اول حجر صحي في تاريخ الاسلام .. الوقاية الطبيّة في الإسلام

أول حجر صحي صحي في الإسلام

اول حجر صحي في تاريخ الاسلام قديم قدم الإسلام؛ فقد عرفه المسلمون منذ بداية عهد الإسلام في زمن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وكانوا يحجرون الأشخاص والحيوانات في بعض الأحيان، وفي هذا المقال سيتم التعرّف على الطبّ الوقائي في الإسلام، وعلى الهدي النبوي في أمور الحجر الصحي.[1]

الوقاية الطبيّة في الإسلام

قبل الحديث عن أول حجر صحي في الإسلام من الجيد أن نتحدث عن الوقاية الطبيّة عمومًا منذ بداية العهد الإسلاميّ، فقد اهتم منهج الإسلام بكلّ ما فيه خير ومصلحة المسلمين في دينهم ودنياهم، فقد أمر بالعلم وحثّ عليه، وحثّ المسلمين على استخدامه بما فيه إصلاح لجميع جوانب حياتهم.

ومن هذه الجوانب المهمّة جانب الوقاية من الأمراض، الذي ظهر جليًّا فيه حرص الإسلام على الأمة الإسلاميّة وعلى الإنسانيّة جمعاء، فالأمراض إن انتشرت لا تخصّ دينًا معينًا دون آخر، ولا تختار قومًا وتترك آخرين، بل إنّ تأثيرها يمتدّ ليطال الناس كلّهم، لذلك كانت النظافة والاغتسال والطهارة من أهم أولويات هذه الدين، وقد دعا الإسلام للنظافة العامة وليس نظافة الأجساد فقط بل نظافة الأماكن والأطعمة والأشربة، كما حرّم الإسلام الخمر والمخدرات لما فيها من الضرر على صحة الإنسان الجسدية والنفسية.[2]

اول حجر صحي في تاريخ الاسلام

بدأ التأسيس لفكرة العزل أو الحجر الصحي منذ العهد الأول من الإسلام، فقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الخروج من الأرض التي انتشر فيها الوباء ومنع ايضًا من الدخول إليها وذلك للوقاية، ولهذا الإجراء أدلته وشواهده في الشريعة الإسلاميّة، ومن هذه الأدلة قوله تعالى في سورة البقرة: “وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ”[3]، وقوله تعالى في سورة النساء: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ”[4]، كما جاء أيضًا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فِرَّ من المجذومِ فراركَ من الأَسدِ”[5]، وقوله أيضًا صلى الله عليه وسلم: “إذا سمعتم به -الطاعون- بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه”[6].

وكل ذلك يعدّ حجر الأساس في بناء مشروع الحجر الصحي في الإسلام، وقد سار الصحابة على هذا النهج ومنهم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد جاء في موطأ الإمام مالك أنّ: “أن عمر بن الخطاب مرَّ بامرأة مجذومة وهي تطوف بالبيت، فقال لها: يا أمة الله، لا تؤذي الناس، لو جلستِ في بيتكِ، فجلست، فمرّ بها رجل بعد ذلك، فقال لها: إن الذي كان قد نهاك قد مات، فاخرجي، فقالت: ما كنت لأطيعه حيًّا وأعصيه ميتًا”، وفي العهد الأمويّ وتحديدًا في خلافة الوليد بن عبد الملك بني مستشفى للحجر الصحي، فكان ذلك اول حجر صحي في تاريخ الاسلام بشكلٍ فعليّ ومنظم، وذلك بسبب انتشار مرض الجذام، ومما لا شكّ فيه أنّه لا بدّ من الالتزام بالحجر الصحيّ والامتثال له في حال انتشرت الأوبئة.[7]

مواعظ من الحجر الصحي

بعد معرفة اول حجر صحي في تاريخ الاسلام ، من الجيد أن نطرح بعض المواعظ التي قد نستفيد منها من الحجر الصحي، فهناك من يشعر بالضجر ويضيع وقته في هذه الفترة، ولا بدّ أن يعي بعض الأمور:[8]

  • أن يحمد الله تعالى أنّ هذا الحجر مفروض من جهة محبّة وتخاف على مصلحة الناس، والناس آمنون في بيوتهم ومعززون ومكرمون، ولم يكن طردً من عدو يهدد الأمن والأمان.
  • أن يستغلّ الإنسان هذا الفراغ الذي يُدعّ من النعم والمنح الربانيّة، ومن الخطأ الفادح إضاعتها في الملل والضجر كما بفعل بعض الناس، فقد جاء في حديث ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ”[9].
  • كما أنّ هذا الفراغ هو فرصة لمحاسبة النفس على المعاصي وعلى التقصير في طاعة الله تعالى، وفرصة يستذكر فيها الإنسان الموت الذي لا بدّ أن يأتيه في يوم من الأيام.

وهكذا نكون قد عرضنا جانبًا من الطب الوقائي في الإسلام، وعرفنا اول حجر صحي في تاريخ الاسلام، وكيف أنّ التأسيس لمسألة الحجر الصحي هو أمر قديم قدم الإسلام، وذلك لحكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد نظره، وقد اتّبع الصحابة الكرام وسار على نهجهم المسلمون في باقي العصور الإسلاميّة.

المراجع

  1. ^ marefa.org , حجر صحي , 10-10-2020
  2. ^ islamstory.com , الوقاية الطبية في الإسلام , 10-10-2020
  3. ^ سورة البقرة , الآية 195
  4. ^ سورة النساء , الآية 71
  5. ^ السنن الصغير للبيهقي , أبو هريرة،البيهقي،3/65،حديث صحيح
  6. ^ صحيح البخاري , أسامة بن زيد،البخاري،3473،حديث صحيح
  7. ^ alukah.net , الحَجْر الصحي في الشريعة الإسلامية , 10-10-2020
  8. ^ alukah.net , مواعظ من الحجر الصحي , 10-10-2020
  9. ^ صحيح البخاري , البخاري،عبدالله بن عباس،6412،حديث صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *