اقوال علي بن ابي طالب وحكمه وشعره

اقوال علي بن ابي طالب

اقوال علي بن ابي طالب كرم الله وجهه من الأقوال التي اشتهرت بين الناس كثيرًا، لما عرف به من الحكمة والرأي السديد، فعلي بن أبي طالب هو أبو الحسن الهاشمي، وُلد قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعشر سنين، فرُبِّي في حِجر الرسول – صلى الله عليه وسلم – ولم يفارقْه، وكان كرم الله وجهه أول من أسلم من الصبيان، وصاهر الرسول- صلى الله عليه وسلم -، وجاهد في الله حق الجهاد، وشهد مع الرسول – صلى الله عليه وسلم – المشاهد إلا غزوة تبوك، وكان أحدُ أصحاب الشورى الذين نص عليهم عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. [1]

اقوال علي بن ابي طالب

عرف عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بأنه كان سديد الرأي، نيّر الفكر، واشتهرت له عدد من الأقوال نذكر لكم عددًا منها فيما يأتي: [2]

  • البخل عار، والجبن منقصة، والفقر يخرس الفطن عن حاجته، والمُقلُّ غريب في بلدته.
  • لا قربة بالنوافل إذا أضرَّت بالفرائض.
  • من نصب نفسه للناس إمامًا، فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم.
  • عظم الخالق عندك يصغر المخلوق في عينيك.
  • سوسوا إيمانكم بالصدقة، وحصّنوا أموالكم بالزكاة، وادفعوا أمواج البلاء بالدعاء، المرء مخبوء تحت لسانه، هلك امرؤ لم يعرف قدره، الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم، وعلى كل داخل في باطل إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا عنه.
  • لأنسبن الإسلام نسبةٍ لم ينسبها أحد قبلي، الإسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الإقرار والإقرار هو الأداء، والأداء هو العمل.
  • أيها الناس، الزهادة قصر الأمل، والشكر عند النعم، والتورع عند المحارم، فإن عزب عنكم فلا يغلب الحرام صبركم، ولا تنسوا عند النعم شكركم، فقد أعذر الله إليكم بحجج مسفرة ظاهرة وكتب بارزة العذر واضحة.

حكم الامام علي كرم الله وجهه

كان الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حكيمًا سديد الرأي، وقد ترك لنا جملة نافعة من أقواله في الرقائق مما يستحسن الوقوف عندها  من أجل أخذ العبرة والعظة، ومن الحكم التي رويت عنه: [2]

  • عظم الخالق عندك يصغر المخلوق في عينيك.
  • لا يعدم الصبور الظفر، وإن طال به الزمان.
  • ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء طلبًا لما عند الله، وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء اتكالاً على الله سبحانه.
  • كفاك أدبًا لنفسك اجتذاب ما تكرهه من غيرك.
  • من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، الغيبة جهد العاجز، شر الإخوان ما تكلف له.
  • لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه، أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، السخاء ما كان ابتداءً، فإذا كانعن مسألة فحياء وتذمم.
  • البخل عار، والجبن منقصة، والفقر يخرس الفطن عن حاجته، والمُقلُّ غريب في بلدته.
  • ما اختلفت دعوتان إلا كانت إحداهما ضلالة، من أبدى صفحته للحقّ هلك، من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن من أساء به الظن، من كتم سره كانت الخير بيده، لا يعاب المرء في تأخير حقه، إنما يعاب من أخذ ما ليس له.
  • إنما أخشى عليكم اثنتين: طول الأمل، وإتباع الهوى، فإن طول الأمل ينسي الآخرة، وإن إتباع الهوى يصدّ عن الحقّ.

اقوال الإمام علي في القرآن الكريم

قال الإمام علي كرم الله وجهه في القرآن الكريم: “اعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدث الذي لا يكذب، وما جالس هذا القرآن أحد إلا ما قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى، ونقصان من عمى، واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنى، فاستشفوا من أدوائكم، واستعينوا به على لأوائكم، فإن فيه شفاء من أكبر الداء، وهو الكفر والنفاق والغي والضلال، فاسألوا الله به، وتوجهوا إليه بحبه، ولا تسألوا به خلقه، إنه ما توجه العباد إلى الله تعالى بمثله، واعلموا أنه شافع ومشفع، وقائل مصدق، وأنه من شفع له القرآن يوم القيامة صدق عليه”. [2]

وصية علي بن أبي طالب لابنه الحسن قبل وفاته

ورد في وفي وصية علي بن أبي طالب لابنه الحسن قبل وفاته عددًا من الحكم كما يأتي: [2]

  • قال علي بن أبي طالب يوصي ابنه قبل وفاته: “حفظ ما في يديك أحب إلي من طلب ما في يد غيرك، ومرارة اليأس خير من الطلب إلى الناس، والحرفة مع العفة، خير من الغنى مع الفجور، والمرء أحفظ لسره، ورب ساع فيما يضره، من أكثر أهجر، ومن تفكر أبصر، قارن أهل الخير تكن منهم، وباين أهل الشر تبن عنهم، بئس الطعام الحرام، وظلم الضعيف أفحش الظلم، إذا كان الرفق خرقًا كان الخرق رفقًا، ربما كان الدواء داءً، وربما نصح غير الناصح، وغش المستنصح، وإياك والاتكال على المُنى، فإنها بضائع النوكى(الحمقى)، والعقل حفظ التجارب، وخير ما جربت ما وعظك، بادر بالفرصة قبل أن تكون غُصَّة، ليس كل طالب يصيب، ولا كل غائب يئوب، ومن الفساد إضاعة الزاد، ومفسدة المعاد، ولكل أمر عاقبة، وسوف يأتيك ما قدر لك، التاجر مخاطر، ورب يسير أنمى من كثير”.
  • ورد في وصية علي بن أبي طالب لابنه قبل وفاته: “يا بني اجعل نفسك ميزانًا بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك، واستقبح من نفسك ما تستقبحه من غيرك، وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك، ولا تقل ما لا تعلم، وإن قل ما تعلم، ولا تقل ما لا تحب أن يقال لك، واعلم أن الإعجاب ضد الصواب، وآفة الألباب، فاسع في كدحك، ولا تكن خازنًا لغيرك، وإذ أنت هديت لقصدك فكن أخشع ما تكون لربك”.

من شعر علي بن أبي طالب 

إن أئمة الأدب اتفقوا على ندرة ما بلغنا مما نسب إلي علي -كرم الله وجهه- من الشعر والرجز، وغاية ما استدركه الإمام عبد القادر البغدادي في عظيم استقصائه هو هذا الرجز المذكور في قصة خيبر. وفيما يأتي أذكر لكم بعض الشعر الذي ورد عن علي بن أبي طالب:

  • قال إمام الأدب المحقق عبد القادر البغدادي رحمه الله: [3]
    ” وَاعْلَم أَن الْعلمَاء قد اخْتلفُوا فِي الشّعْر الْمَنْسُوب إِلَى عَليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه . قَالَ الْمَازِني: إِنَّه لم يَصح أَنه عَلَيْهِ السَّلَام تكلم بشيٍ من الشّعْر غير هذَيْن الْبَيْتَيْنِ. وَصَوَّبَهُ الزَّمَخْشَرِيّ وهما:

تلكم قريش تمناني لتقتلني***فلا وربك ما برّوا وما ظفروا
فإن هلكت فرهن ذمتي لهم***بذات روقين لا يعفو لها أثر

  • روى مسلم في صحيحه: [4]
    في قصة (غزوة خيبر) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ” – أَوْ “يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ” -. قَالَ: “فَأَتَيْتُ عَلِيًّا، فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ وَهُوَ أَرْمَدُ، حَتَّى أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَسَقَ فِي عَيْنَيْهِ فَبَرَأَ وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، وَخَرَجَ مَرْحَبٌ، فَقَالَ:قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ
    شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
    إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُفَقَالَ عَلِيٌّ:أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ
    كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ
    أُوفِيهِمُ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْقَالَ: فَضَرَبَ رَأْسَ مَرْحَبٍ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ كَانَ الْفَتْحُ عَلَى يَدَيْهِ “.
  • قال وكيع في الغرر: [3]
    حدثنا أبو عبد الله محمد ابن اسحق، حدثنا عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الغرري عن إسرائيل بن يونس عن أبي اسحق عن الحارث قال: ذكر علي رضي الله عنه أمورا تكون ثم أتبعها أبيات شعر…” .

لا يدخل النّار عبد مؤمن أبدا *** ولا يقول ذوو الألباب لا قدر
ولا أقول لقوم إنّ رازقهم *** غير الإله وإن برّوا وإن فجروا
الله يرزق من يدعو له ولدا *** والمشركين ويوم البعث ينتصر
تلكم قريش تمنّتني لتقتلني *** فلا وربّك ما برّوا وما ظفروا
فإن هلكت فرهن ذمّتي لهم *** بذات روقين لا يعفو لها أثر
أمّا ثقيف فإنّي لست متّخذا *** أهلا ولا شيعة في الدّين إذ كفروا
إن بايعوني فلا يوفوا ببيعتهم *** وماكروني والأعداء إذ مكروا
وقلّصوا لي عن حرب مشمّرة *** ما لم يلاق أبو بكر ولا عمر

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، وقد كتبنا فيه عددًا من أقوال علي بن أبي طالب وحكمه وأشعاره، وهذا يدل على غزارة علمة كرم الله وجهه، وحداقته وفطنته الكبيرة، وكذلك سدادة رأيه ومنطقه.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , علي بن أبي طالب , 21/12/2020
  2. ^ islamstory.com , من حكم وأقوال الإمام علي , 21/12/2020
  3. ^ islamqa.info , مدى صحة ديوان علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟ , 21/12/2020
  4. ^ صحيح مسلم , سلمة بن الأكوع، مسلم، 1807، صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *