض للتنمر. ولكن قبل الانعزال عن تلك المواقع يُنصح بأن يقوم المتنمر بالإبلاغ عن المحتوى المسيء له من خلال وحدات الشكاوى التي تقدمها منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وإن كان التنمر قد بدر من أحد الأشخاص الذين تربطهم به علاقة صداقة أو قرابة، فيجب أن يتم إبلاغ الشخص من خلال وسيط، بأن الفعل الذي يقوم به غير مقبول، وأنه لن يظل صامتًا للأبد أمام الإساءات المتكررة الموجهة له.

بعد أخذ استراحة لالتقاط الأنفاس والتعافي من الألم الذي سببه التنمر، يستطيع الشخص أن يعود لاستخدام الإنترنت بشكل تدريجي، لأن حرمانه لنفسه من استخدام الإنترنت بسبب التنمر هو رسالة سلبية يتم إرسالها للمتنمرين بأنهم يستطيعون الاستمرار في هذه الأفعال السيئة دون حساب أو رادع. ويمكنه أن يقوم بحجب وحظر الأشخاص المتنمرين من الوصول إلى حساباتهم، والاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تساعد على عدم إظهار أي من الكلام المسيء الذي يتسبب في الأذى النفسي خلال تصفح الإنترنت. وفي حال الشعور بالحاجة إلى التحدث إلى طبيب نفسي متخصص للتخلص من الآثار السلبية للتنمر فيجب على الشخص ألا يتردد في التواصل مع أحد المختصين من أجل مساعدته على التغلب من المشاعر السلبية التي يتعرض لها. وفي حالة عدم القدرة على مواجهة التنمر الإلكتروني يمكن للشخص أن يطلب العون من العائلة أو الأصدقاء المقربين، ويعد هذا الأمر من الأمور الهامة للتعافي من أضرار التنمر الإلكتروني، حيث أن الحاجة الوحيدة التي تزيل الشعور بالخوف والقلق هو الشعور بالأمان، وهو الشعور الذي يُستمد من الأسرة والأصدقاء الذين نثق بمحبتهم بالفعل.

وإلى هنا، نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال وقد تعرفنا من خلاله على إجابة سؤال ما هو التنمر الالكتروني ؟ كما تعرفنا كذلك على طرق الوقاية من التنمر الإلكتروني والأضرار التي يتسبب فيها والخطوات المطلوبة للحماية من التنمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *