أين تقع أفغانستان

أين تقع أفغانستان

أين تقع أفغانستان هذه الدولة التي يدلّ اسمها على شعبها، فأنّ كلمة أفغانستان تعني (أرض الأفغان)، البلد التي عانت الويلات بسبب الحروب، ولكنها قادرة على النهوض من جديد، لكلّ ما فيها من خيرات وجمال نحو مستقبلٍ واعد.

أين تقع أفغانستان

تقع أفغانستان في قارة آسيا، أي ما تُعرف بآسيا الوسطى، وبذلك فهي دولة حبيسة أي غير ساحليّة، ويحدّها من الجهة الشماليّة كلٌّ من طاجكستان وأوزبكستان وتركمانستان، ومن الجهة الغربيّة تحدّها إيران، ومن الجهة الشرقيّة تحدّها الصين، أمّا من الجهة الجنوبيّة فتحدّها باكستان، وهي تمتلك موقعاً جيوستراتيجي، إذ تربط قارّة آسيا ببعضها، من الشرق حتّى الغرب، ومن الشمال حتّى الجنوب، وتُعدّ موطناً للعديد من الأُمم، القديمة والحديث، وخلال عصورٍ متلاحقة، وتُعتبر إحدى المواقع القديمة لطريق الحرير، وأيضاً للهجرات البشريّة قديماً، وعاصمتها مدينة كابول. [1]

مناخ أفغانستان

تتمتّع أفغانستان بمناخٍ قاريّ وبشتاءٍ قاسٍ، خاصّة في المرتفعات الوسطى، والمنطقة الشماليّة الشرقيّة، حيث يكون متوسّط درجة الحرارة في كانون الثّاني/ يناير أقل من (15-) درجة مئويّة، ويُمكن أن تصل إلى (26-) درجة مئويّة، أمّا صيفها فهو حار خاصّة في المناطق المنخفضة في الجنوب الغربيّ من البلاد حيث حوض سيستان، وفي الشرق حيث حوض جلال أباد، وسهول تركستان على نهر آمو في الشمال، التي يصل متوسّط درجات الحرارة فيها إلى أكثر من 35 درجة مئويّة. وتُعتبر أفغانستان جافّة بشكلٍ عامّ في فصل الصيف، وخاصّة الجهة الشماليّة والغربيّة، مع سقوط معظم الأمطار بين شهريّ ديسمبر/ كانون الأوّل وأبريل/ نيسان. وبالرّغم من قُرب أفغانستان من الهند، إلاَّ أنّها تقع في الغالب خارج منطقة الرياح الموسميّة التي تتعرّض لها الهند، باستثناء مقاطعة نورستان التي تتلقّى أحياناً أمطاراً موسميّة صيفيّة. [1]

التنوع البيولوجي في أفغانستان

توجد عدّة أنواع من الثديّيات منتشرة في جميع أنحاء أفغانستان والطيور والنباتات، حيث: [2]

  • تعيش النمور السيبيريّة والدببة البنيّة في مناطق التندرا الألبية العالية الارتفاع، وتعيش أغنام ماركو بولو حصريّاً في منطقة ممر واخان شمال شرق أفغانستان.
  • تسكن الثعالب والذئاب وثعالب الماء والغزلان والأغنام البريّة والوشق وغيرها من القطط الكبيرة في منطقة الغابات الجبليّة في الشرق.
  • في السهول الشماليّة شبه الصحراويّة، تشتمل الحياة البريّة على مجموعة متنوّعة من الطيور والقنافذ والغوفر وآكلات اللّحوم الكبيرة مثل ابن آوى والضباع.
  • وتسكن الغزلان والخنازير البريّة وابن آوى سهول السهوب في الجنوب والغرب، بينما يوجد النمس والفهود في الجنوب شبه الصحراوي.
  • أمّا الوعل فيعيش في الجبال العالية، ويُعدّ كلب الصيد الأفغاني ذي السلالة المحليّة من الكلاب معروفة بسرعتها وشعرها الطويل، وهو معروف نسبيّاً في الغرب.
  • والحيوانات المستوطنة في أفغانستان تشتمل على السنجاب والطائر الأفغاني، وأنواع كثيرة من الطيور التي تقدّر بنحو 460 نوعاً، يتكاثر في داخل أفغانستان أكثر من 235 نوع.
  • تحتوي منطقة الغابات على نباتات مثل أشجار الصنوبر، بينما تتكوّن مناطق السهوب العشبيّة من أشجار عريضة الأوراق وعشب قصير ونباتات معمّرة وشجيرات.
  • تتكوّن مناطق المرتفعات الأكثر برودة من أعشاب صلبة ونباتات مزهرة صغيرة.
  • تم تعيين العديد من المناطق كمناطق محمية طبيعيّة.

السكان في أفغانستان

قُدّر عدد سكان أفغانستان بـ 32.9 مليون نسمة اعتباراً من عام 2019 من قبل هيئة الإحصاء والمعلومات الأفغانيّة، بينما تقدر الأمم المتحدة أكثر من 38.0 مليون نسمة: [2]

  • حوالي 23.9٪ منهم حضريون، و71.4٪ يعيشون في مناطق ريفيّة، والباقي 4.7٪ بدو.
  • ويعيش 3 ملايين أفغاني بشكلٍ مؤقّت في باكستان وإيران المجاورتين، معظمهم ولدوا وترعرعوا في هذين البلدين.
  • اعتباراً من عام 2013، كانت أفغانستان أكبر دولة منتجة للاجئين في العالم، وهو اللّقب الذي استمر لمدة 32 عاماً.
  • يبلغ معدّل النمو السكاني الحالي 2.37٪ ، وهو من أعلى المعدّلات في العالم خارج إفريقيا.
  • ومن المتوقّع أن يصل عدد السكّان إلى 82 مليون بحلول عام 2050 إذا استمرّت الاتجاهات السكانيّة الحاليّة.
  • زاد عدد سكان أفغانستان بشكل مطّرد حتى ثمانينيات القرن الماضي، عندما تسبّبت الحرب الأهليّة في فرار الملايين إلى دول أُخرى مثل باكستان.
  • عاد الملايين منذ ذلك الحين، وأدّت ظروف الحرب إلى ارتفاع معدّل الخصوبة مقارنةً بالاتجاهات العالميّة والإقليميّة.
  • وقد تعافت الرعاية الصحيّة في أفغانستان منذ مطلع القرن الحالي، ممّا تسبّب في انخفاض معدّل وفيات الرضع وزيادة في متوسّط العمر المتوقّع، أدى هذا – إلى جانب عوامل أُخرى مثل عودة اللاجئين- إلى نمو سكاني سريع في العقد الأوّل من القرن الحادي والعشرين، إلاَّ أنّه بدأ مؤخراً في التباطؤ.

اقتصاد أفغانستان

بلغ الناتج المحلي الإجمالي لأفغانستان 21.7 مليار دولار في عام 2018، ويبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 2024 دولاراً، وماتزال واحدة من أقلّ البلدان نموّاً في العالم. تم الاستشهاد بالجغرافيا الطبيعيّة القاسية لأفغانستان ووضعها غير الساحلي كأسباب تجعل البلد دائماً من بين أقل البلدان نمواً في العصر الحديث – وهو عامل تباطأ فيه التقدّم أيضاً بسبب الصراع المعاصر وعدم الاستقرار السياسي، فمن الناحية الاقتصاديّة: [2]

  • تستورد البلاد أكثر من 7 مليارات دولار من السلع ولكنها تصدّر فقط 784 مليون دولار، معظمها من الفواكه والمكسّرات.
  • لديها 2.8 مليار دولار من الديون الخارجية.
  • وقد ساهم قطاع الخدمات بأكبر قدرٍ في الناتج المحلي الإجمالي (55.9٪)، يليه الزراعة (23٪)، والصناعة (21.1٪). في حين يتم تمويل عجز الحساب الجاري للدولة إلى حد كبير بأموال المانحين، حيث يتمّ توفير جزء صغير فقط مباشرة من الميزانية الحكومية، ويخصّص الباقي للنفقات من خارج الميزانيّة وللمشاريع التي حددها المانحون من خلال منظومة الأمم المتّحدة والمنظّمات غير الحكومية.
  • يعمل عدد من البنوك المحليّة والأجنبيّة في البلاد، بما في ذلك بنك أفغانستان الدولي وبنك نيو كابول وبنك عزيزي وبنك البشتاني وبنك ستاندرد تشارترد وبنك التمويل الصغير الأوّل.
  • يعدّ السجاد الأفغاني هو أحد الصّادرات الرئيسيّة لأفغانستان، وأحد الدوافع الرئيسيّة للانتعاش الاقتصادي الحالي هو عودة أكثر من 5 ملايين مغترب، الذين جلبوا معهم مهارات ريادة الأعمال وتكوين الثروة، بالإضافة إلى الأموال التي تشتدّ الحاجة إليها لبدء الأعمال التجارية. وقد عادت شعبيّة السجاد الأفغاني مرة أُخرى، مما سمح للعديد من تجّار السجاد في جميع أنحاء البلاد بتوظيف المزيد من العمال؛ ففي عامي 2016-2017 كانت رابع أكثر مادّة من العناصر المصّدرة.
  • يُشارك العديد من الأفغان في مشاريع الإعمار، منها مشروع البناء الوطنية الكُبرى في مدينة كابول الجديدة المجاورة للعاصمة، ومشروع أينو مينا في قندهار، ومدينة غازي أمان الله خان بالقرب من جلال أباد.
  • كما بدأت مشاريع تنمويّة مماثلة في هرات ومزار الشريف ومدن أُخرى.
  • يدخل ما يقدّر بنحو 400 ألف شخص إلى سوق العمل كل عام.
  • بدأت العديد من الشركات والمصانع الصغيرة العمل في أجزاء مختلفة من البلاد، والتي لا توفّر إيرادات للحكومة فحسب؛ بل تخلق أيضاً وظائف جديدة.
  • أدت التحسينات في بيئة الأعمال إلى استثمار أكثر من 1.5 مليار دولار في مجال الاتصالات وخلق أكثر من 100000 فرصة عمل منذ عام 2003.
  • أفغانستان عضو في منظّمة التجارة العالمية، وسارك، ومنظمة التعاون الاقتصادي، ومنظمة التعاون الإسلامي. وهي حاصلة على صفة مراقب في منظمة شنغهاي للتعاون.
  • في عام 2018 جاءت غالبية الواردات من إيران والصين وباكستان وكازاخستان، في حين أن 84٪ من الصادرات كانت إلى باكستان والهند.

السياحة في أفغانستان

تُعدّ السياحة في أفغانستان من الصناعات الصغيرة، وذلك يعود لأسباب أمنيّة، ومع ذلك يزورها حوالي 20 ألف سائح أجنبي سنوياً، اعتباراً من عام 2016، ويوجد فيها العديد من المناطق التي تُعدّ مقصداً سياحيّاً محليّاً ودوليّاً، أهمّها: [2]

  • وادي باميان الخلاب، والذي يضمّ بحيرات وأودية ومواقع تاريخيّة، ساعد زيارته أنه في منطقة آمنة.
  • عدد أقل يزور منطقة وادي واخان، وهو أيضاً أحد أكثر المجتمعات النائية في العالم.
  • من أواخر الستينيات كانت أفغانستان محطّة شهيرة على مسار فنّ الهبي الشهير، حيث جذبت العديد من الأوروبيين والأمريكيين.
  • مئذنة جام أو منارة جام، وهي إحدى مواقع التراث العالمي لليونسكو، وهي مهدّدة حاليّاً بالتآكل بسبب الفيضانات، وتقع في ولاية غور بجانب نهر هريرود.
  • تُعدّ مدينة غزنة أحد المواقع التاريخيّة الهامّة، وقد تمّ التصويت عليها في السنوات الأخيرة مع مدينة باميان عاصمة الثقافة الإسلاميّة والعاصمة الثقافيّة لجنوب آسيا على التوالي.
  • هرات وقندهار وبلخ وزارانج هي أيضاً مدن تاريخيّة جدّاً.
  • قلعة الإسكندر الواقعة في غرب مدينة وهران، وقد تمّ تجديدها في السنوات الأخيرة، وهي من المعالم السياحيّة الشهيرة.
  • المتحف الوطني في كابول، ويوجد فيه عدد كبير من الآثار البوذيّة واليونانيّة والإسلاميّة المبكّرة. عانى المتحف بشكلٍ كبير من الحرب الأهليّة، ولكن تمّ ترميمه ببطء منذ أوائل القرن الحادي والعشرين.

الفن في أفغانستان

تتمتّع الموسيقى الكلاسيكيّة الأفغانيّة بصلاتٍ تاريخيّةٍ وثيقة مع الموسيقى الكلاسيكيّة الهنديّة، وتستخدم نفس المصطلحات والنظريّات الهندوستانية مثل الراجا، حيث تشمل الأنواع الموسيقيّة لهذا النمط من غناء الغزال أي (الموسيقا الشعريّة)، وآلات مثل الطبلة الهنديّة والسيتار، والآلات المحليّة مثل الزرباقلي، بالإضافة إلى الدايرة والطنبور المعروفين أيضاً في آسيا الوسطى والقوقاز. والقيثارة الأفغانيّة التي تُعرف بالروباب هي الآلة الوطنية للبلاد وهي تشابه آلة السارود الهندية. ومن أشهر فناني الموسيقى الكلاسيكية سارهانغ وساربانت. طوّرت موسيقى البوب في الخمسينيات من القرن الماضي من خلال راديو كابول، وكان لها تأثير في التغيير الاجتماعي. خلال هذا الوقت بدأت الفنّانات أيضاً في الظهور وتشتهر بينهم ميرمون باروين. ويعدّ الفنّان أحمد ظاهر من أشهر فنّاني أفغانستان، حيث قام بتركيب العديد من الأغاني، ولايزال يتمتّع بشهرةٍ عالية حتّى بعد وفاته. وهناك أساتذة بارزون آخرون في الموسيقى الأفغانّية التقليديّة أو الشعبيّة كـ: ناشيناس وعبيد الله جان وماهواش وأحمد والي وفرهاد داريا ونغمة، وتشتهر الرقصة الوطنية في أفغانستان (عطان) وهي رقصة جماعيّة يؤديها شعبيّاً الأفغان من جميع المناسبات، وتعدّ هذه الرقصة جزء من الهوّيّة الأفغانيّة. [2]

كنّا نريد أن نعرف أين تقع أفغانستان، فعلمنا عنها الشيء الكثير الذي أغنى معرفتنا عن هذا البلد القديم قِدمَ التّاريخ، والذي عانى كثيراً عبر التاريخ، إلاّ أنّنا دوماً نتطلّع إلى مستقبلٍ مشرق.

المراجع

  1. ^ archive.org , The Constitution of Afghanistan , 1/ 2/ 2021
  2. ^ archive.org , COUNTRY PROFILE: AFGHANISTAN , 1/ 2/ 2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *