هل الدعاء يوم عرفة مستجاب لغير الحاج

هل الدعاء يوم عرفة مستجاب لغير الحاج

هل الدعاء يوم عرفة مستجاب لغير الحاج؟ معلومٌ أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- فضل بعض الأزمنةِ والأمكنةِ على بعضٍ، ومن الأزمنةِ المفضلةِ يومَ عرفةَ، ومن الأماكنِ المفضلةِ أيضًا جبل عرفة، لكن هل دعاءُ المسلمِ مستجابٌ يومَ عرفة وإن لم يكن حاجًا؟ وما هي الأعمال التي يُستحبُّ للمسلمِ فعلها في هذا اليومِ؟ وما هو يومُ عرفةَ؟ وما هي فضائله؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال الذي يطرحه موقع محتويات، حيث سيجدُّ الإجابةَ مفصلةً على كلِّ سؤالٍ.

هل الدعاء يوم عرفة مستجاب لغير الحاج

لقد بيَّن الله -عزَّ وجلَّ- أنَّ الدعاءَ مستجابٌ لكلِّ المسلمينَ، سواء أكانَ حاجًّا أم غيرَ حاجٍ، وسواء أكان في يومِ عرفةَ أم في غيره، ودليل ذلك قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)،[1] ووما يدلُّ على أنَّ الدعاءَ يومَ عرفةَ مستجابٌ لغيرِ الحاجِّ أنَّ الشرعَ الحنيفَ استحبَّ صيام هذا اليومِ، ومعلومٌ أنَّ للصائمش دعوةٌ لا تردُّ.

شاهد أيضًا: فضل الدعاء يوم عرفة لغير الحاج

الأعمال المستحبة يوم عرفة

ينبغي على المسلمِ استغلال مواسم الخير للإكثار من الأعمال الصالحة، وفيما يأتي ذلك بعض هذه الأعمال:

  • الصيام: لقد حثَّ الشرعُ الحنيف على صيامِ يومِ عرفة لغير الحاج، حيث رتَّب فضلًا عظيمًا على صيامهِ، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صيامُ يومِ عَرفةَ إنّي أحْتسبُ على اللهِ أن يُكفّرَ السنَةَ التي بعدهُ ، والسنةَ التي قبلهُ).[2]
  • الإكثار من الاستغفار والتوبةِ: وذلك لأنَّ الذنوبَ غالبًا هي التي تحولُ بينَ العبدِ وبين الخشوعِ والأعمالِ الصالحةِ.
  • ذكر الله -عزَّ وجلَّ-: ومن الأعمال المستحبة يوم عرفة الإكثار من الأذكار، والاشتغال بالتكبير والتهليل والتحميد، إلى غروب الشمس.

شاهد أيضًا: حديث إن الله ينزل إلى السماء الدنيا يوم عرفة

التعريف بيوم عرفة وبيان فضله

إنَّ يوم عرفة يُوافق اليومَ التاسعِ من شهرِ ذي الحجةِ، وهو اليومُ الذي يقفُ فيهِ حجَّاجُ بيتِ الله الحرامِ على جبلِ عرفاتٍ، وإنَّ هذا اليومُ يعدُّ يومًا فضيلًا، ومن فضائله ما يأتي:[3]

  • أنَّ صيامه سببٌ من أسباب تكفيرِ ذنوب سنتينِ من ذنوبِ العبدِ، وقد جاء ذلك في الحديث الشريفِ: (صيامُ يومِ عَرفةَ إنّي أحْتسبُ على اللهِ أن يُكفّرَ السنَةَ التي بعدهُ ، والسنةَ التي قبلهُ).[4]
  • أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أكمل فيه دينه، وأتمَّ على النَّاسِ نعمته، ودليل ذلك الحديث الذي رواه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حيث قال: (أنَّ رَجُلًا، مِنَ اليَهُودِ قالَ له: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ في كِتَابِكُمْ تَقْرَؤُونَهَا، لو عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ، لَاتَّخَذْنَا ذلكَ اليومَ عِيدًا. قالَ: أيُّ آيَةٍ؟ قالَ: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] قالَ عُمَرُ: قدْ عَرَفْنَا ذلكَ اليَومَ، والمَكانَ الذي نَزَلَتْ فيه علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو قَائِمٌ بعَرَفَةَ يَومَ جُمُعَةٍ).[5]
  • أنَّه عيدٌ للواقفِ على جبلِ عرفة، ودليل ذلك الحديث الذي رواه عقبة بن عامر، حيث قال: (يومُ عرفةَ ويومُ النَّحرِ وأيَّامُ التَّشريقِ عيدُنا أهلَ الإسلامِ وهي أيَّامُ أكلٍ وشربٍ).[6]
  • أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- يعتق في هذا اليومِ عبادًا كثيرة من النارِ، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟).[7]
  • أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- يباهي ملائكةَ السماءِ بأهلِ عرفاتَ يومَ عرفةَ، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ يُباهي بأهلِ عرفاتٍ ملائكةَ السماءِ ، فيقولُ : انظُروا إلى عبادي هؤلاءِ ، جاءوني شُعْثًا غُبْرًا).[8]

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان، هل الدعاء يوم عرفة مستجاب لغير الحاج؟ وفيهِ تمَّ بيانُ أنَّ الدعاءَ مستجابٌ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، كما تمَّ ذكر بعض الأعمالِ المستحبةِ في يومِ عرفةَ لغيرِ الحاجِّ، وفي ختامِ هذا المقال تمَّ التعريفُ بيومِ عرفةَ وبيانِ فضائله.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة: , آية 186
  2. ^ صحيح مسلم، , مسلم، عائشة أم المؤمنين، 1348، صحيح
  3. ^ alukah.net , يوم عرفة: فضائله وخصائصه , 28/05/2024
  4. ^ صحيح البخاري، , البخاري، عمر بن الخطاب، 45، صحيح
  5. ^ صحيح أبي داوود، , الألباني، عقبة بن عامر، 2419، صحيح
  6. ^ صحيح مسلم، , مسلم، عائشة أم المؤمنين، 1348، صحيح
  7. ^ صحيح الترغيب، , الألباني، أبو هريرة، 1132، صحيح