وقعت غزوة بدر في أي عام وما أحداث غزوة بدر

وقعت غزوة بدر في

وقعت غزوة بدر في بداية العهد الإسلاميّ النبويّ في المدينة المنورة بعد الهجرة النبوية إلى هناك، وسيكون هذا المقال عن الوقت والمكان اللذين وقعت فيهما هذه الغزوة المباركة التي تمثّل الانتصار الأول للإسلام على الكفر.[1]

أسباب غزوة بدر 

عاش المهاجرون في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السنوات الأولى بعد الهجرة في ضيق ماديّ شديد؛ فقد استولى المشركون في قريش على أموالهم قبل أن يهاجروا من مكّة إلى المدينة، ولم يتركوا لهم حتّى ما يعيشون به، ولم يقف الأنصار مكتوفي الأيدي أمام فقر المهاجرين وحاجتهم بل أعانوهم ساندوهم ولكنّ الفقر كان شديدًا، وفي تلك الأثناء وصل الخبر إلى النبيّ بأنّ قافلةً لقريش يقودها أبو سفيان بن حرب قد عادت من الشام وسيكون لها طريق من المدينة، وفي حراستها أربعون فارسًا فقد من فرسان قريش، فخطب رسول الله في أصحابه قائلًا: “هذه عيرُ قُريشٍ، فيها أموالُهم، فاخرُجوا إليها، لعلَّ اللهَ يُنفِلُكُموها”.[2]

ولم يجبر رسول الله أحدًا على الخروج معه لملاقاة القافلة، فخرج من الأنصار والمهاجرين 319رجلًا، فالنيّة كانت اغتنام القافلة التي تاجر بها القريشيون بأموال المهاجرين التي سُلبت منهم ظلمًا وعدوانًا، ولم تكن النيّة في قتال قريش، ووصل الخبر لأبي سفيان بقدوم المسلمين، فأرسل من فوره لقريش بأنّ محمّدًا وصحبه يقصدون القافلة، فأعدت قريش جيشًا وعزمت على قتال المسلمين، وقد علم رسول الله بأنّ القافلة قد غيّرت مسارها، وأنّ قريشًا تعدّ العدّة لقتاله وصحبه، فجمع الرسول الكريم أصحابه الذين خرجوا معه وطلب من المشورة فأيد الجميع مهاجرين وأنصار على مواجهة جيش المشركين وإعلاء كلمة الحقّ.[3]

وقعت غزوة بدر في

وقعت غزوة بدر في السابع والعشرين من شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرية النبويّة إلى المدينة المنورة، وكانت المعركة الأولى من جيش المسلمين الذي يقودهم رسول الله وجيش المشركين بقيادة أبي جهل، وقد سُميت بغزوة بدر لأنّها وقعت بالقرب من بئر يُسمى بئر بدر، وموقعه بين مكّة والمدينة، وعدد المسلمين فيها 319رجلًا الذين خرجوا مع رسول الله لملاقاة القافلة، وكان معهم سبعين جملًا وفارسين فقط، أمّا المشركين فقد اقترب عددهم من ألف رجل ومعهم خمسون فارسًا، وقد سُميت هذه الغزوة أيضًا بيوم الفرقان وذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: “وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ”[4]، وانتهت الغزوة بانتصار حاسم للمسلمين على المشركين.[5]

أحداث غزوة بدر

وصل الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى موقع بدر، حيث وقعت غزوة بدر في موقع الآبار، فجعل جيش المسلمين خلف الآبار فأشار عليه رجل من صحابته يُدعى الحباب بن المنذر بقوله: “أرأيتَ هذا المنزلَ، أمَنزلًا أنزلكَهُ اللهُ، ليسَ لنا أن نتقدَّمَه ولا نتأخَّرَ عنهُ، أم هو الرَّأيُ والحربُ والمكيدةُ؟ قال الرسول: بل هوَ الرَّأيُ والحربُ والمكيدةُ، قال يا رسولَ اللهِ فإنَّ هذا ليس بمنزلٍ، امضِ بالنَّاسِ حتَّى نأتي أدنى ماءٍ من القومِ فنُعسكِرَ فيه، ثمَّ نَعورُ ما وراءَه من الآبارِ، ثُمَّ نَبني علَيهِ حوضًا فنملأه ماءً، ثُمَّ نقاتلُ القومَ َفنشربُ ولا يشرَبونَ، فقال رسولُ اللهِ: لقد أشَرتُ بالرَّأيِ”، وأخذ رسول الله بمشورة الحباب وتقدّم بالجيش إلى أمام الآبار.

وصل المشركون إلى موقع المعركة وبدأ النزال بين الطرفين فكان من طرف المسلكين حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وأبو عبيدة بن الحارث رضي الله عنهم، ومن جهة المشركين عتبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة وأخوه شيبة بن ربيعة وكانت الغلبة في هذه المبارزة للمسلمين وقتل المشركون الثلاثة واستشهد أبو عبيدة رضي الله عنه، وبدأت المعركة بين الطرفين حيث قاتل المسلمون في صفّ واحد وهذا مالم يعهده العرب من قبل، وكان النصر لجانب المسلمين وقُتل ثلّة من صناديد قريش أمثال أبي جهل وأميّة بن خلف وغيرهم.[5] 

وهكذا نجد أنّه وقعت غزوة بدر في السنة الثانية من هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- للمدينة، وذلك في موقع آبار بدر، وقد كانت معركة الفرقان التي فرق فيها الحق عن الباطل وأظهرت المسلمين كقوة مستقلّة في الجزيرة العربيّة.

المراجع

  1. ^ alukah.net , غزوة بدر الكبرى , 19-09-2020
  2. ^ فقه السيرة , الألباني،عبدالله بن عباس،218،حديث صحيح
  3. ^ alukah.net , غزوة بدر الكبرى , 19-09-2020
  4. ^ سورة الأنفال , الآية 41
  5. ^ marefa.org , غزوة بدر , 19-09-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *