بحث عن سجود السهو

بحث عن سجود السهو

بحث عن سجود السهو ، هو عنوان هذا المقالِ، وهو عبارة عن بحثٍ كاملٍ متكاملٍ يخصُّ سجودَ السهوِ، حيث سيجد القارئ فيه مقدمة عن سجودِ السهوِ، ومحتوىً خاص بسجودِ السهوِ، حيث ستمُّ فيه تعريفُه وبيان أدلةِ مشروعيته، وبيان الحكمةِ من مشروعيتهِ، ثمَّ سيتمُّ بيان محلِّ سجودِ السهوِ عند الأئمة الأربعة، كما سيجد خاتمة عن سجودِ السهو.

مقدمة بحث عن سجود السهو

لقد شرعَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- الصلاةَ، وشرعَ معها سجودَ السهوِ إن حصلَ نقصٌ في صلاتهِ، ويُمكن تعريفه على أنَّه عبارة عن سجدتانِ يسجدهما المصلِّي في آخرِ صلاته، وذلك لتعويضِ الخللِ أو النقصِ الذي حصلَ في صلاتهِ سهوًا أو خطئًا، ولا يُعوض من وقعَ عمدًا،[1] وسيتمُّ تخصيص هذا البحثِ ليتمَّ الحديثِ عن سجودِ السهوِ بشيءٍ من التفصيلِ.

شاهد أيضًاحكم متابعة المأموم للإمام وحكم سبق المأموم للإمام

حكم سجود السهو

لقد شرع الله -عزَّ وجلَّ- سجودَ السهوِ، وقد جاء في السنةِ النبويةِ عددًا من الأحاديث النبوية التي تبيِّن مشروعيته، وفيما يأتي ذكرها:

  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “وإذَا شَكَّ أحَدُكُمْ في صَلَاتِهِ، فَلْيَتَحَرَّ الصَّوَابَ فَلْيُتِمَّ عليه، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ”.[2]
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا شَكَّ أحَدُكُمْ في صَلاتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلاثًا أمْ أرْبَعًا، فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ ولْيَبْنِ علَى ما اسْتَيْقَنَ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أنْ يُسَلِّمَ، فإنْ كانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ له صَلاتَهُ، وإنْ كانَ صَلَّى إتْمامًا لأَرْبَعٍ كانَتا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطانِ”.[3]

الحكمة من مشروعية سجود السهو

إنَّ الإنسان مخلوقٌ مجبولٌ على السهوِ والنسيانِ، وإنَّ الصلاةَ من أعظمِ المقامات التي يكونُ العبدُ فيها بين يديْ ربِّه -جلَّ وعلا- ومعلومٌ أنَّ الشيطانَ حريصٌ أشدَّ الحرصِ على إفسادِ هذه الطاعةِ، فيُشغلَ فكرَ المصلي حتى يقعَ منه الزيادةَ أو النقصانِ، أو الشكِّ في كلا الأمرينِ، فاقتضت حكمة الله أن يُشرع سجودَ السهوِ، جبرًا لما وقعَ من المسلمِ من نقصٍ أو خللٍ أو زيادة، وإرضاءً للرحمنِ، وتيسيرًا على المسلمِ من أن يقومَ بإعادةِ الصلاةِ.[4]

شاهد أيضًا: الواجب على المأموم إذا وقع السهو من إمامه في الصلاة أن

محل سجود السهو

لقد تباينت آراءُ أهلِ العلمِ، في محلِّ سجودِ السهوِ، وفي هذه الفقرةِ من هذا المقال سيتمُّ بيان آراءِ الأئمة الأربعة بشيءٍ من التفصيلِ، وفيما يأتي ذلك:[5]

الحنفية

ذهب الحنفية إلى أنَّ سجودَ السهوِ لا يكونُ إلَّا بعد السلامِ، سواء أكان الخلل في الزيادة أم في النقصانِ، وإن سجدَ قبلَ السلامِ أجزأه ذلك، مستدلينَ على ذلك بالحديث الذي رواه عبد الله بن مسعود حيث قال: “صَلَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الظُّهْرَ خَمْسًا، فَقالوا: أزِيدَ في الصَّلَاةِ؟ قالَ: وما ذَاكَ قالوا: صَلَّيْتَ خَمْسًا، فَثَنَى رِجْلَيْهِ وسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ”.[6]

المالكية

ذهب المالكية إلى أنَّ سجودَ السهوِ يكونُ بعد السلامِ إن كان سببُ السجودِ هو الزيادة، ويكونُ قبل السلامِ إن كان سبب السجودِ هو النقصان، أو الزيادةِ والنقصانِ معًا، وفي حالِ أنَّ السجودَ كان بعد السلامِ، فيجبُ على المصليَ أن ينوي، وأن يجلسَ بين السجدتينِ، ثمَّ يتشهدْ سنةً ثمَّ يسلِّم وجوبًا.[7]

الشافعية

ذهب الشافعية في مذهبهم الجديد إلى أنَّ محل سجودَ السهوِ ما بينَ التشهدِ والسلامِ، وصفةُ السجودِ مثل صفةِ سجودِ المسلمِ في صلاتهِ تمامًا، فيأتي بذاتِ الواجباتِ والمندوباتِ،  ولا بدَّ أن ينويَ سجودَ السهوِ في قلبهِ، ولا يجوزُ أن ينويَ بلسانه، أمَّا الذكرَ الذي يُقالُ في سجودِ السهوِ، فقد تباينت آراؤهم فيهِ، وفيما يأتي ذكرها:[8]

  • قيل: سبحان من لا ينام ولا سهو.
  • قيل: سبحان ربي الأعلى.

الحنابلة

ذهب الحنابلة إلى جوازِ الإتيانِ بسجودِ السهوِ قبل الصلاةِ وبعدها، وهذا مما لا خلاف فيه عندهم، لكنَّ أقوالهم قد تباينت في الأفضليةِ، وفيما يأتي تفصيلُ ذلك:[9]

  • الأفضل أن يكونَ السجودَ قبل السلامِ لا بعده؛ إذ أنَّ في ذلكَ إتمامٌ للصلاةِ، باستثناءِ حالتينِ، وفيما يأتي ذكر ذلك:
    • أن يسجدَ لنقصِ ركعته، ويكونُ قد سلَّم قبل أن يسجدُ.
    • أن يشكَّ المصلي في شيءٍ من صلاته، ثمَّ يبني على غالبِ ظنِّه، فإنَّه يسجد بعدَ السلامِ ندبًا.

تنبيه: إذا كانَ سبب سجودِ السهوِ نقصَ ركنٍ، لا بدَّ للمصليَ أن يأتي بالركنِ الذي سهى عنه ونسيه.

خاتمة بحث سجود السهو

إنَّ سجودَ السهوِ مشروعٌ في السنةِ النبوية المطهرة، وهو عبارة عن سجدتينِ يسجدهما المصليَ عند حدوثِ خللٍ في صلاته، سواء أكانَ نقصًا أم زيادة، ثمَّ تمَّ بيان أنَّ بعضَ أهلِ العلمِ ذهبوا إلى أنَّ سجودَ السهوِ لا يكونُ إلَّا بعد التسليمِ، ومنهم من ذهبوا إلى أنَّه لا يكونُ إلَّا قبل التسليمِ، ومنهم من أجازَ الوجهانِ بشيءٍ من التفصيلِ.

شاهد أيضًا: حكم سجود السهو عند حدوث زيادة أو نقص أو شك

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان بحث عن سجود السهو ، وفيهِ تمَّ تعريفُ سجودِ السهوِ، وبيان أدلةِ مشروعيته من السنة النبوية المطهرة، كما تمَّ بيان الحكمةِ من هذه المشروعيةِ، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان محلُّ سجودِ السهوِ عند الأئمة الأربعة بشيءٍ من التفصيلِ.

المراجع

  1. ^ الفقه الميسر، عبد الله الطيار، ص338 , https://shamela.ws/book/5913/334 , 25/1/2022
  2. ^ حديث صحيح
  3. ^ حديث صحيح
  4. ^ al-eman.com , الحكمة من مشروعية سجود السهو , 25/1/2022
  5. ^ الفقه الإسلامي وأدلته، وهبة الزحيلي، ص1123 , https://shamela.ws/book/384/1080 , 25/1/2022
  6. ^ حديث صحيح
  7. ^ الفقه الإسلامي وأدلته، وهبة الزحيلي، ص1124 , https://shamela.ws/book/384/1081 , 25/1/2022
  8. ^ الفقه الإسلامي وأدلته، وهبة الزحيلي، ص1124 , https://shamela.ws/book/384/1081 , 25/1/2022
  9. ^ الفقه الإسلامي وأدلته، وهبة الزحيلي، ص1125 , https://shamela.ws/book/384/1082#p1 , 25/1/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *