الفرق بين التوجيه والإرشاد

الفرق بين التوجيه والإرشاد

الفرق بين التوجيه والإرشاد قد يسبب اختلاطاً في المفاهيم لدى البعض، فهناك شريحة كبيرة تلتبس لديها معطيات هذين الإجراءين، فتعتقد بل وتجزم أنّ التوجيه والإرشاد هما كمن يفسّر الماء بالماء، وبمعنى أدق أنّهما لا فرق بينهما.

تعريف التوجيه والإرشاد

قبل أن نتعرّف على الفرق بين التوجيه والإرشاد، لا بدّ أن نعرف ماذا يُقصد بكلّ منهما:

معنى التوجيه

يقصد بالتوجيه مجموعة الخدمات المدروسة والمخطّط لها التي تُكسب المتعلّم الخبرات والمعلومات، التي من شأنها أن ترفع من إحساسه بالمسؤوليّة تجاه مستقبله، وفهم إمكانياتّه، وتطوير ذاته في اتّخاذ القرارات المُناسبة، واستنباط الحلول الناجعة لمواجهة المشكلات التي قد تعيق مسيرته، هذا ويتمّ التوجيه بعدّة أشكال، وهي:

  • الكلام المعنوي المباشر.
  • الصحف.
  • الندوات والمناقشات.
  • المحاضرات التوعويّة.
  • اللقاءات.
  • الأفلام.
  • الإذاعة الداخليّة.
  • اللوحات. [1]

معنى الإرشاد

يعرّف الإرشاد بأنّه الجانب التفاعليّ العمليّ والإجرائيّ، الذي يحدث نتيجة لقاء المرشد المتخصّص بالمتعلم، ويساعده على معرفة إمكانيّاته، كما يساعده على فهم دواخل نفسه ليحافظ على صحّته النفسيّة، ضمن منظومة التوافق بين الذّات والبيئة المحيطة، وتهيئة الظروف المُناسبة التي من خلالها يمكن له أن يواجه مشكلاته. [3]

الفرق بين التوجيه والإرشاد

الفرق بين التوجيه والإرشاد يحتاج أن نقوم بمقارنة، وكمثال (في المدرسة)، لتبيّن لنا ما يلي:

عملية التوجيه

  • تشمل الآليّات والسياسات النظريّة المطلوبة في إعداد الكوادر المسؤولة.
  • هي توجيه يستهدف الصحة النفسيّة للمتعلّمين.
  • غايته الأسمى التربية.
  • يتمّ بشكل معنويّ وجماعيّ؛ فيستهدف كافّة طلاب الفصل.
  • يبحث في موضوعات عامّة تهمّ الطلبة.
  • الهدف الأساسيّ منه التنبيه والوقاية لتجنّب المشكلات.
  • يقدّم خبرات تعليميّة هادفة.
  • يمكن أن يقوم به كلّ المهتمين وأصحاب المسؤوليّة كالمعلّمين والمدراء وأولياء الأمور. [2]

عملية الإرشاد

  • ويمثل الجزء العمليّ في عمليّة التوجيه.
  • الإرشاد يقود إلى العلاج النفسيّ للأفراد.
  • غايته الأسمى الحثّ على الدراسة.
  • يتمّ بشكلين، عمليّ ومعنويّ، ويتوجّه إلى أفراد مجموعة صغيرة من طلاّب الفصل.
  • يقوم على التركيز على الجوانب الخاصّة من حياة المتعلّم.
  • يقدّم خبرات إرشاديّة هادفة.
  • على من يشتغل بالإرشاد أن يمتلك الخبرات اللاّزمة من حيث التأهيل والتخصّص والتدريب. [2]

المشترك بين التوجيه بالإرشاد

يلتقي التوجيه مع الإرشاد في أنّ كلاهما يهتم بمساعدة الطلاّب على تحديد أهدافهم التربويّة، ووضع خططهم الدراسيّة ومنهجيّاتهم ضمن نُظم تأخذ بعين الاعتبار قدراتهم وطموحاتهم ومهاراتهم واهتماماتهم ومستويات تحصيلهم العلميّ لحلّ المشكلات التي تعترضهم، وإيجاد الحلول لتذليلها. [1]

تصويبات أخطاء التوجيه والإرشاد

هناك مُعتقدات خاطئة تسود في أوساط العامّة حول التوجيه والإرشاد، نذكر منها:

  • اتّهام الإرشاد بأنّه مجرد نشاط ضمن الوحدة التدريسيّة، كالمعهد والكليّة والمدرسة… في حين أنّه ليس مجرّد نشاط، بل خدمة منهجيّة تُعتمد في المؤسّسة التدريسيّة والتربويّة، وهي من أساسيّاتها.
  • اتّهام الإرشاد بأنّه يتبنّى خُطط مسبقة وحلول جاهزة في قوالب محدّدة تقدّم لمن يحتاجها، وفي حقيقة الأمر هو خدمات تطبيقيّة وإجراءات عمليّة، غايتها مساعدة الفرد على فهم ذاته وتطوير نفسه ضمن نطاق ما يمتلك من مُعطيات وإمكانيّات.
  • يتّهم البعض أنّ كلّ من التوجيه والإرشاد هما عبارة عن خدماتٍ يحتاجها فقط المرضى النفسيّين ومن يعانون من العُقد من غير الأسوياء، بينما العكس صحيح، فمن يحتاج التوجيه والإرشاد ويمكنه الاستفادة منهما هم من الناس الأصحاء الأسوياء من كافّة أفراد المجتمع، كالطلبة والمتدرّبين والموظّفين كلٌ في مؤسّسته التي يتبع لها. [3]

بهذا يمكننا أن نلخّص الفرق بين التوجيه والإرشاد بأنّ التوجيه الركيزة المتقدّمة على الإرشاد والتي تسبقه وتهيّئ الأرضية، ليأتي الإرشاد بالتطبيقات العمليّة، وهو أكثر عموميّة وشموليّة من الإرشاد الذي يعدّ -بحسب رأي المُرشدين النفسيّين من ذوي الاختصاص- الواجهة الختاميّة لبلورة التوجيه، وتحقيق الذّات، وتكيّفها مع أطر التوافق الاجتماعيّ والشخصيّ والتربويّ والمهنيّ والوظيفيّ وحتّى الأُسريّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *