اوقات التكبير في عشر ذي الحجة

اوقات التكبير في عشر ذي الحجة

اوقات التكبير في عشر ذي الحجة، التكبير هو قول “الله أكبر”، والمقصود فيها هو ذكر الله جلّ في علاه وتكبيره، وإحياء عظمة صنيعه وكبريائه في القلوب، فهو خالق كلّ شيء، بيده مقاليد السماوات والأرض، فإذا آمن الإنسان بذلك قولًا ويقينًا وعملًا، وأحسن الظنّ بالله، فلا يضرّه شيءٌ بعد هذا، فيقبل على طاعة الله، وتتحرّك جوارحه لعبادة الله سبحانه وتعالى، ولامتثال ما أمر به، والابتعاد عن ما نهى عنه، وهذا هو فضل التكبير مجملًا.

اوقات التكبير في عشر ذي الحجة

التكبير في العشر من ذي الحجة له أوقات معينة وهذه الأوقات قد قسِّم فيها إلى: التكبير المطلق والتكبير والمقيد، وفيما يأتي بيانهما:[1]

  • التكبير المطلق: يبدأ بدخول عشر ذي الحجة، ويكبر العبد كالآتي: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، وكان بعض الصحابة يخرجون في هذه الأيام المباركة ليذكروا الناس بالتكبير كأبي هريرة وابن عمر، فيكبر الناس معهما، يستطيع العبد أن يكبر في كل وقت وحين، في طريقه للمسجد وفي المسجد والمنزل وفي عمله، سواء كان قائمًا أو جالسًا أو قبل نومه أو مضطجع ويسنُّ الجهر به في أيام العيدين وذلك لقوله تعالى: “وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ”.[2]
  • التكبير المقيد: يكون في أوقات معينة وفي أحوال محدَّدة، حيث يبدأ من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وتكون بذلك مدة التكبير المقيَّد خمسة أيام: يوم عرفة، ويوم العيد، وثلاثة أيام التشريق بعده، ويكون عقب الصلوات، وأما الحاج فيبدأ من ظهر يوم النحر، أما إذا كان قد رمى جمرة العقبة في وقتالضحى، فيبدأ تكبيره من الظهر، وبذلك يجتمع التكبير المطلق مع المقيد في يوم عرفة.

شاهد أيضًا: متى يسن التكبير في عشر ذي الحجة

صيغة تكبيرات العشر من ذي الحجة

ورد عند أهل السنة، أن أحد الصحابة رأى الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي صلاةً ولا يدري ما هي، فقال عليه السلام: “اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ كبيرًا، اللهُ أكبرُ كبيرًا، اللهُ أكبرُ كبيرًا، الحمدُ للهِ كثيرًا، الحمدُ للهِ كثيرًا، وسبحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلًا”، وفي صيغة التكبير الواردة عن ابن عباس للرسول عليه السلام: “اللهُ أكبَرُ كَبيرًا، اللهُ أكبَرُ كَبيرًا، اللهُ أكبَرُ، وللهِ الحَمدُ، اللهُ أكبَرُ وأجَلُّ، اللهُ أكبَرُ ما هَدانا”، وكان صلى الله عليه وسلم كلما عاد من غزوة أو حج أو عمرة، يكبِّر ثلاث مرات ثم يقول: “لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ وعْدَهُ، ونَصَرَ عَبْدَهُ، وهَزَمَ الأحْزَابَ وحْدَهُ”، أما الصيغة التي قالها الرسول صلى الله عليه وسلم وهو على الصفا والمروة في إقامة شعائر الحج أو العمرة: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إلاَّ اللهَ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أكبَرُ، وَلِلّهِ الْحَمْدُ، اللهُ أَكبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً، لاَ إِلهَ إلاَّ اللهَ وَحْدَهُ، صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَأَعَزَّ جُنْدَهُ، وَهَزَّمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ، وكان عمر بن الخطاب يكبر في اليوم الثاني بعد النحر في النهار وبصوت مرتفع، وذلك إشعارًا منه للعالمين بأهمية التكبير وعظيم ثوابه في هذه الأيام، وتذكيرًا للعباد بالتكبير، وعليه فإن التكبير يكون في طوال أيام التشريق.[3]

شاهد أيضًا: فضل الليالي العشر من ذي الحجة

متى يبدأ التكبير في عيد الأضحى

اختلف الفقهاء في الوقت الذي يبدأ عنده التكبير في عيد الأضحى، فذهب البعض إلى أنَّ وقت التكبير في عيد الأضحى يبدأ بعد صلاة فجر يوم عرفة، وقد صحَّ هذا القول عن علي وعمر وابن عباس وابن مسعود، وإلى هذا القول ذهب الإمام أحمد والشافعي في أحد أقواله والثوري وأبو يوسف صاحب أبي حنيفة وغيرهم، وذهب البعض إلى أنَّه يبدأ صبح يوم عرفة ومنهم البيهقي وابن المنذر، وأمَّا الحاج فقد اختلفَ الفقهاء في وقت بداية التكبير وفق ما يأتي:[4]

  • أبو حنيفة: ذهب أبو حنيفة إلى أنَّ الحاج يبدأ بالتكبير من فجر يوم عرفة مثل غير المُحرم.
  • المالكية والشافعية: ذهبوا إلى أنَّ تكبير الحاج يبدأ بعد صلاة الظهر يوم النحر.
  • الحنابلة: ذهبوا إلى أنَّ التكبير يبدأ للحاج وغير الحاج بعد فجر يوم عرفة.

شاهد أيضًا: دعاء للمريض في عشر ذي الحجة

فضل التكبير يوم العيد

الوارد في فضل التكبير يوم العيد الأكبر منه ويوم عيد الفطر، هو لما تحمله الأيّام التي تسبقه والتي تحمله من حرمةٍ ومكانةٍ عند الله -سبحانه وتعالى-، فقد أقسم الله بليالي ذي الحجة العشرة في سورة الفجر، قال تعالى: “وَلَيَالٍ عَشْر”، وكما ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّها أحبّ الأيام إلى الله، فقال: “ما من أيامٍ العملُ الصالح فيها أفضَلُ من أيام العشر، قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيلِ الله”، وشهر رمضان الذي يسبق عيد الفطر هو شهر القرآن، قال تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ[1]، فمن عمل صالحًا فيما يسبق العيدين، ثمّ لبّى وكبّر نالَ من الله فضلًا وأجرًا عظيمًا.[2]

وهكذا نكون قد ذكرنا اوقات التكبير في عشر ذي الحجة، كما ذكرنا صيغة تكبيرات العشر من ذي الحجة، وتعرفنا متى يبدأ التكبير في عيد الأضحى، وأخيرًا ذكرنا فضل التكبير في أيام العيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *