تعرف على حياة ومؤلفات الشاعر أحمد شوقي
جدول المحتويات
أحمد شوقي هو أمير الشعراء الذي حافظ على هذا اللقب طوال حياته وبعد انقضائها، فلم ينافسه على تاج الإمارة شاعر أخر طوال ما يقرب من مائة عام، إنه أحمد شوقي الذي أخذ الشعر من عليائه وكونه مقتصرًا على الصفوة، ليتغنّى ويترنّم البسطاء بأقواله، لذا اليوم سنتحدث عن حياة ومؤلفات الشاعر أحمد شوقي لنتعرف عن كثب على حياته وأجمل ما كتب.
لنتعرف على أحمد شوقي
اهتم أحمد شوقي في بداية حياته الشعريّة بانفصاله عن مشاكل الشعب وهمومهم الأصلية، وذلك لكونه قد عاش طفولة مرفّهة في قصر الخديوي إسماعيل مع جدته، ولكنّ الحقيقة أن شوقي قد أثبت خطأ هذا الظن، فطفولته في القصر لم تمنعه من تلقّي العلم في الكتاتيب مع عامة الشعب، ليحفظ أجزاء من القرآن، ثم يكمل تعليمه في المدارس الحكوميّة العادية ليتلقى اللغة العربيّة بشغف وحب.
لذا فلم تكن طفولة شوقي مُرفّهة كما وُصفت من بعض منتقديه في ذاك العصر، بل وجوده بين عالمي القصر والشارع بين أقرانه، أكسبه معرفة أوسع وأشمل وُضّحت في أشعاره ليصقلها سفره إلى فرنسا بعد إكماله دراسة الحقوق والترجمة.
تجربة النفي كانت نعمة لا نقمة
نتيجة ولاء أحمد شوقي للقصر الذي تربى في أروقته، فقد غضب الإنجليز على شوقي بعد غضبهم على الخديوي ورغبتهم في عزله، مما أدى لنفيه إلى إسبانيا. ورغم كون النفي محنة نفسيّة مؤلمة، إلا أن أحمد شوقي قد اكتسب من هذا النفي الكثير من المنح.
في إسبانيا اطّلع شوقي على الأدب الأندلسي والشعر المميز لحضارة الأندلس، فخاص في أبيات ابن زيدون وسجاله مع ولادة بنت المستكفي، ونهل من كلمات أبو البقاء الرندي، وأبيات الحاكم الشاعر المعتمد بن عباد.
ليس فقط الاطّلاع على ثقافة الحضارة الأندلسيّة هو ما اكتسبه أحمد شوقي من تجربة النفي، بل شوقه إلى مصر في المنفى جعله أكثر متابعه لأخبارها، وأكثر تأثرًا بمأساة الشعب في هذه الحقبة، ليخلع عباءة المدح التي لازمت شعره طوال سنواته السابقة ويبدأ في نظم قصائد عن موضوعات إنسانيّة أخرى أكثر قربًا لرجل الشارع البسيط.
كرمة ابن هانئ مصنع الإبداع
بعد عودة أحمد شوقي من المنفى، ترك منزل أسرته القديم في المطريّة ليؤسس منزلًا جديد بحديقة غناء في الجزيرة ويطلق عليه كرمة أبن هانئ نسبة إلى الشاعر ابن هانئ الأندلسي الذي سمي بمتنبي الغرب.
وقد أصبحت كرمة ابن هانئ وجهة المثقفين والشعراء والمطربين والملحّنين، لتكون مصنعًا ثقافيًّا وحضاريًّا على مدى عشرات السنين حتى وفاة أحمد شوقي في أكتوبر 1932 وقد بلغ من العمر 64 عام.
لم تنتهِ كرمة ابن هانئ بعد وفاة صاحبها ومؤسّسها، بل تم تحويلها إلى متحف سمي باسم الشاعر العظيم، ليشهد على حياة ومؤلفات الشاعر أحمد شوقي، فيحتوي على مكتبه، وعلى العديد من قصائده بخط يده، كما يحتوي على قسم كامل لأعماله الشعرية التي جمعته بالمطرب محمد عبد الوهاب.
أعمال أحمد شوقي ومؤلفاته
لم تقتصر أعمال أحمد الشوقي كما قد يعتقد البعض على الشعر فقط، بل لقد جرب شوقي أغلب أنواع الأدب؛ فكتب النثر والمقال والرواية والمسرحية، ومن أهم أعماله:
- مجموعة الشوقيات، وهي من 4 أجزاء وتحوي ما كتبه من شعر في كافة المجالات، بالإضافة لمقدمة تحوي سيرته الذاتية.
- 5 روايات، لشوقي 5 روايات لم يحوزوا ذات الشهرة لباقي أعماله وهي: عذراء الهند، لادياس، دل وتيمان، وشيطان بنتاؤور، وورقة الآس.
- مقالات أسواق الذهب، لقد قام شوقي بتجميع مقالاته التي كتبها في العديد من الصحف في كتاب مقالات باسم أسواق الذهب.
- مسرحياته الشعرية، أما الأشهر على الإطلاق فهي مسرحياته الشعريّة؛ مصرع كيلوبترا، ومجنون ليلى، وقمبيز، وعلي بك الكبير، وأميرة الأندلس، والست هدي، وعنترة، والبخيلة، وشريعة الغاب.
اليوم وبعد أكثر من 85 عام على وفاة أحمد شوقي، تبقى أشعاره شديدة الحياة، تُعلّم في المدارس، ويقرأها محبّو الشعر، ويستشهد ببعض أبياتها رجل الشارع العادي، ويُغنّى بها الجميع في أغنيات مميزة عاشت كما عاشت سيرة مؤلفها.