الفرق بين العام والسنة

الفرق بين العام والسنة

الفرق بين العام والسنة من أهم أوجه المقارنة التي يجوب حولها العديد من علامات الاستفام، فهنالك العديد من الأشخاص الذين يُخطئون في التفريق بين هاتين الكلمتين؛ نظرًا لكونهما يُشيران إلى الوقت والمدة الزمنية التي تمتد من شهر كانون الثاني ولغاية شهر كانون الأول، ولكن رغم التشابه الكبير والترادف بينهما إلّا أنَّهما يُخفيان وراءهما معاني عميقة، وهذا ما يوحي بجمال وروعة اللغة العربية، ولهذا سنركز جلّ اهتمامنا في هذا المقال لتوضيح الفرق بين العام والسنة.

ما المقصود بالعام والسنة

يُقصد بالعام كما جاءت في معاجم اللغة العربية السنة، وهي أربعة فصول، واثنا عشر شهرًا، وجمعها أعوام، ويُقال رأس العام أي أوله، ولقد وردت هذه الكلمة في مواضع مختلفة في القرآن الكريم، حيث يقول الله تبارك وتعالى: (وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ)،[1] بينما تُعرف السنة بفتح السين والنون بالجدب والقحط، والسنّة الأرض المجدبة، ويُقال أنَّ أصلها سَنْهَة كجبهة، حيث حُذفت لامها بعد نقل فتحتها إلى العين، وجمعها سنوات وسِنُون، ومنها السنة القمرية، وهي تمام اثنتي عشرة دورة للقمر، والسنة الشمسية، وهي مقدار قطع الشمس البروج الاثني عشر، ويُقال سِنُو الخِصْب السَّنَة أي المدة ما بين البلوغ وسن اليأس.[2]

الترادف في اللغة

يُمكن تعريف الترادف على أنَّه اشتراك كلمتين أو أكثر في الدلالة على معنى واحد، والألفاظ المترادفة هي تلك الألفاظ المفردة الدّالة على مسمى واحد، فالكلمات تترادف على المعنى الواحد أو المسمّى الواحد كما يترادف الراكبان على الدابة الواحدة، بحيث يتم تشبيه الكلمتين في الترادف والتتابع والدلالة على المعنى الواحد بترادف الراكبين على الدابة الواحدة، وبالتالي فإنَّ الترادف ظاهرة لغوية موازية للفروق الدلالية، ولكن ذكر العلماء المحدثون شروطًا لاعتبار الترادف بين الألفاظ، وهي على النحو الآتي:[3] [4]

  • الاتحاد التام بين الكلمتين في المعنى.
  • الاتحاد في العصر، فالمحدثون عندما ينظرون إلى المترادفات يلتزمون عهدًا خاصًا أو زمنًا معينًا.
  • الاتحاد في البيئة اللغوية؛ وهذا يعني انتماء الكلمتين المترادفتين إلى لهجة واحدة، أو مجموعة منسجمة من اللهجات.
  • ألّا تكون إحدى الكلمتين نتيجة تطوّر صوتي للكلمة الأخرى، ومثال ذلك الجثل والجفل، والتي تعني النمل.

شاهد أيضًا: عدد أيام السنة الهجرية والميلادية

الفرق بين العام والسنة

يُطلق لفظا العام والسنة على زمن واحد من حيث عدد الشهور، ولكنَّ العرب تستعمل هاتين الكلمتين لدوافع ودلالات معينة، ويُمكن التفريق بين كلمة العام كلمة السنة من خلال الآتي:[5] [6]

  • كلمة السنة: يستعمل العرب كلمة السَّنَة للدلالة على زمن القحط والمجاعة، حتّى أنَّ العرب توسعوا في ذلك كثيرًا، وسمّوا القحط سنة؛ وذلك من باب إطلاق المحل وإرادة الحال، وبالتالي تدل السنة على الشؤم، وهي 12 شهرًا من عدم الخوف وعدم الاستقرار؛ إذ تعني هنا الحقبة التي لا خير بها، ولذلك عندما يُسأل أحدهم كم عمرك؟ فإنَّ الإجابة الصائبة على سبيل المثال تكون 25 عامًا، والخطأ 25 سنة.
  • كلمة العام: تُستعمل كلمة العام للدلالة إلى عام الرخاء في العين والحياة، كما تستخدمه للإشارة إلى الزمن والمستقبل المجهول؛ وذلك من منطلق التفاؤل ليكون عام رخاء، وبالتالي فإنَّ العام دليل على الخير، ولذلك يجب القول أبلغ من العمر 25 عامًا.

العام والسنة في الآيات القرآنية

جاءت العديد من الآيات القرآنية التي توضح الفرق بين لفظي العام والسنة، ومنها الآتي:[6]

كلمة السَنَة في الآيات القرآنية

وردت كلمة السنة في العديد من الآيات القرآنية، وتدلّ على الجدب والقحط، ومنها:

قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ): تدلُّ السنين على العذاب، وتعني القحوط والجدوب.

قوله تعالى: (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ): تدل السنين على السنوات التي ستمرُّ على قوم يوسف عليه السلام.

قوله تعالى: (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً): تدلُّ على مدة السنوات التي أبعدهم الله عن قومهم بالنوم.

كلمة العام في الآيات القرآنية

وردت كلمة العام في العديد من الآيات القرآنية، والتي تدلّ على الخير، ومنها:

قوله تعالى: (أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ): يدل العام في هذه الآية القرآنية على الخير؛ لأنَّ الناس سيفتنون في ذلك العام، ثمَّ يتوبون ويذكرون الله في العام نفسه.

شاهد أيضًا: ترتيب الاشهر الميلادية ومعانيها

وفي الختام يُمكن ملاحظة الفرق بين العام والسنة من خلال قراءة المقال أعلاه، حيث أوضحنا الفرق بين العام والسنة من خلال المفهوم اللغوي والاصطلاحي، ودلالة استخدام كلّ لفظ منهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *