الفرق بين فرض كفاية وفرض عين

الفرق بين فرض كفاية وفرض عين

الفرق بين فرض كفاية وفرض عين ، تعد فروض العين وفروض الكفاية أحد أقسام الفروض، وهي أحد الأحكام الشرعية التكليفية في الإسلام، فقد اهتم علماء أصول الفقه بالأحكام الشرعية عناية كبيرة، لأنها التي يترتب على معرفتها ما ينبغي أن يقوم المسلم بتركه أو الحرص على فعله وقد انقسمت الأحكام التكليفية إلى خمسة أحكام هي الفرض والواجب والمباح والمكروه والحرام، ونتحدث من خلال المقال عن قسم من أقسام الفروض.

ما هو فرض العين

فرض العين هو أحد الفروض التكليفية التي أمر بها الشرع الحنيف المسلمين، ويُقصد به الفرد الذي يجب على كل مكلّف أن يقوم به، والمكلف في الشرع الإسلامي هو المسلم البالغ العاقل. وفرض العين لا تخيير فيه، فلا يمكن للمسلم أن يختار بين أن يقوم بفعله أو لا استنادًا على أن الآخرين يفعلونه، ولكن يجب على جميع المكلفين أن يقوموا به، فكل شخص مكلّف بذاته ومسئول عنها، وواجب عليه القيام بها، ومن أبرز الأمثلة على فرض العين: الصلاة، فقد فرض الله تعالى على المسلمين خمس صلوات في اليوم والليلة، ووجب على كل مسلم من المسلمين أن يؤدي هذه الصلوات لله تعالى، وإن لم يقُم بها فإنه يأثم.

ما هو فرض الكفاية

يقول العلماء بأن فرض الكفاية هو ما أمر به الشرع جميع المكلفين، فإذا قام به البعض سقط عن الباقين، وإن لم يقُم به أي شخص أثِم الجميع، ومعنى ذلك أن فروض الكفاية لا ينبغي أن يقوم بها كل المسلمين، فإن قام بها البعض تحقق غرض الشارع من وجود الفعل نفسه، وسقط به إثم عدم فعله عن بقية المُكلّفين، ولكن إن لم يقُم به أيّ من المسلمين فإن الجميع يقع عليهم الإثم. وفروض الكفايات تتعلق في أغلب الأحيان بالمصالح الكلية التي تهم المسلمين، سواء من الناحية الدينية أو الدنيوية، وبه تتحقق نهضة الأمة وصلاح أفرادها، ومن أبرز الأمثلة على فروض الكفايات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو فرض كفاية إن قام به البعض سقط عن الباقين، وإن لم يقُم به أي من أفراد الأمة أثموا جميعًا. الفرق بين فرض كفاية وفرض عين

الفرق بين فرض كفاية وفرض عين

تختلف فروض الكفايات عن الفروض العينية في عدد من الأمور على الرغم من أنهما يشتركان في الفرضية/الوجوب.. أي وجوب حدوث الفعل الذي وقع عليه التكليف، ويبرز الفرق بين فرض كفاية وفرض عين فيما يلي:

  • فرض العين هو الفرض الذي يُطلب من المُكلّف فعله ولا يسقط الفرض عنه إن أداه عنه غيره.
  • فرض الكفاية، هو الفرض المطلوب من عموم المكلفين، إن قام به بعضهم سقط عن الباقين.
  • فرض العين لا يمكن أن يتحول إلى فرض كفاية.
  • فرض الكفاية يُمكن أن يتحوّل إلى فرض عين، وذلك عندما تختلف الظروف التي يتوجّب فيها القيام بهذا الفرض، مثل الجهاد في سبيل الله، فهو فرض كفاية يسقط عن المسلمين بقيام بعض المكلفين به، ولكن إن حدث عدوان على بلاد المسلمين أو دينهم، فإنه يتحوّل إلى فرض عين يجب على كل مسلم أن يرد الدفاع عن دينه، وفي هذا الأمر خلاف بين أهل العلم، فينما يرى جمهور أهل العلم أن الجهاد من فروض الكفايات يرى سعيد بن المسيب أنه فرض عين على المسلمين. يقول اين قدامة :”والجهاد من فروض الكفايات , في قول عامة أهل العلم . وحكي عن سعيد بن المسيب , أنه من فروض الأعيان” [1]

أمثلة على فرض عين وفرض كفاية

عرفنا أن فروض الكفاية قد تتعلق بالأمور الدينية أو الدنيوية للمسلمين، والتي تعمل على إصلاح حياتهم، وأما فرض العين فهو متعلق بالأمور الدينية فقط، ومن أهم الأمثلة على فروض العين:

  • الصلاة.
  • الصوم.
  • الزكاة.
  • الالتزام بالأخلاق.
  • بر الوالدين.
  • صلة الرحم.
  • الأمانة.
  • الصدق.

ومن الأمثلة على فروض الكفاية:

  • صلاة الجنازة.
  • تغسيل الميت.
  • دفن الميت.
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • الحج.
  • طلب العلم.

وهناك بعض الأمور التي تنتقل من فروض الكفايات إلى فروض العين، ومن ذلك طلب العلم، فطلب العلم الشرعي الذي لا يسع المسلم جهله لاستقامة دينه ودنياه كمعرفة صفات الله تعالى وما يجب وما يجوز وما يستحيل في حقه، وكيفية الصلاة، والحج، والزكاة، والوضوء، وأحكام الحج والعمرة، والمواريث وغيرها من الأحكام سواء من العبادات أو المعاملات من الأمور التي يجب على كل مسلم أن يتعلّمها، وإن لم يتعلّمها فهو آثم، وأما طلب العلم في هذه الأمور والتخصص فيها، والتعرف على أحكامها بشكل تفصيلي، فهو من فروض الكفاية إن قام بها البعض سقطت عن الباقين وهذا هو الفرق بين فرض كفاية وفرض عين.

صلاة الجمعة فرض عين أم كفاية

يقع العديد من المسلمين في حيرة من أمرهم حول صلاة الجمعة، وهل هي فرض عين أم فرض كفاية، وهل يجب على كل مسلم أدائها؟ أم أنها تسقط عن المسلمين إن قام بها البعض؟

وفي الإجابة عن هذا السؤال أجمع أهل العلم أن صلاة الجمعة فرض عين على من تتوفر به شروطها، وشروط صلاة الجمعة هي: التكليف ويُقصد به الإسلام والبلوغ والعقل، والذكورة، فلا تجب صلاة الجمعة على المرأة، والإقامة، فلا تجب صلاة الجمعة على المسافر، و الجامع، أي أنها لا يمكن أن تؤدى في المنازل، والخلو من الأعذار كالمرض والظروف القاهرة التي تحول بين وصول المسلم إلى المسجد، وقد استدلوا على ذلك بقول الله تعالى: “يأيُها الَّذِينَ ءامنوا إذا نُودِي لِلصَلَوَةٍ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكر اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكم خير لكم إن كنتُمْ تَعْلَمُونَ” [2] وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “على كلِّ محتلِمٍ رواحٌ إلى الجمعَةِ، وعلى كلِّ من راحَ إلى الجمعةِ الغسلُ”. [3] أي أن المسلم الذي تتوفر فيه شروط وجوب صلاة الجمعة، ولا يقوم بالذهاب إلى المسجد من أجل أدائها فإنه يرتكب بذلك إثمًا كبيرًا، ولا تسقط عنه الفريضة، وعدم سقوطها هو ما يبرز بشكل واضح الفرق بين فرض كفاية وفرض عين.

وإلى هنا؛ نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال وقد تعرفنا من خلاله على الفرق بين فرض كفاية وفرض عين كما تعرفنا كذلك على حكم صلاة الجمعة وهل هي من فروض العين أم الكفايات، وذكرنا بعض الأمثلة على فروض العين وفروض الكفاية.

المراجع

  1. ^ المغني لابن قدامة , 9/162
  2. ^ الجمعة , 14
  3. ^ صحيح أبي داوود , 342

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *