جدول المحتويات
من هو عميد الادب العربي ، هو أحد أكثر الأدباء الذي يبحثون عنه الجمهور لما له من قيمة وقامة في الأدب العربي فلا يزال ما خلفه من كتب وكلمات ملهمة محط اعجاب الكثير من الناس، وفي هذا المقال فإننا سوف نستعرض سيرة حياة عميد الأدب العربي وسنتعرف لشخصيته وأفكاره النيرة والجوائز التي حصل عليها وأخيرًا وفاته.
من هو عَميد الأدَب العَربي
عميد الأدب العربي هو طه حسين الذي ولد في 1889 وتوفي 1973 فهو أديب وناقد مصري لقب بعميد الأدب العربي وقام بتغيير الرواية العربية، وأبدع في السيرة الذاتية في كتابه “الأيام” 1929، ويعتبر طه حسين أحد أبرز الشخصيات في الحركة العربية الأدبية الحديثة ولا تزال أفكاره ومواقفه تثير الجدل حتى يومنا هذا.[1]
شاهد ايضًا: من هو الاديب العربي الذي نال جائزة نوبل عام 1988
السيرة الذاتية لطَه حُسين
سنتناول في السيرة الذاتية لعميد الأدب العربي طه حسين العديد من محطات حياته الثرية، فقد درس في الأزهر والتحق بالجامعة الأهلية وعاد إلى مصر بعد ذهابه لفرنسا، وعمل أستاذًا للتاريخ، وكان عميدًا لكلية الآداب ثم مديرًا لجامعة اسكندرية والكثير من المحطات التي سنتناولها تاليًا:[1]
نشأته
ولد عميد الأدب العربي طه حسين علي بن سلامه يوم الجمعة 1889 وكان سابع ثلاثة عشر من أبناء أبيه حسين، في قرية الكيلو قريبه من مغاغة إحدى مدن محافظة المنيا في الصعيد المصري، وفي اول أعاومه أصبت عيناه بالرّمد ما أطفأ النور فيهما إلى الأبد، وكان والده موظفًا صغيرًا في شركة السّكر أدخله الكتاب عند الشيخ محمد جاد الرب لتعلم العربية والحساب وتلاوة القرآن الكريم وحفظه في مدة قصيرة أذهلت أستاذه وأقاربه ووالده الذي كان يصحبه أحيانًا لحضور حلقات الذكر.
تعليمه
تعلم ه حسين في الأزهر ودرس فيه الدين واستزاد من علوم العربية في 1902، ونال شههادة تخوله التخصص في الجامعة، ثم انتسب إلى الجامعة المصرية التي فتحت أبوابها عام 1908 ودرس العلوم العصرية والحضارة الإسلامية والتاريخ والجغرافيا، وعددًا من اللغات الشرقية كالجشية والعبرية والسريانية، وظل على هذا المنوال من الدراسة حتى حصل على الدكتوراة عام 1914، وكانت أطروحته هي “ذكرى أبي العلاء”، ما أثار ضجة في الأوساط الدينية، وفي العام نفسه أوفدته الجامعة المصرية إلى مونبلييه بفرنسا، لمتابعة التخصص والاستزادة من فروع المعرفة والعلوم العصرية، فدرس الفرنسية وآدابها وعلم النفس والتاريخ الحديث، وعاد إلى مصر 1915 فأقام فيها حوالي ثلاثة أشهر أثار خلالها معارك وخصومات متعددة، نقد فيها تدريس الأزهر وتدريس الجامعات، مما أدى به إلى الحرمان من المنحة الدراسية، فعاد إلى فرنسا وأعد أطروحة الدكتوراة الثانية وعنوانها “الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون” وكان ذلك عام 1918، غذافة إلى دبلوم الدراسات العليا في القانون الروماني، ونجح بدرجة الإمتياز.
أساتذته
أول من علم عميد الادب العربي كان الشيخ محمد جاد الرب الذي علمه الكتابة والحساب والقراءة وتلاوة القرآن، وفي الجامع الأزهر علمه الكثير من المشايخ والأساتذة من أبرزهم : سيد المرسفي والشيخ مصطفى المراغي والشيخ محمد بخيت والشيخ عطا والشيخ محمد عبده وقد أعجب بآراء هذا الآخير واتخذه مثالًا في الثورة على القديم والتحرر من التقاليد، أما في الجامعة المصرية تعلم على يد أحمد زكي وأحمد كمال باشا، والمستشرق جويدي في التاريخ والجغرافيا، وفي الفلك تتلمذ على كارلو ألفونسو نللينو، وفي اللغات السامية القديمة على يد المستشرق ليتمان، وفي الفلسفة الإسلامية على دافيد سانتلانا، وفي تاريخ الحضارة الشرقية القديمة على ميلوني، والفلسفة على ماسينيون والأدب الفرنسي على كليمانت، وفي جامعة باريس فدرس على يد غلوتسس، وبلوك، و سيغنوبوس، وعلم الاجتماع على أميل دوركايم، وقد أشرف هذا ومعه بوغليه على أطروحته عن فلسفة ابن خلدون الاجتماعية بمشاركة من بلوك وكازانوفا.
عودته لمصر
عاد عميد الأدبي إلى مصر عام 1919، تولى مهمة أستاذ تاريخ يوناني وروماني في الجامعة المصرية ، ولما التحقت الجامعة بالدولة 1925 عينته وزارة المعارف أستاذًا للأدب العربي، ثم عميدًا لكلية الآداب في الجامعة نفسها 1928 لكنه لم يلبث في العمادة سوى يومًا واحدًا، إذ قدم استقالته من هذا المنصب تحت التأثر الذي مارسه عليه الوفديون، خصوم الأحرار الدستوريون حيث كان طه حسين واحدًا منهم، ثم عاد إلى العمادة عام 1930 ثم تم نقله إلى وزارة المعارف لكن رفض العميد تسلم منصبه الجديد اضطر الحكومة إلى إحالته إلى التقاعد عام 1932.
بعدها انصر إلى العمل الصحفي وأشرف على تحرير “كوكب الشرق” وسريعًا استقال بسبب خلافه مع صاحب الصحيفه، واشترى امتياز جريدة الوادي وراح يشرف على تحريرها، وعندما لم يعجبه هذا العمل تركه عام 1934، وعاد للجامعة المصرية بصفة أستاذ للأدب، وفي عام 1944 ترك الجامعة بعد أن أُحيل إلى التقاعد، وفي عام 1950 عين وزيرًا للمعارف حتى عام 1952 ومنح لقب الباشوية عام 1951، وفي 1959 عاد طه حسين إلى الجامعة بصفته أستاذ غير متفرغ كما عاد إلى الصحافة فتسلم رئاسة تحرير الجمهورية.
في مكة والمدينة
في عام 1955 ذهب طه حسين لأداء فريضة الحج واستغرقت رحلته تسعة عشر يومًا، واستقبلوه استقبالًا مهيبًا، فكان الملك سعود والأمراء والأعيان والوجهاد والأدباء والإعلاميون واحتفت به المؤسسات الثقافية والهيئات العلمية كافة، كما استقبلته بعثة الأزهر الشريف وكان من بينها الشيخ محمد متولي الشعراوي، وعن مشاعره نحو مكة والمدينة قال طه حسين:”هما المدينتان المقدستان اللتان تهوي إليهما أفئدة المسلمين، من زارهما منهم ومن لم يزرهما، ولم أكن إلا واحدًا من هؤلاء المسلمين الذين يزورون مكة والمدينة منذ شرع الله الدين الحنيف للناس”.
في الشعر الجاهلي
عام 1926 ألف طه حسين كتابه المثير للجدل “في الشعر الجاهلي” وعمل فيه بمبدأ ديكارت وخلص في استنتاجاته وتحليلاته أن الشعر الجاهلي منحول، وأنه كتب بعد الإسلام ونسب للشعراء الجاهليين، تصدى له العديد من علماء الفلسفة واللغة ومنهم: مصطفى صادق الرافعي والخضر حسين، ومحمد لطفي جمعة ، والشيخ محمد الخضري، ومحمود محمد شاكر وغيرهم، ثم عدل اسم كتابه وحذف منه المقاطع الأربعة التي أُخذت عليه.
شاهد ايضًا: مؤلفات محمود درويش
أفكار طَه حُسين
دعا طه حسين عميد الادب العربي إلى نهضة أدبية وعمل على الكتابه بأسلوب سهل واضح مع المحافظة على مفردات اللغة وقواعدها، ولقد اثارت آراؤه الكثيرين كما وجهت له العديد من الاتهامات، ولم يبالي طه بهذه الثورة ولا بهذه المعارضات القوية التي تعرض لها ولكن استمر في دعوته للتجديد والتحديث، فقام بتقديم العديد من الآراء التي تميزت بالجرىة الشديدة والصراحة فقد أخذ على المحيطين به ومن الأسلاف من المفكرين والأدباء طرقهم التقليدية في تدريس الأدب العربي، وضعف مستوى التدريس في المدارس الحكومية ومدرسة القضاء وغيرها، كما دعا إلى أهمية توضيح النصوص العربية الأدبية للطلاب، هذا بالإضافة لأهمية إعداد المعلمين الذين يقومون بتدريس اللغة العربية، والأدب ليكونوا على قدر كبير من التمكن والثقافة بالإضافة لاتباع المنهج التجيدي، وعدم التمسك بالشكل التقليدي في التدريس.[2]
شاهد ايضًا: من صاحب رواية دعاء الكروان
الجوائز والمناصب التي نالها
حاز طه حسين العديد من الجوائز منها تمثيلة مصر في مؤتمر الحضارة المسيحية الإسلامية في مدينة فلورنسا بإيطاليا عام 1960، وانتخابه عضوًا في المجلس الهندي المصري الثقافي والإشراف على معهد الدراسات العربية العليا، واختياره عضوًا محمًا في الهيئة الأدبية الطليانية والسويسرية وهي هيئة عالمية، ورشح لجائزة نوبل، وفي عام 1964 منحته جامعة الجزائر الدكتوراة الفخرية وحصل على شهادة الدكتوراة الفخرية في جامعة مدريد، وعام 1971 رأس مجلس اتحاد المجامع اللغوية في العالم العربي، وترشح من جديد لجائزة نوبل، وأقامت منظمة اليونسكو الدولية في اورغواي حفلًا تكريميًا أدبيًا قل نظيره، كما شغل منصب وزير التربية والتعليم.
وفاة طه حسين
انتقل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين إلى رحمته تعالى يوم الأحد 28 أكتوبر 1973 عن عمر ناهز 84 عامًا، وقال عنه عباس محمود العقالد:”إنه رجل جريء العقل مفطور على المناجزة والتحدي فاستطاع بذلك نقل الحراك الثقافي بين القديم والحديث من دائرته الضيقه التي كان عليها إلى مستوى أوسع وأرحب بكثير”.[2]
إلى هنا نكون قد وصلنا لخاتمة مقال من هو عميد الادب العربي الذي تعرفنا من خلاله إلى الأديب طه حسين ونشأته وتعليمه وسيرة حياته والجوائز التي حصل عليها أيضًا ووفاته رحمه الله.