بحث عن الكذب

بحث عن الكذب

بحث عن الكذب هو ما سيتم تقديمه عبر هذا المقال، فالكذب واحدٌ من الأخلاق السيئة التي تجعل صاحبها يهوي في جحيم الشرور، وهو من الأدلة التي تشير للضعف لمن يكذب، ويورث غضب الله ونقمته، وهو من أسباب هلاك الإنسان ودخوله إلى النار، ومن أعظم الأسباب التي تفكك الأسر والمجتمعات، وسيقدّم موقع محتويات فيما يأتي بحثًا كاملًا عن الكذب.

مقدمة بحث عن الكذب

الحمد لله رب العالمين، نحمد الله ونستعينه ونستهديه ونستغفره، نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سئيات أعمالنا، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، انطلاقًا من أنّه ينبغي على المسلم أن لا ينطق بالحق ولا يتكلم إلا بالخير، ولا يؤذي المسلمين بلسانه، ولأن الكذب من الأخلاق الذميمة، والتي تجعل صاحبها عند الله كذابًا، وهو من علامات النفاق والفساد، فإنّنا سنقدّم بحث عن الكذب كامل، والذي نرجو من الله أن نتمكّن من جعله نافعًا ننتفع وننفع به المسلمين.

شاهد أيضًا: إياك والكذب أسلوب

بحث عن الكذب كامل

إنّ النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليتمّم مكارم الأخلاق، فلم يترك أمرًا حسنًا إلا دلّ عليه، ولم يترك أمرًا شرًّا إلا حذّر أمّته منه، ومن جملة ما حذّر منه الكذب وسوء الخلق، فالأخلاق الفاسدة تتصف بالشر، ولا تتفق مع الواجب الشرعي والخلقي، وهي من الأفعال المنكرة والسلوكيات الغير صالحة، وتنتج عن القلوب المريضة، ومن بينها وأسوأها الكذب، الذي لا يفعله الإنسان المؤمن، ولضرورة التنبيه لسوء الكذب سيتمّ تقديم بحث عن الكذب فيما يأتي:

ما هو الكذب

في بداية بحث عن الكذب لا بدّ من تعريف الكذب لغةً واصطلاحُا، فالكذب في اللغة هو عكس الكذب ونقيضه، ويقال كذب يكذب كذبًا فهو كاذبٌ وكذّاب، ويقال كذّبت الرجل أي أكذبته وأخبرت أنّ ما يحدّث به كذب، والكذب في الإصطلاح هو الإخبار بالأمر بخلاف ما يكون عليه سواءً كان عمدًا أم خطأً وقد ورد عن النووي تعريفه أنّه الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عمدًا أو سهوًا، ماضٍ أو مستقبل، وللكذب العديد من المصطلحات القريبة من المعنى، كالافتراء والبهتان والإفك والخلف.[1]

حكم الكذب في الإسلام

أجمع علماء الأمّة على أنّ الكذب محرّم، وهو ممّا نُهي عنه في القرآن والسّنة، ويعدّ من أعظم الآثام والذنوب والعيوب التي من الممكن أن يتصف بها صاحبها، ومما ورد في الكذب في السّنة الشريفة ما يأتي:

  • عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ الصِّدْقَ يَهدِي إلى البِرِّ ، وإنَّ البِرَّ يَهدِي إلى الجنةِ ، وإنَّ الرجُلَ لَيْصْدُقُ ، حتى يُكتَبَ عند اللهِ صِدِّيقا ، وإنَّ الكَذِبَ يَهدِي إلى الفُجُورِ ، وإنَّ الفُجُورَ يَهدِي إلى النارِ ، وإنَّ الرجُلَ لَيكذِبُ حتى يُكتَبَ عند اللهِ كَذَّابًا”.[2]
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ”.[3]
  • وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ”.[4]
  • عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما أنّه قال: “دع ما يَريبكَ إلى ما لا يَريبُكَ ، فإنَّ الصِّدقَ طُمأنينةٌ وإنَّ الكذبَ رِيبةٌ”.[5]

الكذب في القرآن

كذلك لدمامة وسوء خلق الكذب فقد ذمّه القرآن الكريم في الكثير من المواضع والآيات والسور، ومن تلك الآيات الكريمة التي تناولت الكذب ما يأتي:

  • قال تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ}.[6]
  • قال تعالى: {لَوْلا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ}.[7]
  • قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}.[8]

أقوال أهل العلم في الكذب

إنّ أهل العلم والسلف الصالح كانوا يحاربون الأخلاق السيئة التي حاربها الإسلام، ويدعون للأخلاق الحسنة التي دعا إليها الإسلام، وقد حاربوا الكذب ووصفوه بما يستحق من الوصف، وتعددت أقوالهم المشهورة فيه، ومما ورد من أقوال السلف في الكذب ما يأتي:[9]

  • قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لأن يضعني الصدق- وقلَّما يضع- أحبُّ إليَّ من أن يرفعني الكذب، وقلَّما يفعل”.
  • وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “أعظم الخطايا الكذب، ومن يعفَّ يعفُ الله عنه”.
  • قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “الكذب فجور، والنَّمِيمَة سحرٌ، فمن كذب فقد فجر، ومن نمَّ فقد سحر”.
  • قد روي عن الأحنف: “ما خان شريفٌ، ولا كذب عاقلٌ، ولا اغتاب مؤمنٌ. وكانوا يحلفون فيحنثون، ويقولون فلا يكذبون”.
  • قال ابن القيم: “إياك والكذب؛ فإنه يفسد عليك تصور المعلومات على ما هي عليه، ويفسد عليك تصويرها وتعليمها للناس”.

عقوبة الكاذب

إنّ الكذب هو أصل الذّم ومجمع الشّر والضّر، ولا يعود على فاعله إلّا بكلّ ما هو سوءٌ، وإنّ عقوبة الكاذب في الدّنيا والآخرة كبيرةٌ لا ينجو منها المرء إلّا إن تاب عن الكذب، وهي أنّه ينق رزقه وتُمحق بركته، كذلك الكاذب يعيش في همٍّ وضيقٍ وكدرٍ وريبة، فلا يهنأ له بالٌ ولا يرتاح له قلب، والكاذب ينفر من حديثه النّاس ويبتعدون عن مجالسته والتّعامل معه، وقيل بأنّ الكذب يبعد الملائكة فيُحرم الكاذب من بركتهم ودعائهم، كما أنّ الكذب من أمراض القلب التي تمنع الهداية، وتطرد صاحبها من رحمة الله جلّ وعلا في الدّنيا والآخرة، وهو سبيلٌ سهلٌ يوصل الكاذب إلى نار جهنّم الّتي وُعد بها يوم القيامة، والله أعلم.[10]

هل يوجد كذب مباح

استثنت الشّريعة الإسلاميّة بعض الحالات الّتي أجازت فيها الكذب، لأنّ الضّرورات تبيح المحظورات، وهذه الحالات هي:[11]

  • يجوز الكذب في حالة الحرب بما لا يكون فيه غدرًا بالعدوّ ولا خداعًا له.
  • يجوز الكذب في حديث الرّجل لامرأته والمرأة زوجها بما يقرّبهما من بعضهما ويزيد مودّتهما.
  • يجوز الكذب للإصلاح بين النّاس ودعوتهم للخير والسّلام وإصلاح ما فسد من دينهم.

وعدا ذلك لا يجوز للمسلم أن يكذب، لأنّ للكذب عواقب وخيمةٌ ومفاسد تترتب عليه عظيمة، فلا يجوز إفساد المجتمع الإسلاميّ بالكذب والافتراء.

الآثار السلبية للكذب

توجد العديد من الآثار السّيئة للكذب، والّتي إن رآها المسلم وعرفها ومقصدها، ترك الكذب وابتعد عنه ابتغاءً لوجه الله تبارك وتعالى، ومن آثار الكذب نذكر الآتي:[12]

  • الكذب يخالف الواقع وما فيه من حقائق، فيحول الخير إلى شرٍّ والشّر إلى خير.
  • الكذب له دورٌ أساسيٌّ في ضياع أخلاق الإسلام من القلوب.
  • الكذب يؤدّي إلى انتشار الفساد في المجتمع الإسلامي.
  • الكذب يؤدي إلى تعريض الكاذب للإهانة والنّفور.
  • الكذب يهدي صاحبه ويجرّه إلى الفسق والفجور.
  • يعدّ الكذب علامةً من علامات النّفاق.
  • الكذب يؤدّي بصاحبه إلى نار جهنّم يوم القيامة.

علاج الكذب

لعلاج الكاذب من هذا الدّاء العضال لا بدّ له من اتّباع بعض الخطوات الّتي يتقرّب بها لله سبحانه وتعالى، فيهديه إلى السّواء السّبيل، وعلاج الكذب هو:

  • الاتّكال على الله تعالى والاستعانة به.
  • تحرّي الصّدق والصّادقين كما أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
  • الإلمام بآثار الكذب وعقوبته في الدّنيا والآخرة.
  • التوبة إلى الله تعالى.
  • الإكثار من ذكر الله تعالى والدّعاء والاستغفار.
  • مجاهدة النّفس الأمّارة بالسّوء.
  • الاستعاذة من الشّيطان الرّجيم في كلّ وقت.
  • المحافظة على الصّلوات لأنّ الصلاة تمنع صاحبها من فعل الفواحش والمنكرات.

شاهد أيضًا: نعم الخلق الصدق نوع الأسلوب

خاتمة بحث عن الكذب

في ختام هذا البحث نحمد الله تعالى ونشكره أن وفّقنا لإنهاء هذا البحث، الذي تحدّثنا فيه عن موضوعٍ خطيرٍ للغاية وهو خلق الكذب، هذا الخلق الذميم الذي يهدم أخلاق الإنسان ويهدم المجتمع، وهو من صفات المنافقين الذين اعتادوا الكذب، والله سبحانه خلق لعباده الجوارح والفؤاد والعقل، وجعل لهم القدرة على سلك سبل الرشاد من خلالها، لذلك من الضروري على المسلمين أن يبتعدوا عمّا نهى الله عنه من سوء الخلق، والحرص على التخلق بمكارم الأخلاق، نسأل الله العظيم أن نكون قد بيّنا من خلال بحثنا آثار الكذب السلبية على الأفراد وعلى المجتمعات، وقدّمنا العلاج اللازم للقضاء على الكذب، والحمد لله رب العالمين.

شاهد أيضًا: الأسلوب الذي أطلب فيه غيري للإقبال عليّ هو

بحث عن الكذب جاهز doc

إنّ الكذب من الذنوب العظيمة التي ينال عقابها المسلم في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا يُحرم من الهداية لطريق الصواب، ولا يوفّق في الآخرة للصراط المستقيم، والكذب من الأمور التي يبحث ويكتب عنها الكثير من الكتّاب، والذين يرغبون بالحصول على بحث عن الكذب سهل التعديل والنسخ منه وإليه، ولذلك سيتمّ فيما يأتي تقديم نسخة doc منه لتحميلها واستعمالها “من هنا“.

بحث كامل عن الكذب pdf

كذلك حرصًا من موقع محتويات على تقديم كلّ التسهيلات لزوّاره الكرام سيتم ترك بحث كامل عن الكذب بصيغة pdf والذي بالإمكان تحميله “من هنا“.

إلى هنا نصل لنهاية مقال بحث عن الكذب والذي عرّف الكذب وبيّن حكمه في الإسلام، وسلّط الضوء على الآيات الكريمة والأحاديث التي تناولت الكذب، وبيّن نتائجه وطرق علاجه، وتطرّق للكثير من المسائل حول الكذب.

المراجع

  1. ^ dorar.net , معنى الكذب لغةً واصطلاحًا , 06/02/2022
  2. ^ صحيح الجامع , الألباني/ عبد الله بن مسعود/ 1665/صحيح
  3. ^ صحيح البخاري , البخاري/ أبو هريرة/ 6095/صحيح
  4. ^ صحيح مسلم , مسلم/ أبو هريرة/ 5/ أورده مسلم في مقدمة الصحيح
  5. ^ صحيح الترمذي , الألباني/ الحسن بن علي بن أبي طالب/ 2518/ صحيح
  6. ^ سورة النحل , الآية 105
  7. ^ سورة النور , الآية 13
  8. ^ سورة الحشر , الآية 11
  9. ^ dorar.net , أقوال السلف والعلماء في الكذب , 06/02/2022
  10. ^ alukah.net , عقوبة الكذب في الدنيا , 06/02/2022
  11. ^ binbaz.org.sa , الأحوال التي يجوز فيها الكذب , 06/02/2022
  12. ^ dorar.net , آثار الكذب السيئة , 06/02/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *