حكم التوسل بجاه النبي

حكم التوسل بجاه النبي
حكم التوسل بجاه النبي

حكم التوسل بجاه النبي هو أحد الأحكام الشرعية والفقهية التي لا بدَّ من بيانها وتوضيحها، فإنَّ الدعاء هو من أهم وسائل اتصال العبد بربه، وهو من أهم العبادات التي يلجأ فيها المرء إلى الله تعالى سائلًا إياه الإجابة وتحقيق المُبتغى، وقد بيَّنت الشريعة الإسلامة الطريقة الصحيحة للدعاء والتوسل، ووضَّحت ما هو مُباح وما هو محظور فيها، ومن خلال هذا المقال سنقوم بتسليط الضوء على حكم التوسل بالنبي أو التشفع به.

حكم التوسل بجاه النبي

إنَّ حكم التوسل بجاه النبي هو أمرٌ غير جائز، حيث أنَّ الدعاء لله تعالى والتوجه إليه يكون من خلال ذكر أسمائه الحُسنى وصفاته العالية، فيسأل العبد الله تعالى من فضله وكرمه بذاته العالية، فلا يجوز له أن يعتقد بأنَّ ذكر النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في أثناء الدعاء هو وسيلة لإجابة هذا الدعاء، وقد قال تعالى في كتابه الكريم: “وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[1]، وهو نص صريح يوضح جواز الدعاء بأسماء الله الحُسنى دون غيرها، وعلى ذلك فإنَّه لا يجوز لمُسلم التوسل بجاه أو بحق النبي، والله أعلم.[2]

هل يجوز التوسل بالأنبياء والصالحين

إنَّ التوسل بالأنبياء أو الأولياء أو الصالحين هو أمرٌ غير جائز ولا يصح، وقد بيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية أن هذا التحريم يُحمل على وجهان اثنان وهما كالتالي:[3]

  • إذا كان التوسل بالأنبياء والصالحين يأخذ منحى القسم أو اليمين فهو مُحرَّم، وذلك لأنَّه لا يجوز الحلف بغير الله تعالى.
  • إذا كان التوسل بالأنبياء والصحالين بسبب اعتقاد المرء بأنَ ذلك من أحد أسباب الإجابة فإنَّ ذلك لا يجوز أيضًا، لأنَّ فيه سؤال بأمر لا يقتضي حصول الإجابة.

حكم التوسل بالعمل الصالح

إنَّ التوسل بالأعمال الصالحة التي يقوم بها الإنسان هو من أنواع التوسل الجائزة والتي لا حرج على المُسلم من استخدامها، فإنَّ عمل الإنسان الصالح هو الوسيلة الأولى لتحقيق سعادته في الدنيا والآخرة، وهو أهم السُبل التي يتقرَّب بها العبد من ربه، كما ورد عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- توسله بالعمل الصالح، بالإضافة إلى قصة أصحاب الكهف الثلاث الذين أطبق عليهم الكهف وتوسلوا إلى الله تعالى بأعمالهم الصالحة حتى انفتح زالت الصخرة عن باب الكهف وانفتح، والله أعلم.[4]

حكم التشفع بالنبي

إنَّ طلب الشفاعة أو الاستغفار أو الدعاء من النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعد موته هو أمر ذهب الكثير من أهل العمل إلى تحريمه، وقد أكَّد على ذلك ابن تيمية في قوله: “فإن طلب شفاعته ودعائه واستغفاره بعد موته وعند قبره ليس مشروعًا، وليس هناك من النبي شفاعة، ولا ما يظن أنه شفاعة، فلو قال بعد موته (فشفعه في) لكان كلاما لا معنى له“، أمَّا إذا كان القصد من طلب الشفاعة من رسول الله في يوم القيامة فإنَّ ذلك لا حرج فيه، وإنَّ كل إنسان يدعو ويأمل أن ينال شفاعته -صلَّى الله عليه وسلَّم- في يوم الحساب.[5]

حكم التوسل بالقرآن

إنَّ التوسل بالقرآن الكريم أو بآية من آياته الكريمة هو أمر جائز لا حرج فيه، فإنَّ القرآن الكريم هو كلام الله تعالى وأحد صفاته، ولا حرج في طلب الوسيلة من خلال أحد صفات الله تعالى، كما كان الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- يستعيذ بكلام القرآن ولا يجوز الاستعاذة بمخلوق، وقد قال في ذلك الشيخ ابن عثيمين: “الدعاء بالقرآن الكريم، يعني أن يسأل الإنسان ربه بكلامه، والقرآن صفة من صفات الله عز وجل، فإنه كلام الله تكلم به حقيقة لفظا، وأراده معنى، فهو كلامه عز وجل، وإذا كان صفة من صفاته، فالتوسل به جائز”، والله أعلم.[6]

أشكال التوسل بالنبي

إنَّ للتوسل بالنبي أثناء الدعاء أنواع وأشكال يُمكن أن تختلف من حيث حُكمها، وهي كالتالي:[7]

  • التوسل بالإيمان برسول الله، ودعاء المرء إلى الله تعالى مُتوسلًا باتّباعه النبي، وهو أمر جائز لا حرج فيه، ومثال ذلك أن يقول العبد: “اللهم إني آمنت بك وبرسولك فحقق سؤالي..”.
  • التوسل بدعاء النبي، وهو أمر جائز في حياة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، أمَّا بعد موته فهو لا يجوز.
  • التوسل بمنزلة النبي ومكانته وحقه، وهو توسّل غر جائز وغير مشروع لا في حياة الرسول ولا بعد مماته.

شاهد أيضًا: من التوسل المشروع

بعد بيان أشكال التوسل بالنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن أنَّ حكم التوسل بجاه النبي هو غير مشروع ولا يجوز، كما وضَّح حكم التوسل بالأنبياء والصالحين، وحكم التوسل بالقرآن، بالإضافة لذكر حكم التَّشفع برسول الله.