قال انما اشكو بثي وحزني الى الله

قال انما اشكو بثي وحزني الى الله

قال انما اشكو بثي وحزني الى الله هي أحد الآيات القرآنية الكريمة التي فيها الكثير من المواساة والتخفيف عن كُل مُسلم ضاقت به سُبل الحياة أو اشتدت به المصائب والصعاب، فإنَّ مُحاكاة الآيات القرآنية العظيمة لواقع الإنسان يُؤدي إلى انشراح صدر الإنسان وتخفيف العبء عنه، ومن خلال هذا المقال سنذكر تفسير أحد آيات سورة يوسف الكريمة، كما سنُعرِّف بموضوعها وهو الشكوى إلى الله سبحانه وتعالى.

قال انما اشكو بثي وحزني الى الله

قال انما اشكو بثي وحزني الى الله هو القول الذي قاله النبي يعقوب -عليه السلام- لأبنائه، وذلك بعد أن ذهبوا إلى مصر ليجلبوا شيء من المؤونة والطعام، فأخذوا معهم أخوهم بنيامين ولم يُرجعوه معهم، فلما أخبروا والدهم يعقوب بأنَّ ابنه الثاني لم يرجع معهم أيضًا، قال لهم إني أشكو بثي وحزني إلى الله، وقد ورد هذا الدعاء في قوله تعالى في سورة يوسف: “قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ* يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ”[1]، حيث أنَّ النبي يعقوب دعا الله تعالى في مُصيبته وشكا له حزنه وهمّه، وأمر أولاده بعدم القنوط من رحمة الله تعالى والعودة للبحث عن يوسف وأخيه، والله أعلم.[2]

تفسير إنما أشكو بثي وحزني إلى الله

ورد في سورة يوسف قوله تعالى: “”قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ”، حيث أنَّ النبي يعقوب توجه إلى الله تعالى بالدعاء وشكى له همَّه وكُربته وحزنه بسبب ضياع يوسف وبنيامين، وقد عُرف النبي يعقوب أنَّه كان شديد حُسن الظن بالله تعالى، فلم تأتيه مُصيبة أو بلاء إلَّا وكان مُحسن الطن بالله تعالى، أمَّا قوله أعلم من الله ما لا تعلمون فالمقصود به أنَّه يعلم أنَّ رؤيا النبي يوسف -عليه السلام- التي رواها لوالده هي رُؤيا صادقة وصحيحة، والله أعلم.[3]

الشكوى إلى الله

إنَّ الشكوى إلى الله تعالى واللجوء إليه والتضرع والدعاء له وسُؤاله أن يكشف سوء الحال أو الحزن أو الغم هو أمرٌ مشروع في الإسلام، حيث أنَّه أمرٌ وارد في العديد من الآيات القرآنية ومنها قوله تعالى: “قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ[4]، وكذلك هو أمرٌ وارد عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، حيث ورد عنه أنَّه كان يشكو ضعفه وقلّة حيلته إلى الله تعالى، وعلى ذلك فإنّ الشكوى لله تعالى هو أمر جائز ولا حرج فيه على أن تكون هذه الشكوى ليس فيها تذمّر أو ضجر من قضاء الله تعالى وحُكمه، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: من هو الشاهد في قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي سلَّط الضوء على أحد آيات سورة يوسف، كما ذكر أنَّ قوله تعالى قال انما اشكو بثي وحزني الى الله هو القول الذي قاله النبي يعقوب -عليه السلام- لأبنائه، كما ذكر تفسير هذه الآية الكريمة، بالإضافة إلى التعريف بمفهوم الشكوى إلى الله عزَّ وجل.

المراجع

  1. ^ سورة يوسف , الآيات 86، 87.
  2. ^ quran.ksu.edu.sa , قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ , 22/11/2021
  3. ^ islamweb.net , القول في تأويل قوله تعالى " قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله " , 22/11/2021
  4. ^ سورة المجادلة , الآية 1.
  5. ^ islamweb.net , الشكوى إلى الله.. محل الجواز والمنع , 22/11/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *