هل يجوز الصيد بالآلات الحديثة كالبنادق

الصيد بالآلات الحديثة كالبنادق

هل يجوز الصيد بالآلات الحديثة كالبنادق ؟، هو من الأمور المهمّة، التي لا بدّ أن يعرفها المسلم، فالصيد هو نشاك بشريّ قديم من قدم الإنسان، وعندما جاء الإسلام لم يحرّم هذا النشاط، ولكنّه جعل له قوانين معينة، منها شروط آلة الصيد، وشروط الصائد وهو من يقوم بعملية الصيد، كما جعل شروطًا للمصيد، وهو ما سنتعرّف عليه في هذا المقال.

الصيد في الإسلام

حكم الصيد في الإسلام، والصيد في التعريف الشرعي له هو اقتناص حيوان من الحلل على المسلم أن يأكله وأن يكون حيوانًا بريًّا وغير مملوك لأحد، والصيد من النشاطات التي أباحها الإسلام ولا شيء فيها، وذلك بدليل قوله تعالى: “أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ”[1]، والصيد مباح في حال حاجة المسلم إليه، وهو مكروه إذا كان من أجل اللهو واللعب؛ وذلك لكونه مجرد عبث ولا فائدة منه، وقد جاء النهي من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن تكون البهائم غرضًا للرمي، والصيد حرام في بعض الحالات كالصيد ضمن حدود الحرم سواء للمحرم أو غيره، وقد أجمع علماء المسلمين على ذلك، ولا يجوز للمحرم أن يصيد صيد البرّ أو حتّى أن يُعين على صيده، والله تعالى أعلم.[2]

الصيد بالآلات الحديثة كالبنادق

في الحديث عن حكم الصيد بالآلات الحديثة كالبنادق فهو مُباح، كما إذا رُمي الحيوان بالبندقية وذُكر اسم الله فأصابت الرمية ذلك الحيوان، فمات من الرمية فهو حلال يُباح أكله، وإن أدركه الصائد حيًّا ، فلا بدّ أن يذكيه، وقد قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- عدما سئل هل الطيور التي تُرمى بالبندقية وتموت حلال أم حرام؟ فأجاب رحمه الله: “نعم إذا رميت بالبندقية صيوداً من طيور أو غيرها كالأرانب والظباء وسميت الله على ذلك حين إطلاق السهم فإنها تكون حلالًا ، ولو وجدتها ميتة”، وقد استدلّ بحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ما أنهر الدمَ وذكر اسمُ اللهِ عليه فكلْ”[3]، والواجب ذكر اسم الله عند الرمي، ولا يكفي ذكر ذلك عند إدخال الطلقة في البندقية، وذلك لحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام: “وإنْ رَمَيْتَ سَهْمَكَ، فاذْكُرِ اسْمَ اللهِ”[4]، والله تعالى أعلم.[5]

شروط آلة الصيد

بعد معرفة حكم الصيد بالآلات الحديثة كالبنادق، سنتعرف على الشروط التي لا بدّ أن تتوفر في آلة الصيد حتى يكون الصيد حلالًا طيبًا، ويمكن تختصر شروط الآلة فيما يأتي:[6]

  • أن تكون آلة الصيد محددة أيّ تجرح المصيد، وتؤثر في لحمه فتقطعه، وإلّا لا يحلّ أكل المصيد بغير ذبح، ولا شرط بأن تكون آلة الصيد من الحديد، ما يهمّ أن تكون آلةً حادة، سواء كانت من الحجارة أو الخشب أو الحديد.
  • أن تصيب هذه الآلة المصيد فتجرحه جرحًا يكون هو السبب بموته، وإلّا فليس من الحلال أكله، لأنّ ما يُقتل بعرض آلة الصيد أو بثقلها يعد موقذة، وقد جاء تحريم أكل الموقوذة في قول الله تعاللى في القرآن الكري في سورة المائدة: “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ”.[7]

 شروط المصيد

بعد معرفتنا حكم الصيد بالآلات الحديثة كالبنادق، فلا بدّ أن نعرف ما هي الشروط التي لا بدّ من توافرها في المصيد حتى يكون صيده حلالًا طيبًا، ويمكن اختصار الشروط فيما يأتي:[8]

  • ألّا يكون المصيد حيوانًا مما لا يقدر الصائد على تذكيته.
  • في حال انفصل أحد أعضاء المصيد عنه أثناء عملية الصيد فلا يحلّ أكل هذا العضو.
  • في حال غاب الصيد عن الصيد مدّة من الزمن ثم عاد ووجده وفيه سهم غيره، جاز أكله ولكن بشرط عدم المضي على صيده أكثر من ثلاث ليال.
  • إذا وقع المصيد في الماء عند صيده ومات فيه، لم يعد أكله جائزًا بل أصبح مُحرّمًا.
  • ألّا يشارك كلب الصائد غيره من كلاب الصيد بالإمساك بصيد ما.
  • ألّا يسمح الصائد لكلب الصيد بأكل شيء من الصيد.

وهكذا نكون قد تعرفنا ما هو الصيد في الإسلام، وعرفنا أيضًا حكم الصيد بالآلات الحديثة كالبنادق،  ثم ذكرنا الشرط الأساسيّة التي لا بدّ من توافرها في آلة الصيد حتى يكون الصيد حلالًا ولا لُبس فيه، وأخيرًا ذكرنا شروط المصيد.

المراجع

  1. ^ سورة المائدة , الآية 1
  2. ^ al-eman.com , في تعريف الصيد، وحكمه، ودليل مشروعيته , 04-013-2021
  3. ^ المحلى , رافع بن خدي،ابن حزم،7/445،حديث صحيح
  4. ^ صحيح مسلم , عدي بن حاتم الطائي،مسلم،1929،حديث صحيح
  5. ^ islamqa.info , حكم الصيد بالبندقية , 04-013-2021
  6. ^ islamweb.net , شروط الآلة التي يجوز الصيد بها , 04-013-2021
  7. ^ سورة المائدة , الآية 3
  8. ^ islamway.net , الصيد ... في شريعة الإسلام , 04-013-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *