تحاليل لكشف مرض التوحد في وقت مبكر وكيفية تشخيصه معمليًا

تحاليل لكشف مرض التوحد

يُعد التوحد من الاضطرابات الصحية والنفسية السيئة التي تؤثر على عدد ليس بقليل من الأطفال، ولقد دفعت تلك المشكلة العديد من الباحثين لاكتشاف تحاليل لكشف مرض التوحد في وقت مبكر، ومن ثم سرعة التدخل في علاج تلك المشكلة.

تعريف الإصابة بمرض التوحد

التوحد أو اضطراب طيف التوحد(بالإنجليزية: Autism Spectrum Disorder) هو عبارة عن خلل في نمو المخ بشكل يجعله غير قادر على استيعاب ومعالجة المعلومات، الأمر الذي يعمل على فصل مصابي مرض التوحد عن العالم الإجتماعي ويجعلهم غير قادرين على التواصل مع الآخرين.

يشمل مرض التوحد أطيافًا متعددة من الأعراض بشدة مختلفة، وغالبًا ما تنشأ تلك الأعراض في بداية العمر، لذلك كان لزامًا على الباحثين في ذلك المرض سرعة الكشف عن إصابات مرض التوحد في مراحل العمر الاولى.

في دراسة إحصائية أجريت على الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية، صرحت مراكز السيطرة والوقاية من الأمراض(يعرف اختصارًا: CDC) بأنه من بين ثمانية وستين طفلًا يصاب طفل واحد بمرض التوحد.[1]

كيفية تشخيص الإصابة بمرض التوحد

منذ وقت قريب كان تشخيص الإصابة بمرض التوحد يمثل تحديًا صعبًا للأطباء؛ حيث كانوا يعتمدون بشكل أساسي على سلوكيات الطفل وتعامله مع أبويه في مراحل سنه الأولى.

تأتي بداية التشخيص مع طبيب الأطفال عن فحص الطفل عند عمر ستة عشر شهرًا ثم سنتين، يقوم الطبيب بسؤال الوالدين عن معالم التطور الطبيعي للطفل كالإبتسامة عند سن 6 شهور ومحاكاة الأصوات عند تسع شهور.

ثم يقوم طبيب الأطفالب بالسؤال عن سلوكيات الطفل المختلفة في ذلك العمر مثل:

  • ملاحظة الأبوين لأي سلوكيات غريبة.
  • تواصل الطفل البصري.
  • مدى تواصل الطفل مع الآخرين والتحدث إليهم.
  • استجابة الطفل عند لفت انتباهه.
  • وجود أية اضطرابات في النوم أو هضم الطعام.
  • مدى استيعابه لأفعال الآخرين.

ولكي يتم تشخيص الطفل باضطراب طيف التوحد لابد وأن يعاني من تلك الأعراض:

  • عدم قدرة الطفل على التواصل والتفاعل مع الآخرين.
  • امتلاك أنماط مقيدة أو متكررة للسلوك: قد يقوم مصاب التوحد بتكرار الكلمات، الإنزعاج السريع، وقد يعاني –أيضًا- من مشكلات حسية.[2]

تحاليل لكشف مرض التوحد

من الثورات الحديثة لتشخيص مصابي التوحد مبكرًا هي ابتكار تحاليل للكشف عن مرض التوحد؛ حيث استطاع فريق من الباحثين في جامعة ووريك(بالإنجليزية: Warwick) في المملكة المتحدة بالكشف عن مرض التوحد باستخدام تحاليل الدم والبول، وذلك خلال تغيرات كيميائية تحدث في بعض بروتينات الدم.

وصرح هذا الفريق بعد دراسة أجريت على ثمانية وثلاثين مصابًا بمرض التوحد، بأن دقة تلك التحاليل تجاوزت 92%.

تؤدي الإصابة بمرض التوحد بإحداث تغيرات بيوكيميائية في بعض بروتينات الدم مثل مركب(بالإنجليزية: di-tyrosine) ومركب(بالإنجليزية: Advanced Glycation Endproducts)، وتلك البروتينات تنتج نتيجة خلل في عملية التسكر(بالإنجليزية: Glyaction) والتي من شأنها إنتاج الطاقة في الجسم.[3]

مدى فاعيلية التحاليل للكشف عن مرض التوحد

قال الباحثون في مجال الكشف عن مرض التوحد بأن النتائج السابقة مازالت تحتاج إلى مزيدٍ من الدراسة حتى يتم تعميمها للكشف المبكر عن مرض التوحد؛ معللين ذلك بأن الأطفال الذين تم إخضاعهم للتجربة كانوا في عمر سبع وثمان سنواتٍ، وما زالوا غير متأكدين في مدى قدرة تلك التحليلات في الكشف عن مرض التوحد في أعمار متقدمة.[4]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *