هل الزلازل من علامات الساعة
جدول المحتويات
هل الزلازل من علامات الساعة؟ سؤال مهم قد يخطر على بال أي إنسان يؤمن بوجود الساعة ويوم الحساب، وذلك لأنّ الواقع والأحاديث النبوية والأدلّة الشرعة التي تتحدّث عن علامات الساعة وأراطها تفرض هذا السؤال وتستدعيه، وفي هذا المقال سيت بيان ما هي علامات الساعة، والإجابة عن سؤال هل الزلازل من علامات الساعة، باللإضافة إلى الحديث في موضوعات شرعية أخرى تخصّ الزلازل.
علامات الساعة
تنقسم علامات الساعة إلى قسمين: علامات صغرى وعلامات كبرى، فالعلامات الكبرى هي تحدث في فترة قريبة جدًا من قيام الساعة، وهذه العلامات ليست معتادة الوقوع بالنسبة للناس، ومنها ظهور الدجّال ونزول عيسى عليه السلام، وخروج يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، أمّا العلامات الصغرى فهي التي تحدث قبل قيام الساعة بزمن طويل، ومنها: ظهور الجهل وقبض العلم والتطاول في البنيان، وهذه أمور معتادة بالنسبة للناس، أمّا علامات الساعة من حيث الظهور فتُقسم وفقًا للترتيب الآتي:[1]
- علامات الساعة التي ظهرت وانقضت، كظهور الفتن وقتال الترك، وقد حدثت هذه الأشياء وفقًا لما جاء في الأحاديث النبوية.
- علامات بدأت بالظهور ولكنّها لم تكثر وتستحكم بالشكل الموصوفة به في الأدلة الشرعية.
- علامات لم تظهر بعد ولكنّها ستظهر في المستقبل.
وفي الفقرة التالية سيتم الإجابة عن سؤال: هل الزلازل من علامات الساعة؟ وإذا كانت من علاماتها فإلى أي قسمٍ تنتمي.
هل الزلازل من علامات الساعة
إنّ الزلازل هي إحدى أنواع الكوارث الكونية وهي عبارة عن حركة واهتزاز للأرض يؤدّي لحدوث دمار وهدم وذلك تبعًا لقوة الزلزال وشدّته، أمّا عن سببها العلمي فإنّ علماء الجيولوجيا يقولون بأنّها نتيجة للضغط المخزون في الأرض بسبب حركة الصفائح الأرضية،[2] وبالنسبة لارتباطها بعلامات الساعة؛ فقد دلّت الأحاديث النبوية على أنّ الزلازل من علامات الساعة، وهي من العلامات الصغرى التي ظهرت بدايتها وهي في طور التتابع والازدياد حتّى تستحكم وتكثر في كلّ بقاع الأرض؛ حيث بيّن العلماء أنّ الزلازل حصلت منذ زمن بعيد ولا زالت تحصل ولكنّ الزلازل التي هي من علامات الساعة تتميّز بدوامها وشموليتها، فالزلازل ستكون كثيرة وقريبة من بعضها في الزمان، وستعم كل بقاع الأرض، حتّى أنّ هناك سنوات سيُطلق عليها سنوات الزلازل، والأدلّة على كلّ هذا فيما يأتي:[1]
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، ويَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وتَظْهَرَ الفِتَنُ، ويَكْثُرَ الهَرْجُ –وهو القَتْلُ القَتْلُ– حتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ”.[3]
- عن سلمة بن نفيل السكوني -رضي الله عنه- قال: “كنَّا جلوسًا عندَ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم -وهو يوحى إليه فقال: (إنِّي غيرُ لابثٍ فيكم ولَسْتُم لابثينَ بعدي إلَّا قليلًا وستأتوني أفنادًا يُفني بعضُكم بعضًا وبيْنَ يدَيِ السَّاعةِ مُوتانٌ شديدٌ وبعدَه سنواتُ الزَّلازلِ)”.[4]
- عن عبد الله بن حوالة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وضع يده على رأسه وقال له: “يا ابنَ حوالةَ، إذا رأيتَ الخلافةَ قد نزَلَت أرضَ المقدَّسةِ فقَد دنَتِ الزَّلازِلُ والبَلابلُ والأمُورُ العِظامُ، والسَّاعةُ يومَئذٍ أقرَبُ منَ النَّاسِ من يدي هذِهِ من رأسِكَ”.[5]
الحكمة من حدوث الزلازل
إنّ الحكمة الإلهية من حدوث أمر ما هي شيء غيبي قد يدرك الإنسان عند البحث والتفكّر شيئًا من هذه الحكمة وقد لا يدرك، وبالنسبة للزلازل فهي من سنن الله الكونية، التي قد تحدث في أي بقعة من بقاع الأرض، ومن دواعي حدوثها تذكير الله تعالى عباده بقدرته المطلقة حتّى يخافوه ويخشونه فيتوجّهوا إليه، ويستيقظوا من غفلتهم، وقد يكون حدوث الزلازل إنذار من الله تعالى للعصاة حتّى يرجعوا عن معاصيهم، كما أنّهم يمكن أن تكون عقوبة على المعاصي والذنوب وانتشار الفواحش والمنكرات.[6]
وقد فسّر بعض العلماء العذاب الوارد في قوله تعالى: “قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ”،[7] بالصيحة والحجارة والريح والخسف والرجفة، فالزلازل من آيات الله التي يُرسلها تخويفًا للخلق وإنذارًا وتحذرًا لهم من الشرك ومخالفة أمره، ومن الآيات التي تدل على هذا المعنى، قول الله تعالى في سورة الإسراء: “وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا”،[8] كما أنّ الآثام والمعاصي وعدم إنكار المنكر وسكوت الناس عن الأمر بالمعروف هو أحد أسباب حدوث الزلازل والمصائب بشتّى أنواعها.[9]
كيف يتصرّف المسلم عند حدوث الزلازل
إنّ التزام شرع الله هو سبيل النجاة في الدنيا والآخرة، فالمسلم يجب أن يعتبر من الحوادث والتغيّرات التي تحصل في حياته، ويعتبر بالأحداث التي تحصل من حوله، فكثرة الزلازل من الأمور الخطيرة التي يجب التنبّه لها والتفكّر بشأنها، فينبغي على الإنسان أن يقوم بعدّة أعمال عند حدوث الزلازل وانتشارها فهذا من علامات الساعة كم تمّ بيانه، وفيما يأتي ذكر لبعض التصرفات والأفعال التي يجب على المسلم فعلها في زمن حدوث الزلازل:[9]
- المبادرة إلى التوبة واللجوء إلى الله سبحانه، والندم على المعاصي والذنوب والعزم على الإقلاع عنها.
- التضّرع إلى الله تعالى، والإكثار من الصلاة طلبًا للرحمة والدعاء والاستغفار، والذكر وسؤال الله العافية والسلامة.
- الاستقامة على دين الله، بفعل الطاعات وتجنّب النواهي.
- التصدّق على الفقراء والمساكين، ورحمتهم والإحسان إليهم.
هل الموت في الزلازل شهادة
بعد الإجابة عن سؤال: هل الزلازل من علامات الساعة؟ والتطرّق لبعض الموضوعات المتعلّقة بالزلازل، لا بدّ من بيان حكم من يموت في الزلازل، فالإنسان إذا استطاع أن يهرب ويلجأ إلى مكان آمن عند حدوث الزلزال فيجب أن يفعل ذلك، أمّا إن لم يستطع وقدّر الله تعالى له الموت في هذا الزلزال؛ فإنّ الأحاديث النبوية قد دلّت على أنّه من الشهداء بإذن الله تعالى، ومن هذه الأحاديث: قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، والمَبْطُونُ، والغَرِيقُ، وصَاحِبُ الهَدْمِ، والشَّهِيدُ في سَبيلِ اللَّهِ”،[10] فصاحب الهدم هو شهيد بإذن الله، وهذا يعم إن كان الهدم حدث بزلزال أم بسقوط بناء وانهياره وما شابه ذلك.[6]
وبهذا القدر نكون قد بيّنا ما هي التقسيمات الشرعية لعلامات الساعة، وأجبنا عن سؤال: هل الزلازل من علامات الساعة؟ وأوضحنا أنّها من علامات الساعة التي ظهرت ولا زالت مستمرة، وبيّنا الحكمة من الزلازل وأسباب كثرتها، وذكرنا الأمور التي يجب المبادرة إلى فعلها عند حدوث الزلازل، وذكرنا حكم الموت في الزلازل ووثّقنا هذا الحكم بدليل صحيح متفق على صحته