ما هو حكم صلاة العيدين

ما هو حكم صلاة العيدين

ما هو حكم صلاة العيدين، حين سطع النور الإسلامي بدل أعياد الضلال واللهو إلى أعياد الفرح والسرور، يمجد فيها الرحمن المتعال، وينشغل المسلمون فيها بذكر الله وشكره، فكان أول ما بدأ به تغيير أعياد الجاهلية هو عيد الفطر، وحدث ذلك في السنة الثانية للهجرة، ومشروعية عيد الأضحى كانت أيضًا في هذه السنة، والحكمة من إبدال الرسول صلى الله عليه وسلم أعياد الجاهلية بأعياد إسلامية كانت أنه خشي عليه الصلاة وأتم التسليم إذ تركهم وعاداتهم، أن يكون هناك ترويج لسنن أسلافهم المرذولة أو أن يحصل تنويه بشعائر الجاهلية المكروهة، فأبدلهم بيومين فيهما تنويه بشعائر الملة الحنفية،  وجمع فيهما للمسلمين بين روعة المظهر الاجتماعي والجمال الخلقي.[1] 

أعياد المسلمين

أعياد المسلمين تتمثل في عيدين هما عيد الأضحى وعيد الفطر المبارك، وقد اختارت الشريعة الإسلامية أنسب الأيام لهذين العيدين، فجعلت عيد الفطر المبارك يلي أداء فريضة الصيام في رمضان، شكرًا لله الذي أنعم وأعان المسلمين عباده على أداء هذه الفريضة، كما جعلت الشريعة الإسلامية عيد الأضحى المبارك يأتي عقب أداء مناسك فريضة الحج، شكرًا لله على توفيقه ومعونته على أداء فريضة الحج، وشكرًا لله عز وجل على اتمام نعمته في حادثة نبي الله ابراهيم الخليل حين عزم على ذبح ابنه اسماعيل، حيث فرج الله كربه الجسيم وكرمه وفداه بذبح كبش عظيم.

عنيت الشريعة الإسلامية العظيمة بمظهر هذين العيدين، فندبت ذبح الأضاحي في عيد الأضحى المبارك، وإلى إخراج زكاة الفطر في عيد الفطر المبارك، وبذلك تتجلى آثار نعم الله عز وجل في على عامة المسلمين، ففي ذلك إغناء للفقراء والمساكين والمحتاجين عن ذل السؤال في مثل هذه الأيام العظيمة، وفيه توسعة عليهم، وبذلك تتعزز الروابط بين الأغنياء والفقراء، ويعيش الجميع في ارف وظل من الإخاء والتعاون.

كما اتجهت الشريعة الإسلامية إلى الحفاوة في العيدين، فطلبت من المسلمين التطيب بالروائح العطرة الزكية، والتجمل بالملابس الجديدة، وتبادل التهاني ليعم السرور والفرح كبيرهم وصغيرهم، غنيهم وفقيرهم، كذلك ندبت الشريعة إلى إحياء ليلة عيد الأضحى وليلة عيد الفطر، تنويهًا بشأنهما وتعظيمًا لأمرهما.[1]

ما هو حكم صلاة العيدين

ما هو حكم صلاة العيدين فقد اختلف أهل العلم في حكم صلاة العيدين، فذهب بعض العلماء إلى أنها سنة مؤكدة، بينما ذهب البعض الآخر إلى أن حكمها فرض كفاية، أي إذا قام بها مجموعة كافية من المسلمين سقطت عن البقية، وإن لم يقم بها أحد منهم أخذ الجميع اثم تركها، وذهب علماء آخرون إلى وجوبها، وهذا الرأي الذي حاز على تأييد ونصرة شيخ الإسلام ابن تيمي وغيره من أهل العلم، وذلك لأن الله أمر بها في قوله تعالى: (فصل لربك وانحر)، فذهب جمهور المفسرين إلى أن المقصود بها صلاة العيدين لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يواظب على فعلها.

كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بخروج النساء اليها حتى ذوات الخدور والحيض، كما ورد في حديث أم عطية رضي الله عنها قالت : أمرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن نُخْرِج في الفطر والأضحى العواتق والحُيَّض وذوات الخدور، فأما الحُيَّض فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين …. ” رواه مسلم .

بالإضافة إلى ذلك تعد صلاة العيد من أعظم شعائر الإسلام الحنيف، وقد شرع بها التكبير، ولها يجتمع الناس أعظم من اجتماع يوم الجمعة، لذلك ينبغي على المسلم أن يحرص على أداء صلاة العيدين، والأ يتخلف عنها، وعليه حث أهل البيت والنساء والأبناء وتشجيعهم على حضورها تعظيمًا لشعائر الإسلام، وحمدًا لله على التوفيق لأداء الطاعة.[2]

اقرأ أيضًا: حكم صلاة العيدين للنساء

وقت ومكان أداء صلاة العيدين

يدخل وقت أداء صلاة العيدين من بزوغ السمش وارتفاعها قدر رمح، أي أن وقتها يبتدئ بعد طلوع الشمس بما يقترب من 15 دقيقة، ويمتد وقت أدائها إلى غروب الشمس ، أي أن وقتها وهو وقت أداء صلاة الضحى، ويسن تعجيل الصلاة في عيد الأضحى المبارك أول وقتها ليتمكن الملسمين من ذبح الأضاحي قبل ارتفاع النهار، كما يسن تأخيرها في عيد الفطر المبارك حتى يتسنى للناس إخراج زكاة الفطر.

أما فيما يتعلق بمكان صلاة العيدين، فإن السنة أن تؤدى صلاة العيد في المصلى، فقد ثبت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ” أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المُصَلَّى … ” رواه البخاري،  وليس لصلاة العيد إقامة أو أذان لقول ابن عباس وجابر رضي الله عنهما – كما في الصحيح – : ” لم يكن يُؤَذَّنُ يوم الفطر ولا يوم الأضحى “، ولا يُشرع النداء للعيدين بـ” الصلاة جامعة ” ونحو ذلك لعدم ثبوته .

وليس لصلاة العيدين سنة بعدية أو قبلية، فالسنة تكون في أن يقتصر المسلم على صلاة العيدين، الإذا قام بأدائها في المسجد لأي عذر كان، فإنه يقوم بصلاة ركعتين تحية للمسجد، بعد معرفة ما هو حكم صلاة العيدين.[2]

الحكمة من مشروعية العيدين

إن الله عز وجل قد شرع العيدين لحكم سامية جليلة، أما بالنسبة لعيد الفطر فإن المسلمين أدو فريضة من فرائض الإسلام وهي صيام شهر رمضان المبارك، فجعل الله تعالى لهم عيدًا يفرحون فيه، فيفعلون من اللعب المباح والسرور ما يكون فيه إظهارًا لشعائر هذا العيد، وحمدًا لله تبارك وتعالى على هذه النعمة.

فيفرح المسلمون لأنهم تخلصوا من المعاصي والذنوب التي قاموا بارتكابهم بالصوم، فإن من صام رمضان احتسابًا وإيمانًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن أقام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
لذلك جعل الله تعالى عيد الفطر المبارك ليفرح المسلمين بنعمة رفع الدرجات ومغفرة الذنوب، وزيادة الحسنات بعد انتهاء موسم الطاعات.

أنا بالنسبة لعيد الأضحى المبارك فإنه يأتي بعد العشر من ذي الحجة، التي يسن فيها للمسلم الإكثار من النوافل والطاعات وذكر الله عز وجل، وفيها يوم عرفة الذي أجر صيامه يكفر ذنوب سنتين كما أخبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وان الله عز وجل يطلع على الحجاج الواقفين على جبل عرفة، ويشهد الملائكة أنه غفر سبحانه للمخلصين منهم ذنوبهم ورضي عنهم، فيفرح المسلمين بعيد الأضحى الذي يلي يوم عرفة بمغفرة الله تعالى لذنوبهم ويشكرونه على نعمه العظيمة.

يجب على المسلم أن يعرف أن هناك ثلاثة أعياد فقط في الإسلام، وهي عيد الفطر المبارك ويأتي بعد انقضاء شهر الصوم، وعيد الأضحى المبارك ويأتي في ختام عشر من ذي الحجة، حيث يتكرر هذان العيدان كل سنة، وهناك عيد يأتي في نهاية كل أسبوع هو يوم الجمعة.[3]

ما هو حكم صلاة العيدين، لقد اختلف العلماء في حكمها واجمعوا على ضرورة القيام بها حسب آثار النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبيان الحكمة من مشروعتها وأهميتها للمسلم، ومكان أدائها ووقتها.

المراجع

  1. ^ alukah.net , أعياد المسلمين وحفاوة الإسلام , 11/4/2021
  2. ^ islamweb.net , صلاة العيدين , 11/4/2021
  3. ^ alukah.net , أعياد المسلمين وحكمة مشروعيتها , 11/4/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *