دامت حرب داحس والغبراء نحو

دامت حرب داحس والغبراء نحو

دامت حرب داحس والغبراء نحو ؟ حيث تعرف هذه الحرب بأنها أحد الحروب التي خاضها العرب في الجاهلية، وتعتبر من أطول الحروب التي عاشها العرب في تلك الفترة، هي وحرب الفجار وحرب بعاث وحرب البسوس، وسنتعرف وإياكم عبر موقع محتويات على تاريخ هذه الحرب الطويلة، وعلى سبب نشوبها وتسميتها بهذا الاسم.

داحس والغبراء

يعرف داحس بأنه فرس يتبع لقيس بن زهير بن جذيمة العبسي، أما الغبراء فهو فرس لحذيفة بن بدر الفزاري، وقيل إن رجلًا من بني عبس يعرف بقرواش بن هني قد تجادل مع حمل ابن أخ حذيفة في داحس والغبراء، حيث قال حمل بأن الغبراء أجود، على عكس قرواش الذي قال إن داحس أجود، ليتراهنا على الفرسين عشرًا في عشر وتنشب حرب جاهلية بين بني ذبيان وبني عبس. والجدير بالذكر أن هذه الحرب إن دلت على شيء فهي تدل على وحدة الجماعة الجاهلية ووقوفها لنصرة نفسها سواء كانت مظلومةً أو ظالمة، وذلك بهدف إظهار قوة القبيلة ومنعتها.

شاهد أيضًا: أي من شعراء الجاهلية اسمه ثابت بن جابر

تسمية داحس والغبراء

سميت حرب داحس والغبراء بهذا الاسم نسبة إلى فرسين في العصر الجاهلي حملا نفس الاسم، وهم داحس الفرس القوي، والغبراء الفرس السريع، حيث تراهن عليهما قيس بن زهير الذي يرجع إلى قبيلة عبس الغطفانية، وحذيفة بن بدر الذي يرجع إلى قبيلة ذبيان، وراهن قيس على داحس، بينما راهن حمل بن بدر على الغبراء.

دامت حرب داحس والغبراء نحو

دامت حرب داحس والغبراء نحو أربعين سنة، وانتهت بعد أن ضاقت الأرض بقبيلة عبس وهي ترتحل من مكان إلى مكان، وعادت إلى أرضها بعد أن تعبت من الحرب، حيث ذهبوا إلى الحارث بن عوف بن أبي حارثة خلال الليل الذي كان يقيم عند حصن حذيفة بن بدر وأخبروه حاجتهم، ثم عاد إلى حصن بن حذيفة ليخبره فرفض وأباح الصلح لقومه. توجه قيس بن زهير والربيع بن زياد بعد ذلك إلى يزيد بن سنان بن أبي حارثة ليساعدهما في الصلح، قبل الأخير بذلك وتوجه إلى أبيه يخبره أن قبيلة عبس تريد الصلح وجمع شمل غطفان. وافق سنان على ذلك وطلب من حصن بن حذيفة الذي كان حكيمًا، ووافق الجميع على الصلح بعد هذه السنين الطويلة، والجدير بالذكر أن هرم بن سنان المريان والحارث بن عوف هما من أصرا على الصلح، كما دفعا ديّات القوم من مالهما الخاص بعد إحصاء عدد القتلى من القبيلتين، ومدحهما زهير بن أبي سلمى في معلقته الشهيرة.[1]

شاهد أيضًا: كان عامة شرك المشركين في الجاهلية هو

سبب حرب داحس والغبراء

يقال أن سبب حرب داحس والغبراء هو أن خيلًا غلب خيلًا آخر في سباق الجري، وذلك عندما بدأ الرهان والسباق بين الفرسين داحس والغبراء. أجرى هذا السباق سيدا قبيلتي عبس وذبيان قيس بن زهير وحذيفة بن بندر، حيث كان من المتوقع فوز حليف داحس قبل أن يضع رجل من قبيلة ذبيان كمينًا لداحس وينفره، الأمر الذي جعله يعدل عن طريق الفوز، تاركًا النصر للغبراء. رفض قيس الاعتراف بهذا السباق وطلب الرهان المضروب، لينشب صدام بين القبيلتين بدأت على إثره هذه الحرب الطويلة.

القبائل المشاركة في حرب داحس والغبراء

لم تقتصر هذه الحرب على قبيلتي عبس وذبيان، بل توسع نطاقها ليشمل العديد من قبائل شبه الجزيرة العربية، وأشهر هذه القبائل: قبيلة شيبة، وقبيلة أسد، وقبيلة صبة، وقبيلة غطفان، وقبيلة فزارة. فعندما اشتدت الحرب بين قبيلتي عبس وذبيان، استعانت ذبيان بقبيلتي أسد وأشجع، كما قاتلت قبيلة عبس قبائل أخرى، كقبيلة كندة، وقبيلة شيبان بن بكر، وقبائل منطقة هجر، بالإضافة إلى أحد أحياء قبيلة كلب بمنطقة عراعر، قبل أن يتحالفوا من بني ضبة ويقاتلوا بني تميم ويهزموهم. ضاقت بهم بنو ضبة وضيقت عليهم، فقاتلتها عبس وهزمتها، ثم تحالفت مع بني كلاب، ثم أقامت عند بني عامر بن صعصة لتأتيهم ذبيان ويقتتلوا عندهم. نزلوا بعد ذلك عند قبيلة تيم، فبغت تيم عليهم واقتتلوا قتالًا شديدًا.

شاهد أيضًا: هل عنترة بن شداد من شعراء الجاهلية

نهاية حرب داحس والغبراء

انتهت حرب داحس والغبراء عن طريق تدخل سيدين من قبيلة ذبيان، هما الحارث بن عوف المرّى، وهرم بن سنان، حيث كفلا ديات القتلى لتنتهي الحرب بذلك. والجدير بالذكر أن أواصر عرب الجاهلية كانت مقطعة قبل الإسلام بسبب العصبية المذمومة التي اتصفوا بها، والتي سببت حروبًا طاحنة بين القبائل الجاهلية، فقد كانت الحروب تندلع بينهم لأبسط وأتفه الأسباب.

في ختام هذا المقال نكون قد تعرفنا على أطول الحروب الجاهلية، فقد دامت حرب داحس والغبراء نحو أربعين عامًا قبل أن يتم الصلح وتتوقف هذه الحرب.

المراجع

  1. ^ marefa.org , داحس والغبراء , 08/02/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *