الممنوع من الصرف

الممنوع من الصرف

يُعدّ باب الممنوع من الصرف من أبواب علم النّحو الذي يرغب الكثير من طُلّاب العلم في التعرّف عليها؛ لما له من أهمية كبيرة في الأساليب الكلاميّة، والأسماء المُعربة في اللغة العربية إما منصرفة أو غير منصرفة، ويدخل غير المنصرف أصنافًا معيّنةً من الكلام، وقد يكون غير المنصرف منصرفًا بشروط مُعيّنة سنتعرّف عليها لاحقًا، وفيما يلي سنتعرّف على شروط  منع الاسم من الصرف وأمثلة له.

الممنوع من الصرف

الاسم المنصرف هو: الاسم الذي تظهر عليه جميع حركات الإعراب (الضمة، والفتحة، والكسرة)، مع التنوين، والتنوين: نونٌ ساكنةٌ زائدةٌ تلحق آخر الاسم لفظًا لا خطًّا، فتقول: جاء رجلٌ، وسلمتُ على رجُلٍ، وقابلتُ رجلًا، فــ( رجل) على اختلاف إعرابها مع التنوين (اسمٌ منصرف).

أما الاسم غير المنصرف فهو: الاسم الذي لا تظهر عليه علامات الإعراب مع التنوين، كما أنه لا يُجرّ بالكسرة، فتقول: جاء إبراهيمُ، قابلتُ إبراهيمَ، سلّمتُ على إبراهيمَ، فــ( إبراهيم) على اختلاف إعرابها لا تقبل التنوين، كما أنها جُرّت بالفتحة نيابةً عن الكسرة.

شاهد أيضًا: بحث عن المتممات المنصوبة

تعريف الممنوع من الصرف

يتوقّف معنى الممنوع من الصّرف على معنى كلمة الصّرف، وقد ذخرت المعاجم اللغويّة بكثير من المعاني لكلمة الصّرف، وهذه الكلمة مشتقّة من الفعل (صَرَف)، والصّرْف كما قال الخليل بن أحمد الفراهيدي هو: التنوين، وكما قال غيره: ردّ الشيء عن وجهه، أو تحويل الشيء عن وجهه، ومن ما قاله الخليل: “يُعرّف الممنوع من الصرف بأنه: الاسم المُعرب الذي لا يدخله التنوين، ويُجرّ بالفتحة نيابةً عن الكسرة”.

شاهد أيضًا: بحث عن الجملة الاسمية ونواسخها

بحث عن الممنوع من الصرف

يُمكننا إنشاء بحث عن الممنوع من الصرف من خلال: تعريفه، والتفرقة بينه وبين الاسم المنصرف، وأنهما يتّفقان في أن كليهما يُرفع بالضمة ويُنصب بالفتحة، ويختلفان في التنوين وعدمه، وفي الجرّ بالفتحة نيابةً عن الكسرة في حالة منعه من الصرف.

ثم التعرّف على الأسباب التي من أجلها يُمنع الاسم من الصّرف، وهل منعه من الصرف كان لعلّةٍ واحدةٍ أو لعلتين، وهل علتّه العلمية أم الوصفيّة، وهل يُمكن تحويل الاسم غير المصروف مصروفًا أم لا، وما هي شروط ذلك، وهذا ما سنتعرّف عليه في الأسطر التالية.

الاسم الممنوع من الصرف

الأسماء التي تمنع من الصرف هي الأسماء المُعرّبة فقط، ولا يدخُل في الأسماء المبنيّة، ولا الأفعال، ولا الحروف، وفيما يلي سنتعرّف على منع الاسم من الصرف لعلةٍ واحدةٍ أو لعلّتين:

الممنوع من الصرف لعلة واحدة

يُمنع الاسم من الصرف لعلّة واحدة في الحالات الآتية:-

  • إذا كان آخره ألف التأنيث المقصورة، وهي الألف الواقعة في آخر الكلمة، وقبلها مفتوحٌ، وذلك نحو: ليلى، وسلمى، وحُبلى.
  • إذا كان آخره ألف التأنيث الممدودة، وهي الألف الواقعة في آخر الكلمة، ووقعت الهمزة بعدها، وقبلها مفتوح، وذلك نحو: سماء، وصحراء، وعلياء.
  • إذا جاءت الكلمة على صيغة منتهى الجُمُوع ( وتُسمّى بجمْع الجمْع)، والمقصود بصيغة منتهى الجموع: الكلمة التي وقع بعد ألف جمعها حرفان، أو ثلاثة أحرف أوسطها ساكن، ويكون ذلك في وزن (مفاعل، ومفاعيل)، وذلك نحو: مساجد، ومصابيح، وعصافير.

الممنوع من الصرف لعلتين

يُمنع الاسم من الصرّف لعلتين، وقد تكون العلّة العلميّة مع علّة أُخرى، أو الوصفيّة مع علّة أخرى، وذلك كما يأتي:-

أولا: الممنوع من الصرف لعلتين (العلميّة وعلّة أخرى):

  • العلمية مع وزن الفعل (أفعل)، وذلك نحو: أحمد، وأكرم، وأسعد.
  • العلمية مع التركيب المزجي (التركيب المزجي: كل كلمتين امتزجتا؛ حتى صارتا كلمة واحدة)، وذلك نحو: بورسعيد، وسيبويه، وبعلبك.
  • العلمية مع زيادة ألف ونون، وذلك نحو ( عثمان، حسّان، سرحان” إن كان اسمًا”).
  • العلمية مع العدل، وذلك نحو: عُمر، والمقصود بالعدل في (عمر) أن أصلها كان (عامر)، وعُدل عن هذا الأصل؛ فصار (عمر).
  • العلمية مع العُجمة، ولا بد أن يزيد على ثلاثة أحرف، وذلك نحو: إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق. إذا كان الاسم الأعجميّ ساكن الوسط؛ صُرف، نحو: ( هود، وصالح، ولوط)، إذًا: جميع أسماء الأنبياء ممنوعة من الصرف، ما عدا: ( محمد، صالح، شعيب، هود، نوح، لوط)
  • العلمية مع التأنيث: ويدخل في ذلك العلم المنتهي بتاء تأنيث، سواء أكان مذكّرًا أم مؤنّثًا، وذلك نحو: (فاطمة، وحمزة، وفودة)، والاسم المؤنّث الزائد على ثلاثة أحرف، وذلك نحو: ( سعاد، وزينب، وكوثر)، أما إذا كان الاسم المؤنث ثلاثي الوسط وكان أوسطه متحرّكًا؛ فيُمنع من الصرف، نحو: ( سحَر)، أما إذا كان أوسطه ساكنًا؛ فيجوز فيه الوجهان (الصرف وعدمه)، نحو: ( دعْد ” علم على مؤنث”).

ثانيًا: الممنوع من الصرف لعلتين (الوصفيّة وعلّة أخرى):

  • الوصفيّة مع وزن الفعل (أفعل)، وذلك نحو: (أسود، وأبيض، وأحمر).
  • الوصفية مع وزن فعلان، والذي مؤنثة فعلى، وذلك نحو:( ظمآن، وجوعان، وعطشان).
  • الوصفية مع العدل، وذلك نحو: (آحاد)، فكلمة آحاد معدولةٌ عن (واحدًا واحدًا).

شاهد أيضًا: الفرق بين الجملة الاسمية والفعلية

انواع الممنوع من الصرف

تنقسم الاسماء التي تمنع من الصرف إلى قسميْن، وهما الممنوع من الصرف لعلّة واحدة، ويكون ذلك إذا انتهى الاسم بألف التأنيث المقصورة أو الممدودة، والممنوع من الصرف لعلّتين، وهو قسمان: إما للعلمية مع علة أخرى، ويكون ذلك في: العلمية مع وزن الفعل، والعلمية مع التركيب المزجي، والعلمية مع زيادة ألف ونون، والعلمية مع التأنيث، والعلمية مع العجمة، والعلمية مع العدل، والقسم الآخر هو الوصفية مع علة أخرى، ويكون ذلك في: الوصفية مع وزن فعلان الذي مؤنثه فعلى، والوصفية مع وزن الفعل، والوصفية مع العدل.

امثلة على الممنوع من الصرف

يُمكن معرفة إعراب الاسم الذي منع من الصرف في حالات الرفع، والنصب، والجر من خلال الجدول الآتي:-

 

الجمـــــــــــــــــلة

                           إعرابــــــها
1- حضر أحمدُ حضر: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظّاهر.

أحمدُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظاهرة.

2-قابلتُ أحمدَ قابلْتُ: قابل: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر؛ لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متّصل مبني على الضمة في محلّ رفع فاعل.

أحمدَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة.

3- سلّمتُ على أحمدَ سلّمتُ: سلّم: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح المقدّر؛ لاتّصاله بتاء الفاعل، والتّاء: ضمير متّصل مبني على الضمّ في محل رفع فاعل.

على: حرف جرّ

أحمدَ: اسم مجرور، وعلامة جرّه الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصّرف.

علامات اعراب الممنوع من الصرف

يتّفق إعراب الممنوع من الصرف مع الاسم المصروف في الرفع والنصب، ويختلفا في الجرّ، وعلامات إعرابه كالآتي:-

  • الضمّة: وهي علامة الرّفع.
  • الفتحة: وهي علامة النّصب.
  • الفتحة نيابةً عن الكسرة، وهي علامة الجرّ.

حالات صرف الممنوع من الصرف

الاسماء التي تمنع من الصرف يمكن صرفها في حالتيْن، وهاتين الحالتين هما: إذا اقترن الاسم بــ (ال)، وذلك نحو: مررتُ بالمدارسِ، فــ( مدارس): اسم ممنوع من الصرف؛ لأنه جاء على صيغة منتهى الجموع، ولكنه في هذا المثال؛ صُرف؛ لأنه اقترن بـ (ال)، الحالة الثانية: الإضافة، وذلك نحو: تسير الإبل في صحراء العرب، ف (صحراء): اسم ممنوع من الصرف؛ لاتصالها بالألف الممدودة، ولكنها صُرفت؛ لأنها مُضافة.

متى يجر الممنوع من الصرف بالفتحة

يُجرّ الاسم الممنوع من الصّرف بالفتحة نيابة عن الكسرة؛ إذا مُنع من الصّرف لعلة واحدة أو لعلّتين، وقد يتحول الاسم الذي منع صرفه إلى اسم مصروفٍ؛ إذا اقتُرن بالألف واللام، وإذا أُضيف، وفي ذلك الوقت يُجرّ بالكسرة إن كان مفردًا، أو بالياء إن كان مثنى أو جمع مذكر سالم، ومثله في ذلك مثل الاسم المنصرف.

الاسم المنقوص الممنوع من الصرف

الاسم المنقوص: هو الذي انتهى بياء لازمةٍ أو مقدّرةٍ قبلها كسرة، ويُقّدر عليه علامتيْ الرفع والجر، وذلك نحو ( ومن فوقهم غواشٍ)، فــ(غواشٍ): مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء المحذوفة في آخره؛ لأنه اسم منقوص، وأصل هذه الكلمة  (غواشيٌ)؛ اجتمع ساكنان، هما ( الياء الساكنة والتنوين)؛ حُذفت الياء، ونُقل التنوين بحركة الحرف الذي قبل الياء المحذوفة؛ للدلالة عليها، (ومن فوقهم): خبر شبه جملة مقدّم.

ومن خلال هذا المقال يُمكنن التعرّف على الممنوع من الصرف ، والحالات التي يُمنع فيها الاسم من الصرف سواء أكان لعلة واحدة أو لعلّتين، والحالات التي يُحوّل فيها الاسم الذي يمنع صرفه إلى اسم منصرف، كما تعرّفنا على علامات إعرابه، ومتى يمنع الاسم المنقوص من الصرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *