صور وتفسير شعر الصمت في حرم الجمال جمال للشاعر نزار قباني

الصمت في حرم الجمال جمال

ورد مقطع ” الصمت في حرم الجمال جمال ” في قصيدة للشاعر نزار قباني تسمى؛ (إلى تلميذة)، وهي إحدى أكثر قصائد نزار قباني شهرة؛ لذلك نجدها قد كثرت على ألسن الناس، ومن الجدير بالذكر أن نزار قباني هو أحد شعراء العصر الحديث، بدأ شاعرًا عاشقًا يكتب قصائد في الحب والجمال، ثم انتهى في منفاه الذي اختاره لنفسه يائسًا من وضع العالم العربي المفكك، إلا أنه كان من الشعراء الذين ذاع اسمهم كثيرًا في سماء الأدب، حتى انتشرت دواوينه ضمن شريحة واسعة من القراء.

تفسير شعر الصمت في حرم الجمال جمال

يكشف الشاعر السوري نزار قباني عن موقفه من الجمال الذي يتمثل في الصمت الذي يعبر بشكل واضح عن كنه ما يفكر فيه الشاعر تجاه قضية غريزية شغلت الناس على مر العصور؛ وهي قضية الحب والعلاقة بين الرجل والمرأة، وما يعقله كل منهما عن هذه القضية، الذي يولد التباين في الرأي وفي المفهوم والموقف، وقد عبر الشاعر عن موقفه الشخصي تجاه الجمال ومفهومه الخاص بقوله: ” الصمت في حرم الجمال جمال “.

إن الشاعر من خلال هذه الكلمات يعبر عن سمو الحب ولا نهائياته، إلا أن تجربة الشاعر نزار قباني، وإن كانت ذاتية الطابع، وشخصية الانتماء، لكن يمكن افتراض أنها تبلغ مستوىً إنسانيًا، وذلك كان له أثر كبير ودور في أن تكتسب فكرته طابعًا شموليًا دارجًا بين قرائه.

الصمت في حرم الجمال جمال بالانجليزي

اشتهرت هذه القصيدة من قصائد نزار قباني، وكان البيت ( فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً *** فالصمت في حرم الجمال جمال) هو الأشهر من أبياتها فكثر على ألسن الناس، وانتشر في صورهم وحالاتهم التي تعبر عنهم، وعلى الرغم من جمال البيان في اللغة العربية الذي لا يمكن أن تضاهيه فيه لغة أخرى إلا أن الكثير من الناس يرغبون بمعرفة ترجمة البيت السابق إلى اللغة الإنجليزية محافظًا على معناه، وقد وفرناه لك كما يأتي: ( If I stood in front of your beauty silent ***Then Silence in the campus of beauty is a beauty)

قصيدة إلى تلميذة

تعد هذه القصيدة من القصائد الغزلية في ديوان الشاعر ” الرسم بالكلمات ” الذي وصف بعض أجواء الأندلس، حيث سميت هذه المجموعة الشعرية من قبيل تسمية الكل باسم الجزء، فإحدى قصائد هذا الديوان تحمل عنوان ” الرسم بالكلمات “، وفيما يأتي نكتب لكم عددًا من أبيات هذه القصيدة التي نحن في صدد شرحها والحديث عنها:

قل لي – ولو كذباً – كلاماً ناعماً
قد كادً يقتلني بك التمثال
مازلت في فن المحبة .. طفلةً
بيني وبينك أبحر وجبال
لم تستطيعي ، بعد ، أن تتفهمي
أن الرجال جميعهم أطفال
إني لأرفض أن أكون مهرجاً
قزماً .. على كلماته يحتال
فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً
فالصمت في حرم الجمال جمال
كلماتنا في الحب .. تقتل حبنا
إن الحروف تموت حين تقال..
قصص الهوى قد أفسدتك .. فكلها

شرح قصيدة إلى تلميذة

تعد هذه من القصائد الغزلية التي تمثل فن التحدث للمرأة وبراعة الكشف عن العواطف والمشاعر  المشحونة بالمفاهيم، وهي الأشعار التي تمثل انقلابًا على مفهوم الغزل العربي، وذلك لأنها تتضمن البوح في الحب في مجتمع مسيج بالعادات والتقاليد، لا يعترف بمثل هذا الحب الجريء، وهذا التوجه للغزل عند نزار جعله في رأي الكثير النقاد، شاعر المرأة في دنيا العرب.

تحليل قصيدة إلى تلميذة

يمثل مطلع القصيدة موقفًا لفتاة معجبة بالشاعر أثارتها لا مبالاته تجاهها فتسأله : ” قل لي كلاما ناعما ولو كذبا ” ، فيرد الشاعر بسيل عام من المعاني والمواقف التي تتخللها جملة من العواطف التي تداخلت معها مفاهيم وآراء جاد بها، فإذا بالفتاة الغضة، تترجم واقع الكثير من الفتيات الذين هم في مثل سنها وفي مثل نظرتها إلى الحب، الحب الذي تكتسيه البراءة وتملؤه الأحلام بعيدًا عن التقاليد المحكمة، أما الشاعر فكان في رده نصح وإرشاد يطمسان اندفاعه تجاه الفتاة.

ثم أخذ الشاعر في إيراد سلسة تعريفات للحب، وتعمق في توضيح مفهومه عند الفتاة وتوسع إدراكها له، فصمته أمامها هو بوح واعتراف بحبها، والتعبير عن الحب ليس إحياء له وإنما قتل. وإن قصص الحب التي سمعتها هذه الفتاة ما كانت إلا من نسج الخيال مسطح، فالحب عند الشاعر لا يمثل طقسًا شرقيًا. إن الحب ارتياد للمجهول وملامسة للمستحيل؛ كما بين وهو انفعال دائم وبحث مضن عن الوجود، الحب هو ذلك الحزن الدفين الذي يرعى أنفسنا ويحيا بها، والحب هو الثورة من الانفعال والشك.

العاطفة التي سيطرت على الشاعر في القصيدة

العاطفة في هذه القصيدة كما وصفها الشاعر كانت طاغية وجارفة، فنحن نراها في براءة الفتاة الراغبة في الاستماع إلى كلمات الحب التي تدغدغ مشاعرها وتثيرها، مع أنها ما تزال طفلة لا تستطيع تحمل عاطفة الرجل الراشد، فهي في مرحلة من طفولة فكر غض لا يقوى على الحب الذي يمثله رجل جاوز في التجربة حدود النضج.

كما تتنوع العاطفة بين الصدق والاندفاع، بين تعبيره عن مكامن الذات والحديث الخادع، بين الصمت والبوح، بين حقيقة العواطف وما يختزنه وجدان الإنسان من حزن وثورة وخرافة. إن نزار قباني في هذه القصيدة يتدفق انفعالًا، يلفه حبل من اليأس والأمل ويتفجر بكاءً، وكآبة حيث أن الحب سر لا يجوز البوح به أو تعريته، فالعاطفة تكمن في هذا اللغز المحير، وبشكل عام فإن العاطفة الصادقة كانت مسيطرة، عميقة، متجذرة، لها طابع إنساني؛ تلامس الذات البشرية ولا تقتصر على ذات صاحبها فحسب.

الصورة الشعرية في القصيدة

إن الصورة والخيال في النص تتمثل في إطار عاطفي مشحون، ففي القصيدة صور محتشدة ولوحات فنية متلاحقة يجود بها خيال الشاعر نزار قباني والمتسم ببعد التصور، فنحن أمام عالم خيالي من الصور، وصحيح أن بعض الصور كان عادي ومحسوس مثل قول الشاعر : ” إني لأرفض أن أكون مهرجا قزما “، لكن يبقى في بعض الصور جمال يدل على جنوح مخيلة الشاعر وتنامي مقدرته على التصوير .. فالشاعر يصف الحب بأنه مثل ” الإبحار دون سفينة “، وأنه الشعور بأن الوصول للشاطئ مستحيل، وأنه ” هو جدول الأحزان “، وذلك يتمثل في موت الإنسان وثورته، وأيضًا يصفه في تفجر الحجر ” براعم وجداول وظلالا “.

البلاغة العربية والنقد الأدبي للقصيدة

تمثل القصيدة بمجمل معانيها وعواطفها وصورها، نتاج متزن للقوى الأدبية ضمن صياغة تميزت بالسلاسة، وبالتعبير الحي المتنوع، فقد قفز فيها من جملة إنشائية إلى جملة خبرية وفي ذلك سيل من الانسياب والعذوبة، ومن أسلوب التوكيد إلى أسلوب تكرار، وكذلك من كلام عبر فيه باستخدام المحسنات البديعية والصور البيانية مثل؛ التشبيه والاستعارة والكناية والطباق وغيرها من المحسنات التي تضفي على الكلام رونقه بعيدًا عن التكلف.

أما على مستوى اللفظ فإن القصيدة تبعث على الارتياح وتدل على الانتقاء الحسن، فهي مختارة للفن نفسه، من حيث الجرس والإيقاع اللذان كانا متوافرين ويتركان الأثر البالغ في نفس السامع، خاصةً عند الإحساس بالوزن والقافية اللينة. لقد أجاد الشاعر في تحقيق التآلف بين عناصر الأدب المختلفة، وبرع في الصياغة بشكل طبيعي وعفوي يظهر ذوقًا رفيعًا وفهمًا متعمقًا وإحاطة باللغة التي أتقنها.

خلاصة قصيدة إلى تلميذة

في القصيدة أثر فني جامع لعناصر الأدب المختلفة ، وتمثل تأكيدًا على ماهية الأدب الذي يعبر عن كونه كلامًا فنيًا يعبر به إنسان  عن أحاسيس ومشاعر وأفكار تخطر متوالية في باله، فيعيش فيها ثم يرسلها ضمن مناخ نفسي ملائم لخلق حالة وجدانية مطابقة لتلك التي مر بها خلال  الانفعال ، وفي سعيه نحو إشراك الآخرين في تجربته الشخصية.

خصائص شعر نزار قباني

لقد كان خروج الشاعر نزار قباني إلى ساحة الشعر صاخبًا، من خلال نشره لديوانه “قالت لي السمراء” في عام 1944 قبل تخرجه من الجامعة بعام واحد، وقد أثار الديوان -الذي ضم قصائد جريئة في الغزل والتغني بالمرأة ومفاتنها- جدلًا واسعًا. فهوجم من الشرائح المحافظة التي اعتبرت نزار قباني شعرًا إباحيًا هدامُا.

كان شعر عن الحب وهاجس التعبير عن القلب والجسد هو القاسم المشترك لأشعار نزار قباني في دواوينه الأربعة الأولى، لكنه كان تحولًا نوعيًا يطوح بنزار إلى أفق شعري آخر تأثرًا منه بنكسة 1967. من دون أن يتخلى عن سجله الرومانسي، فقد صرف جانبًا مهما من شعره في جلد الذات العربية، وكذلك تقريع الأنظمة العربية التي جلبت العار والهزيمة في نظره. فبعد أن انتشرت قصائد الحب لنزار، ذاع صيت قصائده السياسية مثل “هوامش على دفاتر النكسة”، و”عنترة” و”يوميات سياف عربي”.

صور الصمت في حرم الجمال جمال

فيما يأتي سوف نضع لكم قائمة بأجمل الصور المزخرفة لمقطع الصمت في حرم الجمال جمال:

صور الصمت في حرم الجمال جمال
صور الصمت في حرم الجمال جمال
صور الصمت في حرم الجمال جمال
صور الصمت في حرم الجمال جمال
صور الصمت في حرم الجمال جمال
صور الصمت في حرم الجمال جمال

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، وقد كتبنا لكم فيه شرحًا كافيًا ووافياً لقصيدة نزار قباني ( إلى تلميذة )، بالإضافة إلى التطرق لتفسير الشطر الأشهر فيها؛ وهو  ( الصمت في حرم الجمال جمال )، فضلًا عن كتابة ترجمته في اللغة الإنجليزية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *