حكم من ينسب المطر إلى الكواكب والنجوم على أنها هي التي تمطر

حكم من ينسب المطر إلى الكواكب والنجوم على أنها هي التي تمطر

حكم من ينسب المطر إلى الكواكب والنجوم على أنها هي التي تمطر ؟ هو أحد الأحكام التي لا بدّ من معرفتها فهي من الأمور التي قد تأخذ الإنسان للشرك بالله تعالى شركًا أكبر، فمن ضروريّات الإيمان بالله تنزيهه سبحانه وتعالى عن الكفؤ والمثيل والنّد والشريك، ويعدّ الشِّرك من المُصطلحات كثيرة الترداد في الشريعة الإسلامية، بل حتى في الشرائع الأخرى التي جاء بها الأنبياء الكرام.

حكم من ينسب المطر إلى الكواكب والنجوم على أنها هي التي تمطر

في الحديث عن حكم من ينسب المطر إلى الكواكب والنجوم على أنها هي التي تمطر فهو شرك أكبر، وهو ما يُسمى الاستسقاء بالنواء وهو نسبةُ السُّقيا ومجيء المطر إلى الأنواء، والأنواء جمع نوءٍ؛ وهي: منازل القمر، ومن الأدلة حديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الذي يقول فيه:

أصْبَحَ مِن عِبادِي مُؤْمِنٌ بي وكافِرٌ، فأمَّا مَن قالَمُطِرْنا بفَضْلِ اللهِ ورَحْمَتِهِ فَذلكَ مُؤْمِنٌ بي كافِرٌ بالكَوْكَبِ، وأَمَّا مَن قالَمُطِرْنا بنَوْءِ كَذا وكَذا فَذلكَ كافِرٌ بي مُؤْمِنٌ بالكَوكب”[1]، وهذا الحديث يشمل على الصحيح النوعين السابقين، فهذا القول كفر، لكن إن نسب الغيث إلى النجم من دون الله فهو كفر وشرك أكبر، والله تعالى أعلم.[2]

شاهد أيضًا: من مات وهو مشرك الشرك الاكبر فهو

الشرك الأكبر

بعد معرفة حكم من ينسب المطر إلى الكواكب والنجوم على أنها هي التي تمطر، وأنّه شرك أكبر فسنتعرّف عبى الشرك الأكبر وما هو هذا لنوع من الشرك، ويُقسم هذا النوع من الشرك إلى عدّة أنواع بحسب طبيعة الشرك المُندَرج تحته، وبيان ذلك فيما يأتي:[3]

  • الشرك في الألوهيّة: وهو أن يصرف المرء عبادته أو شيئاً منها لغير الله سبحانه وتعالى، فيجعل في تلك العبادة تقرُّباً من ذلك الشريك، ومثال ذلك عبادة الأصنام والأوثان والالتجاء بالقبور والتوَّسُّل بأصحابها، فيجب على من آمن بالله أن يُعزّز إيمانه، ويُثبّته بأن يصرف جميع عبادته ويجعلها مُتوجِّهةً لما يُرضي الله ويُقرّبه منه، ومن ذلك تقرُّبه إليه بالصلاة وإفرادها له، والصّيام وإخلاصه له، والحجّ والزّكاة وغير ذلك من العبادات، وأن يعتقد أنّ الله لم يدع بينه وبين عباده حاجزاً يمنعهم من الالتجاء إليه مباشرةً، فلا يتوسّل إلى صاحب قبرٍ لأن يوصله إلى الله مهما بلغ صاحب ذلك القبر من العلم والتقوى والوَرَع.
  • شركٌ في الربوبيّة: هو أن يعتقد المرء بأن هناك شريكاً لله -سبحانه وتعالى-، مُتصرِّفاً في الكون بالخلق والإنشاء والإيجاد والتدبير، وقد ادّعى فرعون ذلك لنفسه، وجاء بيان ذلك في قوله تعالى على لسانه: “فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ”[4]، فكان إغراقه دليلاً على كذب ادّعاءه، فكيف لربٍ أن يعجز عن إنقاذ نفسه من الغرق؟ فلم يستطع إدراك ما ينتظره ليتفاداه ويُبعد الشرَّ عن نفسه، ومن باب أولى أن يعجز عن إنقاذ غيره وإبعاد الخطر عنهم، ومن كان هذا حاله فإنّه يستحيل أن يكون ربّاً مُتصرّفاً في الأمور.
  • الشرك في الأسماء والصفات: وهو أن يعتقد المرء أن هناك من البشر أو الخلق مُتَّصفٌ بصفات الله عزّ وجلّ أو واحدةٍ منها، وأنّ اتّصاف ذلك الشخص أو الشيء بتلك الصفة هو كاتِّصاف الله بها، وهو كمن يعتقد أن أحد الخلق يعلم الغيب مثل علم الله عز وجلَّ، أو أنَّ هنالك من الخلق من له من القدرة بحيث لا يستعصي عليه فعل شيء، ولا يقف شيءٌ في وجهه.

شاهد أيضًا: ما الفرق بين الكفر الاكبر والشرك الاكبر والنفاق الاكبر

وهكذا نكون قد عرفنا حكم من ينسب المطر إلى الكواكب والنجوم على أنها هي التي تمطر، وأنّه من الشرك الأكبر وهو نوع من الشرك ينقسم لثلاثة أنواع وهي الشرك بالألوهية، والشرك بالربوبيّة، والشرك في الأسماء والصفات.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم , زيد بن خالد الجهني،مسلم،71،حديث صحيح
  2. ^ binbaz.org.sa , هل النجوم سبب للمطر؟ , 25-03-2021
  3. ^ islamweb.net , الشرك ... تعريفه وأنواعه , 25-03-2021
  4. ^ سورة النازعات , الآية 24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *