حكم الاستعانة بصديق على قضاء دين

حكم الاستعانة بصديق على قضاء دين

حكم الاستعانة بصديق على قضاء دين هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، فالكثير من النّاس قد يقع في ضائقةٍ ماليّةٍ تدفعه إلى البحث عن مصدرٍ يستدين منه المال، ويكون الدّين إلى أجلٍ مسمّى ضمن ضوابط وأحكام شرعية فرضها الدّين الإسلامي على المسلمين، وذلك كي لا يضيع حقّ المسلمين فيما بينهم.

حكم الدين في الإسلام

قبل الخوض في بيان حكم الاستعانة بصديق على قضاء دين لا بدّ من التنويه على أنّ الإسلام لم يحرّم الاستدانة والدّين، وقد جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “من أخذ أموالَ النَّاسِ يريدُ أداءَها أدَّى اللهُ عنه ومن أخذ أموالَ النَّاسِ يريدُ إتلافَها أتلفه اللهُ“،[1] فإنّ كانت نيّة المؤمن أن يردّ دينه ولم يستطع ذلك، يسّر الله أمرًا ليقضي دينه فيه، وأمّا ما لا يجوز شرعًا أن تكون النيّة في أحذ الدّين والنيّة بعدم ردّه لصاحبه، فعلى المؤمن المستدان أن يجتهد بصدق نواياه وإخلاصه لردّ دينه، حينها وإن مات وعليه دين فإنّ الخالق سبحانه وتعالى سيقضيها عنه.[2]

حكم الاستعانة بصديق على قضاء دين

إنّ الاستعانة في المفهوم اللغوي هي طلب العون، والاستعانة شرعًا هي طلب العون من الله للحصول على المطلوب والنجاة من المكروه، وقد يقع المرء في ضائقةٍ ماليّةٍ فتدفعه إلى الاستعانة بصديقه لردّ الدين لأصحابه، وإنّ حكم الاستعانة بصديق على قضاء دين يتلخّص بأنّ قضاء دين الصديق والتنفيس عن كربته وتفريج أموره هي من الأمور المحمودة في الشريعة الإسلاميّة، وهذا النوع من الاستعانة يندرج تحت الاستعانة بالحيّ والمقتدر وهو أمرٌ جائزٌ شرعًا، والله ورسوله أعلم.

حكم قضاء الدين بزيادة دون اشتراط ذلك

بعد الخوض في بيان حكم الاستعانة بصديق على قضاء دين على أنّه جائزٌ في الشريعة الإسلاميّة، كان لا بدّ من توضيح بعض الأحكام المتعلقة بالدّين، ومن هذه الأحكام: حكم قضاء الدين بزيادة دون اشتراط ذلك، هل هو أمرٌ جائزٌ أم يندرج ذلك في تصنيف الربا، والقول في ذلك أنّه من ردّ مبلغًا مستدانًا به بزيادةٍ تخرج من طيب قلبه دون تواطؤٍ أو شرطٍ سابقٍ فلا حرج في ذلك، وذلك استنادًا لما روي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الصحيح: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اسْتَسْلَفَ مِن رَجُلٍ بَكْرًا، فَقَدِمَتْ عليه إبِلٌ مِن إبِلِ الصَّدَقَةِ، فأمَرَ أَبَا رَافِعٍ أَنْ يَقْضِيَ الرَّجُلَ بَكْرَهُ، فَرَجَعَ إلَيْهِ أَبُو رَافِعٍ، فَقالَ: لَمْ أَجِدْ فِيهَا إلَّا خِيَارًا رَبَاعِيًا، فَقالَ: أَعْطِهِ إيَّاهُ، إنَّ خِيَارَ النَّاسِ أَحْسَنُهُمْ قَضَاءً.“،[3] فكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يعطي بأحسن مما قد أخذ.[4]

حكم الاستعانة بصديق على قضاء دين مقالٌ فيه تمّ توضيح منظور الشريعة الإسلامية في الدين، قبل أن يتمّ الخوض في تفاصيل الحكم الشرعي للاستعانة بالصديق على قضاء الدين، ومن ثمّ بيان حكم قضاء الدين بزيادة دون اشتراط ذلك.

المراجع

  1. ^ الترغيب والترهيب , المنذري/أبو هريرة/3/45/إستاده صحيح أو حسن أو ما قاربهما
  2. ^ binbaz.org.sa , الدين لا يمنع الدعاء لمن كانت نيته الوفاء , 06/12/2020
  3. ^ صحيح مسلم , مسلم/أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم/1600/صحيح
  4. ^ binbaz.org.sa , حكم قضاء الدين بزيادة دون اشتراط ذلك , 06/12/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *