سبب نزول قوله تعالى ان الذين ينادونك من وراء الحجرات

سبب نزول قوله تعالى ان الذين ينادونك من وراء الحجرات يندرج تحت علم أسباب النزول، وعلم أسباب النزول هو أحد علوم القرآن الكريم، وهو من أهم العلوم التي تدخل في تفسير الآية القرآنية الكريمة؛ حيث يساعد على فهم الآية واستيعاب أحكامها، وذلك لأنَّه يبحث في السبب أو الغاية التي نزلت الآية من أجلها، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن سبب نزول قوله تعالى ان الذين ينادونك من وراء الحجرات من سورة الحجرات.[1]

سورة الحجرات

سورة الحجرات هي سورة من السور المدنية، أي من السور التي أنزلها الله -سبحانه وتعالى- على الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعد الهجرة النبوية، حيث نزلت في السنة التاسعة للهجرة، يبلغ عدد آيات هذه السورة ثماني عشرة آية، وهي من سور المثاني، وقد نزلتْ بعد سورة المجادلة، وتقع سورة الحجرات في الجزء السادس والعشرين من أجزاء المصحف وفي الحزب الثاني والخمسين، فهي السورة التاسعة والأربعون في ترتيب سور المصحف الشريف، وقد استهلَّها الله -سبحانه وتعالى- بأسلوب نداء، قال تعالى في مطلعها: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”[2] والله تعالى أعلم.[3]

سبب نزول قوله تعالى ان الذين ينادونك من وراء الحجرات

جاء في سبب نزول قوله تعالى في سورة الحجرات: “إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ”[4] أنَّ وفدًا من قبيلة تميم أقبل على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فنادى من في الوفد رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- وهو في حجرته في وقت القيلولة، فآذى نداؤهم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فأنزل الله -سبحانه وتعالى- قوله: “إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ”، وذلك لأنَّ مجيئهم كان في وقت القيلولة ووقت القيلولة عند الظهر هو وقت يستريح فيه الإنسان في بيته، فكان من الأفضل أن ينتظروا رسول الله حتَّى يخرج من حجرته لصلاة العصر ويكلموه، والله تعالى أعلم.[5]

فائدة من قوله تعالى ان الذين ينادونك من وراء الحجرات

يمكن استخلاص فائدة من قوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ” وهي أنَّه من الواجب على المسلمين أن يكونوا مؤدَّبين في تعاملهم وحوارهم مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فلا يجوز رفع الصوت في حضرة النبي ولا يجوز أن يناديه أحد من وراء حجرته كما فعل وفد قبيلة تميم الذي نزلت الآية الكريمة في حقه، كما يجب أن يتأدَّب المسلمون مع الرسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- في الحوار والحديث مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ومن لا يتأدب في حضرة الرسول الكريم يكون عدم تأدبه دليلًا على نقصان في عقله كما تشير الآية الكريمة، والله تعالى أعلم.[6]

بهذه التفاصيل نكون قد تناولنا الحديث عن سورة الحجرات وعن سبب نزول قوله تعالى ان الذين ينادونك من وراء الحجرات ونكون قد بيَّنا الفائدة المستفادة من هذه الآية الكريمة أيضًا.