حكم تخطي رقاب الناس يوم الجمعة

حكم تخطي رقاب الناس يوم الجمعة

حكم تخطي رقاب الناس يوم الجمعة ، هو أحد الأحكام الشرعيّة التي قد يسأل عنها الكثير من المسلمين، فيوم الجمعة هو افضل أيام الأسبوع وله فضل عظيم، ولصلاة الجمعة مكانة عاليّة أيضًا، والحديث عن الاحكام الشرعيّة المتعلقة بصلاة الجمعة أو بيوم الجمعة من الأمور المهمّة جدًا حتّى يتعرف المسلمون أمور دينهم، وهذا ما سيتحدث عنه المقال.

يوم الجمعة

قبل معرفة حكم تخطي رقاب الناس يوم الجمعة من الجيد أن نتحدّث عن يوم الجمعة، فهو من أعظم الأيام قدرًا عند الله، وهو من أكثر الأيام فضلًا، وقد اصطفاه الله جلّ وعلا على غيره من الأيام، واختصّ به الأمّة الإسلاميّة، وقد جاء في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن يوم الجمعة: “خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ”[1].

ولذلك يجب على مسلم أن يُقدّر هذا اليوم وأن يهتمّ به اهتمامًا يليق به بمكانته عند الله سبحانه، وأن يختصّ ها اليوم بالعبادة والدعاء اقتداءً برسول الله الذي كان من هديه تعظيم يوم الجمعة وتخصيصه بعبادات تميّزه عن غيره من الايام، ومما يسنّ في يوم الجمعة هو الإكثار من الصلاة على رسول الله، ويسنّ الاغتسال واللبس الحسن وقراءة سورة الكهف والإبكار في الذهاب للمسجد، والإكثار من الدعاء.[2]

حكم تخطي رقاب الناس يوم الجمعة

في الحديث عن حكم تخطي رقاب الناس يوم الجمعة فقد جاء في حديث عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ -رضي الله عنه- أنّه قال: “جاءَ رجلٌ يتخطَّى رقابَ النَّاسِ يومَ الجمعةِ والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يخطبُ فقالَ لَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: اجلس فقد آذيتَ”،[3] فالحكم في هذا الحديث هو النهي عن تخطي الرقاب في يوم الجمعة، وقد اختلف العلماء في هذا الحكم على قولين:[4]

  • الأول هو الكراهة وقيل هي كراهة تنزيه، وهذا الحكم مشهور عند أهل المذهب الشافعي والحنبلي، أمّا الإمام مالك فقد قيد هذه الكراهة بوجود الإمام على المنبر، فإن تخطّى المُصلي الناس في ذلك الوقت فهو صاحب الحكم كما جاء في الحديث، أمّا من فعل ذلك قبل صعود الإمام للمنبر فلا بأس به وليترفّق في عمله ذاك.
  • القول الثاني جاء على حكم التحريم المطلق سواءً كان تخطي الرقاب في يوم الجمعة أو غيره، وذلك بدليل حديث رسول الله أيضًا، والأمر الراجح هو النهي عن تخطي رقاب الناس في يوم الجمعة أو في غيره على أيّ حال من الأحوال.

حكم التحدث أثناء خطبة الجمعة

أمّا في حكم الكلام أو الحديث أثناء خطبة الجمعة، فلا يجوز والواجب هو الإنصات للخطيب، ولكن من الجائز فقط الحديث مع الخطيب في حال أراد المُصليّ أن يسال شيئًا أو أن ينكر أمرًا على الخطيب، أمّا حديث الناس فيما بينهم فلا يجوز، حتّى ولو عطس أحد وقال الحمد فلا يجوز أن يُقال له: يرحمك الله في أثناء سماع الخطبة، كما هو الحال في الصلاة حيث لا كلام، والله تعالى أعلم.[5]

وهكذا نكون قد تحدثنا عن يوم الجمعة وعن فضله العظيم وما يسنّ للمسلم من الأعمال فيه، وتحدثنا عن تخطي رقاب المصلين يوم الجمعة، وبين آراء العلماء والمذاهب في هذا الأمر، كما بينا حكم التحدّث اثناء إلقاء الخطيب لخطبة الجمعة.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم , أبو هريرة،مسلم،854،حديث صحيح
  2. ^ alukah.net , تعظيمُ قَدرِ يومِ الجُمُعةِ , 30-10-2020
  3. ^ صحيح أبي داود , عبدالله بن بسر،الألباني، حديث صحيح
  4. ^ islamqa.info , تحريم تخطي رقاب الجالسين يوم الجمعة , 30-10-2020
  5. ^ binbaz.org.sa , حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة , 30-10-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *