بحث عن العفه

بحث عن العفه

بحث عن العفه هو عنوان هذا المقال الذي سيُسلط الضوء على أحد الأخلاق الرفيعة والمُهمة في الإسلام، فقد حثَّ الدين الإسلامي المُسلمين على الابتعاد عن كل الأخلاق السيئة والتي تُؤدي بالإنسان أو المجتمع إلى السوء والضرر، كما حثَّهم من الالتزام بالأخلاق الرفيعة والعالية، والتي تُؤدي إلى رُقي الإنسان والمجتمع، ومن خلال سطور هذا المقال سنقدم بحثًا كامل العناصر عن أحد الأخلاق الرفيعة وهو خُلق العفة.

مقدمة بحث عن العفة

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وأتمُّ الصلاة وأحسن التسليم على خير خلق الله سيد المُرسلين محمد صلَّى الله عليه وسلَّ، أمَّا بعد:

فقد رفع دين الإسلام مكانة الإنسان ونزّهه عن كل الأفعال الشيطانية أو الهمجية، وجعل تمام الخُلق الحسن هو صفة من صفات الإنسان التقي المُؤمن، ومن المعروف أنَّ النفس البشرية هي نفسٌ ذات حال مُتقلب تغلبها الشهوات أحيانًا، وتتقلب في غياهب الشهوات والرغبات، فإذا ترك الإنسان نفسه تجري بمجرى الهوى تاهت في المعاصي وغرقت في الذنوب، وإنَّ خلق العفة هو من أهم الخُلق التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، فهو اللجام الذي يتحكم من خلاله الإنسان بمجاري هوى النفس ورغباتها، فإنَّ العفة هي التي تنأى بالإنسان عن كل ما فيه معصية أو مُخالفة لأمر الله تعالى، لذا نقدِّم هذا البحث والذي بعنوان بحث عن العفه.

بحث عن العفه

العفة هو خُلق كريمٌ عظيم حثَّ عليه الدين الإسلامي، من خلال آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، كما ظهر هذا الخلق في الكثير من المواقف النبوية، والعفة هو خُلق من الأخلاق التي تعمل على إبعاد صاحبها عن كل ما فيه معصية وخطأ، والنأي بالنفس وتنزيهها عن رغبات الدنيا الزائلة والمُحرمات والكبائر، والحفاظ على النفس في حالة من العفاف.

شاهد أيضًا: حوار بين شخصين عن الاخلاق .. حوار عن الأخلاق بين ثلاثة أشخاص

تعريف العفة

تُشتق كلمة العفة في اللغة من العفاف، وهو يعني كفَّ واستعفَّ، أمَّا العفة في الاصطلاح فهي تعني ضبط الإنسان لنفسه والنأي بها عن المُحرمات والشهوات، والاقتصار على إعطاء النفس حاجتها من كل أمر، أي الحفاظ عليها في حالة من الاكتفاء الصحي والبدني والجسدي دون زيادة، أي منع النفس من الإسراف في اللذات، والاعتدال في ذلك، كما عُرفت العفة أيضًا بأنَّها كبت جماح الإنسان لنفسه والنأي بها عن كل معصية أو أمر يُبعد المرء عن الله تعالى وطاعته، والابتعاد عن كل أمر يُدنس النفس.[1]

أنواع العفة

إنَّ العفة هي خُلق من الأخلاق التي تدعو الإنسان إلى مجاهدة النفس، ومنعها من الحرام، وإنَّ للعفة مجالات وأنواع، وهي كالتالي:

  • عفة الفرج: وهو أن يحمي لمُسلم أو المُسلمة فرجه والنأي به عن كل ما حرَّم الله تعالى من الرذائل، فيحمي نفسه من الوقوع في الزنا أو النظر إلى المُحرمات والمشاهد الإباحية، وقد ورد ذكر عفة الفرج في القرآن الكريم في قوله تعالى: “وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ”[2].
  • عفة اللسان: وهو حفظ اللسان والتعفف عن كل الأقوال الأحاديث المنهي عنها في الشريعة الإسلامية مثل الغيبة أو النميمة أو الاستهزاء والسخرية من الآخرين أو التنابذ بالألقاب، أو الخوض في الحديث عن أعراض المُسلمين والمُسلمات.
  • العفة عن الآثام: وهو التعفف عن الآثام والابتعاد عن ظلم الآخرين وظلم النفس، وعدم المجاهرة بالمعاصي والابتعاد عنها، والحفاظ على النفس في حالة من الطاعة والالتزام بأوامر الله تعالى.
  • العفة عن سؤال الناس: وهي أن يتعفف الإنسان عن أن يسأل الآخرين أن يُعطوه المال، فتجد المُسلم عزيز النفس، يستغني عن سؤال الناس بسؤال الله عزَّ وجل، وقد ورد ذكر العفة عن المساءلة في قوله تعالى: “لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا”[3].

عوامل تحقق العفة

إنَّ العفة هو خلق لابدَّ للإنسان أن يسعى ليكتسبه ويُحققه في نفسه، لما له من الأثر الإيجابي على حياة الإنسان، ومن العوامل التي تُعين الإنسان على تحقيق العفة نذكر:[4]

  • الإيمان الصادق والحقيقي الذي يستحضر في قلب الإنسان الخوف من معصية الله تعالى، والذي يحث النفس على الالتزام بأوامر الله عزَّ وجل.
  • التربية الروحية التي تتولد وتنشأ عندما يُكثر الإنسان من اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع والتهجد، والإكثار من العبادات وقراءة القرآن الكريم.
  • تربية النفس والتي تكون من خلال الإكثار من الصوم، فإنَّ في الصوم إبعادٌ للنفس البشرية عن الكثير من السهوات، وتعويد لها على الصبر ومجاهدة النفس.
  • الإكثار من النوافل فهي تُقرب الإنسان إلى الله تعالى.
  • عدم التضييق على النفس وإعطائها ما هو مُباحٌ لها في الشريعة، فإنَّ نفس الإنسان مخلوقة على الغرائز بطبيعتها.
  • نشر التوعية بين الناس من خلال بيان فوائد العفة التي تعود على الفرد والمجتمع بالخير والصلاح.
  • اللجوء إلى الله تعالى بشكل دائم والدعاء له بشكل مُستمر أن يُثبت أقدامنا على الإسلام وأن يرزقنا العفة والعفاف، والإكثار من الاستغفار والذكر.

ثمرات العفة

من خلال تقديمنا بحث عن العفه لا بدَّ لنا من ذكر أبرز الثمرات التي تعود على الإنسان في حال تحلّيه بخُلق العفة:[5]

  • العفة تجعل الإنسان من السبعة الذين يُظلهم الله تعالى بظله يوم لا ظل إلّا ظله عزَّ وجل.
  • العفة مرافقة لعون الله تعالى.
  • العفة هي سبيل من السُبل التي تُؤدي إلى تفريج الهموم وزوال الكروب عن الإنسان.
  • العفة عن المُحرمات تُنجي الإنسان يوم القيامة من العذاب.
  • العفة عن الأموال التي ليس للإنسان حق فيها يزيد في مال الإنسان ويطرح فيه البركة.
  • انتشار العفة في المجتمع يُؤدي إلى انتشار الثقة بين الأفراد وزيادة التلاحم بينهم.

العفة في ضوء القرآن الكريم

إنَّ العفة من الأخلاق التي حثَّ عليها القرآن الكريم، في الكثير من الآيات الكريمة، فقد ورد ذكر لفظ العفة بشكل صريح، كما ورد ذكر بعض الآيات التي تنهى عن الفواحش والتي تُشير إلى معنى وجوهر العفة، ومن هذه الآيات الكريمة نذكر:

  • قوله تعالى في سورة النساء: “وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا”[6].
  • قوله تعالى في سورة النور: “وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”[7].
  • قوله تعالى في سورة الأعراف: “قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ”[8].

العفة في ضوء السنة النبوية الشريفة

إنَّ العفة هي صفة من الصفات المُلازمة للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم، حيث ظهر هذا الخُلق في الكثير من المواقف النبوية، ومن ذلك ما ورد عن أنس بن مالك في قوله: “مَرَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بتَمْرَةٍ مَسْقُوطَةٍ، فقالَ: لَوْلا أنْ تَكُونَ مِن صَدَقَةٍ لَأَكَلْتُها”[9]، حيث أنَّ الحديث السابق يُلخص لنا مدى عفة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- والتزامه بكل أشكال العفة وابتعاده عن كل ما فيه شُبهة، وكذلك فقد حثَّ النبي أصحابه على العفة، وذلك من خلال بيان أجر المُستعفّين، ومن ذلك قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديثه الشريف: “ومَن يَسْتعفِفْ يُعِفَّه اللهُ عزَّ وجلَّ، ومَن يصبِرْ يُصبِّرْه اللهُ، وما أُعطِيَ أحَدٌ عَطاءً هو خَيرٌ وأوسَعُ مِن الصبرِ”[10]، والله أعلم.[11]

شاهدأيضًا: بحث عن شروط لا اله الا الله

خاتمة بحث عن العفة

في ختام هذا البحث والذي كان بعنوان بحث عن العفة، لا يسعنا إلَّا أنَّ نقول أنَّ العفة خُلق عظيم لا بدَّ لكل مُسلم أن يُجاهد نفسه للوصول إلى مراحل تمام العفة وكمالها، فإنَّ العفة هي أحد الأخلاق التي تُعين الإنسان في حياته وتحثّه على الالتزام بأوامر الله تعالى والابتعاد عن نواهيه، وكذلك فإنَّ الالتزام بالعفة هو أمرٌ فيه استجابة لأوامر الله تعالى ونبيه الكريم، لذا قبل الختام .. نسأل الله تعالى العفة والعفاف والهدى والتُقى، والثبات على دين الإسلام.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي سلَّط الضوء على أحد الأخلاق المهمة والعظيمة في الإسلام والتي لا بدَّ لكل مُسلم أن يتحلى به وهي خلق العفة، كما قدَّم هذا المقال بحث عن العفه ، كامل العناصر اشتمل على أبرز المواضيع التي تتعلق بالعفة بما في ذلك تعريفها وثمراتها وأنواعها، والعوامل التي تُعين على تحقق العفة.

المراجع

  1. ^ alukah.net , العفة: ثمراتها ومجالاتها , 02/11/2021
  2. ^ سورة النور , الآية 33.
  3. ^ سورة البقرة , الآية 273.
  4. ^ islamway.net , العفة , 02/11/2021
  5. ^ wikiwand.com , العفة في الإسلام , 02/11/2021
  6. ^ سورة النساء , الآية 6.
  7. ^ سورة النور , الآية 60.
  8. ^ سورة الأعراف , الآية 33.
  9. ^ صحيح البخاري , أنس بن مالك، البخاري، 2055، صحيح.
  10. ^ صحيح النسائي , أبو سعيد الخدرس، الألباني، 2587، صحيح.
  11. ^ dorar.net , ثانيًأ: الترغيب في العفة في السنة النبوية , 02/11/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *