حكم المرأة التي تؤذي زوجها بلسانها

حكم المرأة التي تؤذي زوجها بلسانها

حكم المرأة التي تؤذي زوجها بلسانها هو أحد الأحكام الفقهية التي بيَّنتها الشريعة الإسلامية، فإنَّ العلاقة الزوجية هي من أسمى العلاقات الإنسانية والتي تُعد أساسًا لتشكيل الأسرة والمجتمع، وقد بيَّنت الشريعة الإسلامية الأحكام والأسس التي يجب أن تقوم عليها هذه العلاقة، ومن خلال هذا المقال سنقوم بذكر حكم الزوجة التي تتطاول على زوجها من خلال الكلام وتُؤذيه بلسانها، كما سنذكر ما هو عقاب الزوجة العنيدة.

حكم المرأة التي تؤذي زوجها بلسانها

إنَّ حكم المرأة التي تؤذي زوجها بلسانها عاصية مخالفة لأمر الله تعالى بحسن معاشرة الزوج وطاعته بالمعروف، فقد أمر الله تعالى كل من الزوجين بمعاشرة الآخر بالمعروف، وحُسن التعامل معه، وأمر كل طرف بالقيام بواجباته تجاه الآخر، وإنَّ واجب الزوجة تجاه زوجها أن تقوم بطاعته، وعدم مخالفته أو القيام بما لا يرضى من الأمور، وعدم العمل على إغضابه وإيذائه بالكلام والأفعال، وإنَّ كل امرأة أغضبت زوجها وقامت بأذيته بالقول والللسان أو الفعل فهي ناشزة لا تردي حقوق زوجها الأساسية، والله أعلم.[1]

الزوجة التي تجادل زوجها

إنَّ الجدال بشكل عام هو أمر نهى عنه الإسلام،و بيَّن أثره السلبي في النفوس فهو يُزيل الود بين الناس ويترك الحقد والضغينة بينهم، وإنَّ كثرة جدال الزوجة لزوجها هو أمرٌ يولد الكراهية والمشاكل في العلاقة الزوجية، وإنَّ من واجب الزوجة التعرّف على أضرار الجدال الذي يسعى دائمًا إلى الانتصار إلى النفس والإثبات بأنَّها على صواب، كما إنَّه ينبغي عليها الابتعاد عن الجدال مع الزوج أو غيره، وكذلك من واجب الزوج نصح الزوجة المُجادِلة وإرشادها إلى الطريق السليم، ومن الجدير بالذكر أنَّ الجدال هو أمر مُختلف بشكل كلي عن الحوار، فإنَّ محاورة الزوجة لزوجها والخوض في أحاديث عامة لا يكون الهدف منها أن تظهر على حق وصواب هو امرٌ جائز لا حرج فيه، أمَّا الجدال المذموم هو الذي يجب أن يتعد عنه كل من الزوج والزوجة، والله أعلم.[2]

تطاول الزوجة على زوجها بالكلام

إنَّ الاحترام والمودة هو حق مفروض على كل من الزوجين، وإنَّ طاعة المرأة لزوجها فيما يُرضي الله تعالى هو أمرٌ مقدَّم على طاعة الأم والأب، وإنَّ تطاول الزوجة على زوجها بالكلام أو الشتم أو السب هو أمرٌ غير جائز يجعل المرأة عاصية لله تعالى مخالفة لأمره في الطاعة وحُسن المعشر، كما إنَّها بإغضاب زوجها بشكل دائم وتطاولها عليه تمنع عن نفسها أحد أسباب دخول الجنة، والتي وردت في قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها، و صامَت شهرَها، و حصَّنَتْ فرجَها، وأطاعَت زوجَها، قيلَ لها: ادخُلي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ”[3]، والله أعلم.

شاهد أيضًا: احاديث عن احترام الزوج لزوجته

حديث عن المرأة التي تغضب زوجها

وضَّح لنا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مدى سوء المرأة التي تغضب زوجها من خلال عدد من الأحاديث الشريفة ومنها ما ورد في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: “لاَ تؤذي امرأةٌ زوجَها في الدُّنيا، إلاَّ قالت زوجتُهُ منَ الحورِ العينِ لاَ تؤذيهِ قاتلَكِ اللَّهُ فإنَّما هوَ عندَكِ دخيلٌ يوشِكُ أن يفارقَكِ إلينا”[4]، وكلمة قاتلك الله في الحديث الشريف تعني عاداك الله، والأغلب في تفسيرها أن كلمة تجري على اللسان وليس المقصود منها المعنى الحرفي لها، إلا أنَّ في ذلك ترهيب للمرأة من إيذاء زوجها وإغضابه، والله أعلم.[5]

عقاب الزوجة العنيدة في الإسلام

إنَّ طاعة الزوجة للزوج هو أمرٌ واجب عليها فلا يحق لها أن تخالفه أو تخرج من المنزل بدون علمه أو إذنه، أو تخرج إلى أماكن لا يرضى بها، وكذلك لا يحق لها إدخال من يكره زوجها إلى منزلها، وإنَّ عنادها هذا هو نشوز عن طاعة الزوج، وإنَّ على الزوج في هذه الحالة تصحها وإرشادها بشكل دائم وتأدبيها وبيان عقوبة إغضاب الزوج في الإسلام، فإن يأس من صلاحها فإنَّ الطلاق هو آخر الحلول، وعسى أن يكون خلق العناد هذا عند الزوجة يُقابه عدد من الأخلاق الحسنة، وقد قال النووي في ذلك: “أَيْ يَنْبَغِي أَنْ لَا يُبْغِضَهَا؛ لِأَنَّهُ إِنْ وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا يُكْرَهُ، وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا مَرْضِيًّا بِأَنْ تَكُونَ شَرِسَةَ الْخُلُقِ، لَكِنَّهَا دَيِّنَةٌ أَوْ جَمِيلَةٌ أَوْ عَفِيفَةٌ، أَوْ رَفِيقَةٌ بِهِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ“، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: ما حكم الزوجة التي تكره أهل زوجها

بعد بيان عقوبة الزوجة العنيدة في الشريعة الإسلامية نكون وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن حكم المرأة التي تؤذي زوجها بلسانها، والذي أكَّد على عدم جواز إيذاء المرأة لزوجها وبيَّن دليل ذلك في الحديث الشريف، كما ذكر حكم كثرة مجادلة الزوجة لزوجها، وحكم تطاولها عليه بالكلام.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , زوجته تعصيه وتغضبه وترفع صوتها عليه , 28/01/2022
  2. ^ islamweb.net , الزوجة كثيرة المجادلة والمعتزة برأيها وكيفية التعامل معها , 28/01/2022
  3. ^ صحيح الجامع , أبو هريرة، الألباني،660 ، صحيح.
  4. ^ صحيح الترمذي , معاذ بن جبل، الألباني، 1174، صحيح.
  5. ^ dorar.net , شروح الأحاديث , 28/01/2022
  6. ^ islamweb.net , كيفية التعامل مع الزوجة العنيدة , 28/01/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *