افضل صيام بعد رمضان شهر المحرم صحة الحديث

افضل صيام بعد رمضان شهر المحرم صحة الحديث الوارد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هو ما سيكون موضوع هذا المقال، فشهر محرم من الأشهر الحرم، ووهو أحد الأشهر التي يُستحبّ فيها الإكثار من الأعمال الصّالحة والتّشديد على ترك المعاصي والمنكرات، والسنّة النبوية الشريفة حثّت على صيام شهر محرّم وبيّنت فضله في الكثير من الأحاديث الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ولذلك سيقوم موقع محتويات ببيان صحة الحديث افضل صيام بعد رمضان شهر المحرم، وسيبيّن فضل الصّوم في شهر محرم.

الصوم في شهر المحرم

قبل معرفة افضل صيام بعد رمضان شهر المحرم صحة الحديث سيتمّ بيان الصوم في شهر المحرم، حيث يعدّ شهر المحرم من الأشهر الحرم، وهو أوّلها، ومن الجدير بالذّكر أنّ الأشهر الحرم هي محرّم ورجب وذو القعدة وذو الحجة، ومن المعروف أنّ الأشهر الحُرم من الأشهر التي يُستحبّ فيها أن يُكثر المسلم من الأعمال الصّالحة ويبتعد فيها عن معصية الله -عز وجل- وقال أهل العلم أنّ صيام شهر المحرم والأشهر الحرم مستحبٌّ الصيام فيها، وقد استدلّوا بذلك على أحاديث ضعيفة والتي أجمع أهل العلم أن العمل بالأحاديث الضّعيفة ممكنٌ في فضائل الأعمال، فقد ورد عن أبو أو عم مجيبة الباهلية: “أنَّهُ أتى رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ انطلقَ فأتاهُ بعدَ سنةٍ وقد تغيَّرت حالُهُ وَهيئتُهُ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ أما تعرِفُني قالَ ومن أنتَ قالَ أنا الباهليُّ الَّذي جئتُكَ عامَ الأوَّلِ قالَ فما غيَّرَكَ وقد كنتَ حسنَ الهيئةِ قالَ ما أَكلتُ طعامًا إلَّا بليلٍ منذُ فارقتُكَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لِمَ عذَّبتَ نفسَكَ ثمَّ قالَ صُم شَهرَ الصَّبرِ ويومًا من كلِّ شَهرٍ قالَ زِدني فإنَّ بي قوَّةً قالَ صم يومينِ قالَ زدني قالَ صم ثلاثةَ أيَّامٍ قالَ زدني قالَ صُم منَ الحُرَمِ واترُك صُم منَ الحُرَمِ واترُك صُم منَ الحُرِمِ واترُك وقالَ بأصابعِهِ الثَّلاثةِ فضمَّها ثمَّ أرسلَها”.[1] فمن صام في شهر المحرم يرجو الثّواب من الله فلا بأس عليه وينال الأجر بإذن الله.[2]

شاهد أيضًا: ما هو شهر محرم

افضل صيام بعد رمضان شهر المحرم صحة الحديث

فيما يأتي سيتمّ بيان افضل صيام بعد رمضان شهر المحرم صحة الحديث الوارد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيما رواه الصّحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- قال: “أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ”.[3] فالحديث صحيحٌ وورد في صحيح مسلم ورواه أبو هريرة -رضي الله عنه- لذلك أجمع أهل العلم بأنّ أفضل الصّيام بعد صوم رمضان هو صوم شهر محرم، والأفضليّة في هذا الحديث  هو أفضلية صيام الشّهر كامل أو جزء منه، ولكن يتأكد في فضل الصّيام فيه صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء، وهما اليومان التّاسع والعاشر من محرّم،  وعاشوراء هو اليوم الذي نجّى فيه الله -عزّ وجلّ – موسى ومن آمن معه من فرعون وجنوده، وبذلك استحبّ جهور الفقهاء صيام محرّم حاله كحال الأشهر الحرم بل الصّيام فيه كان أفضل من صيام الأشهر الحرم فهو أفضل الصيام بعد صيام شهر رمضان والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: خطبة عن شهر محرم ويوم عاشوراء

شرح حديث أفضل الصيام بعد رمضان

بعد الاطّلاع على افضل صيام بعد رمضان شهر المحرم صحة الحديث، فإنّنا سنتطرّق لشرح حديث أفضل الصيام بعد رمضان فقد سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- عن أفضل الصّلوات بعد الصلوات المكتوبة، وعن أفضل الصّيام بعد صيام رمضان، فالصّلاة والصيام من أركان الإسلام وهما من الفرائض المكتوبة، وقد فرض  الله على عباده خمسة صلوات مكتوبة، وفرض عليهم صيام شهر رمضان، وترك لهم القدرة على التّطوّع بالنّوافل، ولمن تطوع فضلٌ وأجر، وقد بين النّبي -صلى الله عليه وسلّم- أفضل الأوقات لصيام وصلاة التّطوّع، فلمّا سُئل عن أيّ الصلاة أفضل بعد الصّلاة المكتوبة أجاب أنّها صلاة الليل، وهي الصّلاة البعيدة عن الرّياء والأقرب إلى الإخلاص لله -سبحانه وتعالى- وهي الأشد وطأة على القلوب وتحتاج إيماناً قويّاً بالله، وحينما سُئل النّبيّ عن أفضل الصيام بعد صيام شهر رمضان، أجاب -عليه الصلاة والسلام- أنّه صيام شهر الله المحرم، فهو من الأشهر الحرم، وفيه كان القتال محرّماً واغتناماً لوقته في الصوم.[5]

فضل الإكثار من الصوم في شهر محرم

إن أفضل صيام بعد رمضان هو صيام المحرم كما أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- فشهر المحرم من الأشهر الحرم التي جعلها الله للمسلمين موسماً للعبادة، وهو من أعظم  شهور السّنة وأوّلها،  وقد كان العرب في الجاهليّة يصومونه ويسمّى بشهر الله الأصم لشدّة تحريمه فهو أفضل الأشهر الحرم كما رجّح أهل العلم، وقد جُعل فيه صوم التّطوّع أفضل الصّيام بعد صيام رمضان، وهو محمولٌ على التّطوع المطلق،  ولذلك يُستحبّ للمسلم أن يُكثر من الصّيام فيه، فإن لم يقدر على ذلك صام بعضاً منه، وقيل أنّه من المستحبّ أن يُصام كاملاً بظاهر الحديث الشّريف، لكن لم يُنقل عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنه صامه كاملاً أبداً، ويتأكّد في شهر محرّم صوم يوم عاشوراء وتاسوعاء لما له من فضلٍ كبير بين الأيام والله ورسوله أعلم.[6]

 صيام يوم عاشوراء وفضله

ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أنّه صام يوم عاشوراء وأمر به المسلمين، فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: “قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عاشُوراءَ، فَقالَ: ما هذا؟ قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ؛ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قالَ: فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ”.[7] فقد صامه النّبيّ لصوم موسى -عليهما الصّلاة والسّلام- شكراً لله على ما أنعم عليه ومن معه من إنقاذه من فرعون وجنوده، وقد جعل الله -سبحانه وتعالى- صيام يوم عاشوراء يكفّر ذنوب السنة الماضية من حياة المسلم، وذلك بشّر به رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- فقد منذ الله على المسلمين بهذا الفضل العظيم بتكفير ذنوب سنةٍ كاملة بصومٍ واحد، وقد كان من السّنة أن يُصام تاسوعاء وعاشوراء أو عاشوراء واليوم الحادي عشر، أو يُصام الأيّام الثّلاثة معاً حتّى يكون مُخالفةً لليهود في صومهم لعاشوراء فقط.[8]

شاهد أيضًا: التقويم الهجري لعام 1443

وبهذا تكون نهاية مقال افضل صيام بعد رمضان شهر المحرم صحة الحديث، الذي تمّ فيه بيان صحّة حديث افضل صيام بعد رمضان شهر المحرم وشرحه، بعد بيان فضل الصوم في شهر محرم، وختم المقال ببيان ضيام يوم عاشوراء وفضله.