أول غزوة في الإسلام وأهم المعلومات عنها

أول غزوة في الإسلام

أول غزوة في الإسلام هي أوَّل غزوة شارك فيها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فالغزوة في الإسلام هي المعركة التي شارك فيها رسول الله عليه الصلاة والسلام، حتَّى وإنْ لم يحدث قتال فيها، فإذا خرج رسول الله بالمسلمين بنية القتال سُمِّي خروجه غزوة حتَّى لو يتم القتال مع المشركين، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن أول غزوة في الإسلام وعن الغزوات التي وقعت قبل غزوة بدر وعن أول معركة بحرية في الإسلام أيضًا.[1]

أول غزوة في الإسلام

إنَّ أول غزوة غزاها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وفق ما جاء في السنة النبوية هي غزوة الأبواء أو ما تُسمَّى بغزوة ودان، وهنا تجب الإشارة إلى أنَّه جاء في صحيح البخاري ومسلم عن زيد بن الأرقم أنَّه ذكر غزوة العشيرة كأول غزوة في الإسلام، ولكنَّ أهل العلم رؤوا أنَّه قد خفي على زيد بن الأرقم -رضي الله عنه- أمر غزوتي الأبواء وبواط وذلك لصغر سنِّه في هاتين الغزوتين، بينما رأى ابن التين أنَّ حديث ابن الأرقم يذكر أوَّل غزوة غزاها زيد بن الأرقم مع رسول الله وهي غزوة العشيرة، والثابت أنَّ غزوة الأبواء هي أول غزوة في الإسلام وقد كانت في شهر صفر من السنة الثانية للهجرة،[2] وفيما يأتي تفصيل عن هذه الغزوة:

استعداد المسلمين للمعركة

وقعت غزوة الأبواء في الثاني عشر من شهر صفر من السنة الثانية للهجرة، أي بعد سنة من وصول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ومن معه من المسلمين إلى المدينة المنورة، وقد وقعت في مكان يُقال له ودان، وهو مكان يبعد عن المدينة المنورة مسافة 250 كم، وتُسمَّى هذه المنطقة أيضًا بالأبواء وهو وادٍ موجود في الحجاز وفيه قبر أم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ولم يكن الهدف من هذه الغزوة القيام بحرب ضروس بقدر ما كان هدفًا استكشافيًا للأماكن المحيطة بالمدينة المنورة، خاصة وأنَّ المسلمين كانوا حديثي العهد بالمدينة المنورة، فأراد رسول الله أنَّ يستكشف الطرق التي تؤدي إلى مكة المكرمة، وأن يستخبر أحوال القبائل التي تسكن حول المدينة المنورة، كما أراد أن يوصل رسالة إلى قريش مفادها أن ضعف المسلمين القديم انتهى، وهم الآن جاهزون للحرب في سبيل الإسلام، ولهذا لم يكن الاستعداد للمعركة طويلًا، بل جمع رسول الله الصحابة وخرج بهم ورجعوا من غير قتال.[3]

اقرأ أيضًا: الفرق بين الغزوة والسرية وأهم وأشهر الأمثلة على كل منهما

كيف دارت المعركة

لم تدر أي حرب في أول غزوة في الإسلام فقد استخلف رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- على المدينة المنورة سعد بن عبادة ثمَّ خرج ومعه عدد من الصحابة الكرام، فوصل بهم إلى ودان، وهناك وادع بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة مع سيدهم مخشي بن عمرو، وفي هذه الغزوة بعث رسول الله عمَّه حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- ومعه ثلاثون راكبًا من المهاجرين إلى سيف البحر، وهناك التقى المسلمون بأبي جهل بن هشام ولكن لم يحدث بينهما قتال، وأرسل رسول الله أيضًا عبيدة بن الحارث بن المطلب ومعه ستون وقيل: ثمانون راكبًا من المهاجرين إلى ماء بالحجاز، وهناك وجد جمعًا غفيرًا من قريش، ولم يدر بينهما أي قتال أيضًا، ولكنَّ سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أطلق على مشركي قريش أوّل سهم رُمي في سبيل الله يومئذٍ، وبعد غياب خمس عشرة ليلة رجع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ومن معه من الصحابة الكرام إلى المدينة المنورة، والله تعالى أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: كم ركعة صلاة الضحى

الغزوات التي وقعت قبل غزوة بدر

لقد خاض رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حياته سبعًا وعشرين غزوة بحسب أغلب الأقوال، منها ما لم يحدث فيها قتال مع المشركين، ومنها ما دار فيها قتال عنيف بين الطرفين، وكانت أول غزوة حدث فيها قتال في الإسلام غزوة بدر التي حدثت في رمضان من السنة الثانية للهجرة، وقد وقعت قبل أربع غزوات لم يدر فيها أي قتال، وهذه الغزوات هي: غزوة الأبواء في شهر صفر من السنة الثانية للهجرة، وغزوة بواط في شهر ربيع الأول من السنة الهجرية الثانية، وعزوة سفوان وقد عُرفت باسم غزوة بدر الأولى وقد وقعتْ في شهر ربيع الأول من السنة الثانية للهجرة، وغزوة العشيرة التي وقعت في شهر جمادى الأولى من السنة الثانية للهجرة.[4]

اقرأ أيضًا: حكم الانتحار شرعًا والصلاة على المنتحر

أول معركة بحرية إسلامية

إنَّ أوَّل معركة بحرية في الإسلام كانت بعد وفاة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعشرين عامًا، وتحديدًا في السنة الواحدة والثلاثين للهجرة، وقد حارب فيها المسلمون الأسطول الروماني الذي كان بقيادة قسطنطين بن هرقل ملك الروم، وكان قائد الأسطول الإسلامي في هذه المعركة عبد الله بن سعد بن أبي السرح، وقد بلغ عدد السفن الإسلامية مئتي سفينة، بينما كان عدد سفن الروم ما بين 600 إلى 800 سفينة، وقد جاء في سبب المعركة أنَّ قسطنطين بن هرقل أراد أن يرجع هيبة الإمبراطورية الرومانية التي هُزمت في شمال أفريقيا على يد الجيوش الإسلامية فرغب بمحاربة المسلمين في البحر لأنَّه كان يظن أن المسلمين لا يجيدون القتال في البحار.

فحشد سفنه وهاجم السواحل الإسلامية، ولمَّا نشبت المعركة ربط المسلمون سفنهم بسفن الروم فدارت المعركة بالسيوف واستمرَّت حتَّى كتب الله النصر للمسلمين الذي قتلوا عددًا كبيرًا من الرومان، حتَّى صُبغ ماء البحر باللون الأحمر وقذفتِ الأمواج جثث الرجال على الشواطئ، ليكون نصرًا مؤزرًا من الله للمسلمين في أول معركة بحرية في الإسلام.[5]

شاهد أيضًا: معتقدات ومفاهيم خاطئة عن الاسلام

بهذا نكون قد فصَّلنا في أول غزوة غزاها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الإسلام، وفصَّلنا في أحداث هذه الغزوة، وسلَّطنا الضوء أيضًا على أول معركة بحرية في التاريخ الإسلامي، وعلى أول نصر بحري كتبه الله تعالى للمسلمين على الروم، وأوضحنا بعض المسائل التي قد تخفى على كثير من المسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *