أسباب المشكلة بين أوكرانيا وروسيا

أسباب المشكلة بين أوكرانيا وروسيا

أسباب المشكلة بين أوكرانيا وروسيا على الرغم من أن أوكرانيا تمثل أحد دول الاتحاد السوفييتي سابقًا وتربطها علاقات اجتماعية وثقافية قوية مع روسيا، إلا أن سياسات البلدين على ما يبدو قد اتخذت منحىً متباينًا خلال السنوات الأخيرة، وسيتناول المقال التالي موضوع أسباب المشكلة بين أوكرانيا وروسيا مع الإضاءة على أهم المحطات التاريخية التي حكمت العلاقات الروسية الأوكرانية منذ استقلال الأخيرة عن الاتحاد السوفييتي.

أسباب المشكلة بين أوكرانيا وروسيا

يرى الكثير من المحللين والخبراء السياسيين أن أسباب المشكلة بين أوكرانيا وروسيا تعزى إلى حقيقة أن روسيا لم تعد قادرةً منذ العام 2014 م وما بعده على إبقاء أوكرانيا في صفها السياسي علاوةً على شعورها بجنوح أوكرانيا المتعاظم نحو الغرب الأمر الذي بات يشكل خطرًا كبيرًا على الأمن القومي الروسي وخصوصًا بعد أن تخلت كييف عن صفة عدم الانحياز وسعت بشكلٍ علنيٍ للحصول على عضوية حلف الناتو. وبالطبع فإن عضوية أوكرانيا في أي تكتلٍ غربيٍ وبشكلٍ خاصٍ في حلف الناتو لا يعجب الدب الروسي أبدًا إذ يرى فيه تهديدًا مباشرًا لأمنه، وفي الوقت الذي بات فيه استعادة الاتحاد الروسي لولاء أوكرانيا أمرًا مستبعدًا يرى خبراء أن روسيا تبذل كافة الجهود المتاحة لعرقلة أي مشروعٍ ومساعٍ أوكرانيةٍ للانخراط في تكتلاتٍ مع الدول الغربية بهدف الإبقاء على أوكرانيا كمنطقةٍ رماديةٍ تفصل روسيا عن القوى الغربية.[1]

وعلى الجهة الأخرى تتهم موسكو دول حلف الناتو بتزويد أوكرانيا بالسلاح كما تتهم الولايات المتحدة الأمريكية بسعيها لتأجيج التوتر في المنطقة، وفي الحقيقة فإن روسيا تريد تراجع الناتو إلى حدود ما قبل عام 1997 م، ولا ترغب بتوسعه مجددًا باتجاه الشرق ويقول الرئيس الروسي بوتين “ليس لدى روسيا مكان آخر تتراجع إليه، هل يعتقدون بأننا سنبقى مكتوفي الأيدي؟”

شاهد أيضًا: ما هي الخلافات بين أوكرانيا وروسيا

العلاقات بين أوكرانيا وروسيا

مرت العلاقات الروسية الأوكرانية منذ تفكك الاتحاد السوفييتي وإعلان أوكرانيا استقلالها عام 1991 م بالعديد من المحطات المهمة الحافلة بالتوتر والتي بدأت مع نهاية عام 2004 م بعد قيام “الثورة البرتقالية” في أوكرانيا والتي عرفت بمواقفها المؤيدة للغرب، حيث دخل الغرب حينها بقوةٍ على خط العلاقات داعمًا الثورة الأوكرانية ومواقفها تجاهه، ولكن الموالين لروسيا سرعان ما استعادوا السيطرة على المشهد الأوكراني عام 2010 م.
ومع نهاية العام 2013 م شهد الميدان الأوربي اندلاع الاحتجاجات الأمر الذي جعل بالمشهد الأوكراني يأخذ بعدًا آخر تعالت فيه الأصوات المؤيدة للتوجه الغربي والدور القومي على حساب تراجع أدوار التيار الموالي لروسيا، وهذا ما دفع بالقيادة الروسية إلى ضم أراضي شبه جزيرة القرم إلي في شهر آذار من العام 2014 م بحجة حماية الرعايا الروس الموجودين هناك، ويرجح البعض أن روسيا قد لعبت دورًا مهمًا في دعم الحراك الانفصالي العسكري في إقليم دونباس شرق أوكرانيا، على الرغم من أن الدب الروسي ينفي هذا الخبر جملةً وتفصيلًا.

شاهد أيضًا: لماذا طلبت أمريكا مواطنيها مغادرة اوكرانيا

الاستعدادات الروسية لغزو أوكرانيا

مع تصاعد وتيرة الأنباء العالمية حول احتمالية قيام روسيا بشن حرب على أوكرانيا يراقب العالم بحذرٍ التحركات العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا وتظهر صور الأقمار الصناعية مواصلة روسيا حشد قواتها والتي قدرت بما يقارب 100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية في ثلاث نقاطٍ استراتيجيةٍ في غرب روسيا وشبه جزيرة القرم وبيلاروسيا الأمر الذي يرى فيه خبراء عسكريون مؤشرًا واضحًا لنية روسيا بغزو أوكرانيا عسكريًا، وتشير صور الأقمار الصناعية إلى وصول أكثر من 550 خيمةً للجنود الروس والمئات من المركبات العسكرية والمركبات الروسية المدرعة إلى شبه جزيرة القرم إضافةً إلى الكثير من المعدات العسكرية الأخرى في مناطق حدودية مختلفة.

شاهد أيضًا: حقيقة الحرب بين روسيا وأوكرانيا

ماذا قالت روسيا بشأن تحركاتها العسكرية

نفت المصادر الرسمية الروسية وجود أية نية لدى روسيا بغزو جارتها أوكرانيا على الرغم من أن تقارير المخابرات الغربية تؤكد الخبر، ووصفت الصور الجوية الملتقطة لجنودها بأنها صور مقلقة مصرحةً على لسان أحد مسؤوليها أن لروسيا الحق في نقل قواتها على أراضيها حيثما تشاء نافيةً أن يكون لذلك أي صفةٍ تصعيديةٍ. وكانت روسيا قد اتهمت في وقتٍ سابقٍ أوكرانيا بنقلها نصف جيشها (حوالي 125 ألف جنديٍ أوكرانيٍ) باتجاه الشرق لتطبيق خطتها التي تقضي بمهاجمة المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا، وهذا ما وضعته أوكرانيا في إطار الدعاية المغرضة للتغطية على الخطط الروسية.[2]
ويقول فلاديمير دشاباروف الرجل الثاني في الشؤون الدولية بمجلس النواب الروسي إن ما يقارب نصف مليون أوكراني في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون لديهم الآن جوازات سفرٍ روسيةٍ، مؤكدًا أنه إذا طلب زعماء المتمردين الأوكرانيين مساعدة روسيا، فإن روسيا بكل تأكيدٍ لن تتخلى عن مواطنيها.

شاهد أيضًا: موقع اوكرانيا على الخريطة

وبهذا يختم المقال الذي تناول موضوع أسباب المشكلة بين أوكرانيا وروسيا مرورًا بعرض أبرز المحطات في العلاقات بين روسيا وأوكرانيا منذ انفصال الأخيرة عن الاتحاد السوفييتي عام 1991 م واتخاذها توجهًا مختلفًا أكثر ميولًا نحو المعسكر الغربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *