قصة قصيرة جدا

قصة قصيرة جدا

يعشق الكثير من الناس قراءة قصة قصيرة جدا لأنها تتميز بوجود العبرات والعظات والحكم التي يستفيد منها القارئ علاوة على أنه تحتوي على أحداث قصيرة وسريعة لا تحتاج لوقت طويل لقراءتها كما هو الحال في الروايات الطويلة، فهي شكل مميز من أشكال الأعمال الأدبية النثرية التي تصور جانب واحد من جوانب حياة بطل القصة أو تستعرض موقف من حياته بشكل سريع لتوصيل معلومة أو موعظة، ويتم عرض الأحداث بشكل سريع ومُركز دون تفاصيل مطولة تُربك القارئ وتضيع وقته.

القصة القصيرة

القصة القصيرة هي فن أدبي نثري من خلاله يقوم الكاتب بسرد مجموعة من الأحداث التي تتم بين شخصيات القصة في مكان وزمان معينة ويمكن أن تكون خيالية أو واقعية، وأجمل القصص القصيرة هي التي تتضمن العناصر التالية:

• شخصيات القصة

الشخصيات هي العناصر الأساسية التي تحرك الأحداث ويمكن أن تكو خيالية أو واقعية، وهي نوعين رئيسية تلعب دور أساسي في تحريك أحداث القصة وتؤثر في موضوعها.
والنوع الثاني من الشخصيات هي شخصيات ثانوية تؤثر في الأحداث بشكل غير مباشر وتؤثر فيها الشخصيات الأساسية.

• أحداث القصة

هي السبب الأساسي للقصة والتي تدور حولها تصرفات جميع الشخصيات.

• زمان القصة

هو الوقت الذي تدور فيه الأحداث ويحدده الكاتب.

• مكان القصة

موقع حدوث أحداث القصة سواء بيت أو مدينة أو دولة.

• الحبكة الدرامية

هي العقدة أو ذروة الأحداث وصراع الشخصيات وتتضمن تشويق للقارئ التي تتأزم ليبحث لها الكاتب عن حل.

• حل العقدة

يصل الكاتب لنهاية القصة التي تتضمن حل للعقدة ونهاية لذروة الأحداث، وأحياناً يتعمد الكاتب ترك النهاية مفتوحة لخيال القارئ.

قصة قصيرة جدا

إليكم قصة قصيرة جدا:
في يوم من الأيام ذهب رجل إلى الطبيب يشكو ألماً في بطنه، فسأله الطبيب: ” ماذا أكلت اليوم ؟” فقال الرجل: ” تناولت

طعاماً فاسداً “، فقام الطبيب بوضع الكحل في عيون الرجل، وهنا قال الرجل للطبيب أنه يشكو من معدته وليس من عيونه،

فقال له الطبيب: ” أنا أعالج عيونه حتى ترى الطعام جيداً ولا تأكل طعاماً فاسداً مرة أخرى.”

الحمامتان والسلحفاة

الحمامتان والسلحفاة هي قصة قصيرة جدا أحداثها كالتالي:

كان يا ما كان، كان هناك حمامتان قررتا الابتعاد عن بيتهما نتيجة قلة الماء والغذاء، وكانت لهما صديقة سلحفاة توسلت إليهما

أن تذهب معهما، لكنهما اعتذرتا لعدم قدرتها على الحركة السريعة، ولكن أما توسلاتها وإلحاحها وافقت الحمامتان على

اصطحاب السلحفاة معهما.

تم الاتفاق بين الحمامتين والسلحفاة على أن تمسكا بغصن شجرة وتضعه السلحفاة في فمهما لتطيرا الحمامتان والسلحفاة تتعلق بالغصن، ووعدتهما السلحفاة ألا تفتح فمها طوال الطريق.

وفي الطريق تعجب الناس من مشهد الحمامتين وهما تطيران والسلحفاة معلقة بالغصن، وهنا تحدثت السلحفاة وقالت:

” ماذا بكم وما دخلكم بشأننا نحن الأصدقاء ؟”.

وهنا سقطت السلحفاة على الأرض وتكسرت ضلوعها واشتد الألم عليها لتعتذر للحمامتين وهي تبكي وتقول:

” هذا جزاء كثرة الكلام وعدم الوفاء بالوعد.”

الحسود والبخيل

الحسود والبخيل تعتبر قصة قصيرة جدا جميلة ولها معاني رائعة:

في يوم من الأيام وقف رجلان أحدهما بخيل والثاني حسود أمام الملك الذي قال لهما: ” اطلبا أيّ شيءٍ تريدانه، وسأعطي الثّاني ضعف طلب الأول”.

وكان الرجلان لا يريدان أن يأخذ أي منهما أكثر م الأخر ودب بينهما شجار ليتدخل الملك ويقول لهما: ” إن لم تفعلا ما آمركما به قطعت رأسيكما”. فقال له الرجل الحسود:” يا مولاي اقلع إحدى عينيّ.”

غاندي وفردة الحذاء

تعتبر قصة غاندي وفرد الحذاء قصة قصيرة جدا بها عبرة وحكمة، وهي كالتالي:

يحكى أن غاندي كان يجري مسرعاً ليلحق بالقطار، والذي كان قد بدأ في التحرك بالفعل، وأثناء الجري سقطت منه إحدى

فردتي حذائه، فقام بخلع فردة الحذاء الثانية وألقى بها بالقرب ن الفردة الأولى، فتعجب أصحابه وسألوه عن السبب،

فقال: ” أردت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد الفردتين كي يكون قادراً على استخدامهما، فهو لن يستفيد إن وجد فردةً واحدةً، كما أنّني لن أستفيد منها أيضاً.”

نعل الملك

قصة نعل الملك هي قصة قصيرة جدا تحكي عن الآتي:

يحكى أن هناك ملكاً كان يحكم دولة كبيرة خرج في رحلة طويلة وسار كثيراً لمسافات كبيرة في الأماكن الوعرة حتى تورمت

قدماه، فأصدر قراراً بتغطية جميع الطرق والشوارع في المدينة بالجلد، لكن أشار عليه مستشاره الخاص أن يضع قطعة صغيرة

من الجلد تحت أقدام الملك فقط، ومن هذه الفكرة العبقرية نشلأت فكرة نعل الحذاء.

درهم في الصحراء

قصة قصيرة جدا من أمثلتها قصة درهم في الصحراء، وأحداثها هي:

في يوم كان هناك رجل يسير في الصحراء وشاهد رجل آخر كان يحفر في الرمال، فسأله لماذا يفعل ذلك، فقال الرجل أنه

كان قد دفن بعض المال في الصحراء ويبحث عنه، رد عليه الرجل وقال أنه كان يجب عليه أن يضع علامة لتمييز المكان، فقال

له أنه فعل ذلك وكانت العلامة غيمة في السماء لكنه لا يجدها الآن، فضحك الرجلان.

الأحق والصبي

قصة الأحمق والصبي هي أيضاً قصة قصيرة جدا، وهذه هي أحداثها:

يحكى أنّ رجلاً مغفلا خرج من منزله يحمل ابنه الذي يرتدي قميص أحمر اللون، ومشى به، ثم نسيه، فسار يقول لكل من يراه:

“أرأيت صبيّاً عليه قميصٌ أحمر؟” فقال أحدهم: “لعلّه هذا الصبيُّ الذي تحمله على كتفيك”. فرفع رأسه، ونظر إلى الصبي، وقال له بغضب: “ألم أقل لك ألّا تفارقني؟”

الاعلان والأعمى

قصة الاعلان والأعمى هي قصة قصيرة جدا:

في يوم من الأيام جلس رجل أعمى على رصيف أحد الشوارع، وقام بوضع قبعته أمامه، وبجانبه لوحة مكتوب عليها:

“أنا رجلٌ أعمى، أرجوكم ساعدوني”، فمرّ رجل إعلانات بالشارع الذي يجلس فيه الأعمى، فوجد أنّ قبّعته لا تحتوي سوى

على القليل من المال، فوضع بعض النقود في القبّعة، ثم أخذ اللوحة التي بجانب الأعمى دون أن يستأذنه وكتب عليها عبارةً أخرى، ثمّ أعادها إلى مكانها وغادر.

بدأ الأعمى يلاحظ أنّ القبعة قد امتلأت بالنقود، فعرف أنّ السبب هو ما فعله ذلك الرجل بلوحته، فسأل أحد المارة عمّا كُتب على اللوحة، فكانت الآتي: “إنّنا في فصل الربيع، ولكنّني لا أستطيع رؤية جماله!”.

حكاية النسر

الحكاية التالية هي كذلك قصة قصيرة جدا:

كان هناك أنثى نسرٍ تعيش على قمم أحد الجبال، وتضع عشّها على واحدةٍ من الأشجار ، وفي يومٍ من الأيام باضت أنثى النسر أربع بيضات، بعدها حدث زلزالاً كبيرا هز الجبل بعنف، فسقطت إحدى البيضات من العشّ،

ثمّ تدحرجت إلى الأسفل حتى استقرّت في قنّ للدجاج، فأخذتها إحدى الدجاجات واحتضنتها حتى فقست، وخرج منها نسرٌ صغير.

ربّت الدجاجات فرخ النسر مع صغارها وكبر معهم وتعلم منهم،

وظن طوال الوقت أنه دجاجة، وفي أحد الأيّام كان النسر

الصغير يلعب مع فراخ الدجاج في الساحة، فرأى مجموعةً من النّسور تحلق عالياً،

فتمنّى لو أنه يستطيع الطيران مثلها، لكنّ الدجاجات بدأن بالسخرية منه، وقالت له إحدى الدجاجات:

“أنت دجاجة، ولن تستطيع التّحليق كالنّسور”، حزن النسر الصغير كثيراً،

ولكنه استسلم ونسي حلمه بالتّحليق في السماء، ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياةً طويلةً كحياة الدّجاج.

ثمار الأمانة

ثمار الأمانة هي قصة قصيرة جدا وهذه أحداثها:

يُحكى أن أميراً شاباً كان يريد الزواج من فتاة على قدر من الأخلاق،

فأمر بإصدار مرسوم ملكي يطلب فيه من كل شابة ترغب في أن تكون عروساً له الحضور إلى القصر الملكي البديع يوم غد في تمام الساعة الثامنة صباحاً،

جاء اليوم الموعود واحتشدت الفتيات في ساحة القصر كل في أبهى طلة لها،

ووقف الأمير وحيّاهن ونادى بهن، وأخبرهن بأنه سيعقد مسابقة ستتوج من تفوز فيها ملكة على عرش قلبه،

وبأنه سيعطي كل فتاة منهنّ حوض زراعة فيه بذرة،

وطلب من كل واحدة منهنّ أن تعتني بهذه البذرة بطريقتها على أن تعود إلى هنا بعد شهر من اليوم،

أخذت الفتيات أصص الزرع وغادرن وكلهم عجب من هذه المسابقة الغريبة،

وكانت من هذه الفتيات فتاة جميلة تُدعى ماريا، واظبت ماريا على سقاية بذرتها وعنايتها بجدٍ لكنها لم تلاحظ نموها طوال الشهر أبداً، فقررت أنها لن تذهب إلى القصر يوم غد لأن بذرتها لم تنمو، إلّا أنّ العمة ديانا أقنعتها بضرورة الذهاب، خاصة وأنها بذلت كل ما يمكنها من مجهود للعناية بهذه البذرة.

ذهبت ماريا إلى القصر بحوضها الخالي من النبات، وكلها خجل وهي ترى ما تحمله الفتيات من نباتات مختلفة الأشكال والألوان بأيديهنّ، همّت ماريا بالعودة إلى البيت والدموع تغالبها إلّا أنّ الوزير الذي كان يتجوّل في الساحة طلب منها أن تصعد معه إلى المنصة لتقابل الأمير،

ذُهلت ماريا وصعدت معه مضطربة إلى المنصة، حيّاها الأمير وقال: لقد أمرت الوزير بإعطاء كل فتاة منكن حوض زراعة فيه بذرة فاسدة، لأرى ما ستفعلن بها، فاستبدلتنها ببذرة أخرى للفوز بالمسابقة،

إلّا أنّ ماريا هي الوحيدة التي منعتها أمانتها من فعل ذلك فأبقت الحوض على ما هو عليه، وعليه أعلن الأمير فوز ماريا بالمسابقة وطلبها للزواج منه وسط ذهول الفتيات المخادعات جميعاً.

مصيدة الطموح

قصة قصيرة جدا تحكي عن الآتي:

في يومٍ من الأيام ذهب صيادان لاصطياد الأسماك، اصطاد أحدهما سمكةً كبيرة الحجم، فوضعها في سلته وقرر العودة إلى بيته، فسأله الصياد الآخر:

“إلى أين تذهب؟!” فأجاب: “سأذهب للبيت، فقد اصطدت سمكةً كبيرةً جدّاً”، فردّ الرّجل: ” إنّ من الأفضل اصطياد سمكٍ أكثر”، فسأله صديقه: “ولم عليّ فعل ذلك؟” فردّ الرّجل: لأنّك عندئذٍ تستطيع بيع الأسماك في السوق”، فسأله صديقه:

“ولماذا أبيع الأسماك؟” قال:

“لكي تحصل على نقودٍ أكثر”، فسأله صديقه: “ولماذا أفعل ذلك؟”

فردّ الرّجل: “لأنّك عندها تستطيع ادّخاره وزيادة رصيدك في البنك”، فسأله: “ولم أفعل ذلك؟” فردّ الرّجل: “كي تصير غنياً”، فسأله الصديق :

“وماذا أفعل عندما أصبح غنيّاً؟” فردّ الرّجل:

“تستطيع عندها في أحد الأيّام أن تستمتع بوقتك مع زوجتك وأبنائك”، فقال له الصّديق العاقل: “وهذا ما أفعله الآن بالضبط، ولا أريد تأجيله حتى يضيع مني عمري!”

القناعة كنز لا يفنى

القصة التالية هي قصة قصيرة جدا وهي كالتالي:

جاء في القصص القديمة أنّ ملكاً أراد أن يكافئ أحدَ مُواطنيه، فقال له:

“امتلك من الأرض كلّ المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيراً على قدميك”، ففرح الرجل وشرع يمشي في الأرض مسرعاً ومهرولاً بجنون، وسار مسافةً طويلةً فتعب،

ففكّر في العودة إلى الملك كي يمنحه مساحة الأرض التي قطعها، ولكنّه غيّر رأيه، فقد شعر أنّه يستطيع قطع مسافةٍ أكبر، وعزم على مواصلة السّير، فسار مسافاتٍ طويلة،

وفكّر في العودة إلى الملك مكتفياً بالمسافة التي قطعها، إلّا أنّه تردّد مرّةً أخرى، وقرّر أن يواصل السّير حتى يحصل على المزيد.
ظلّ الرّجل يسير أياماً وليالي، ولم يعد أبداً، إذ يُقال إنّه قد ضلّ طريقه وضاع في الحياة، ويقال أنّه مات من شدة إنهاكه وتعبه،

ولم يمتلك شيئاً، ولم يشعر بالاكتفاء أبداً، فقد أضاع كنزاً ثميناً، وهو القناعة؛ فالقناعة كنزٌ لا يفنى.

تم عرض قصة قصيرة جدا بعدة صور وأشكال لتكون مصدر للتسلية والمتعة وفي نفس الوقت يحصل منها القارئ على العبر

والحكم والمواعظ، ويمكن استخدامها كحكايات للأطفال الصغار يستمتعون بها ويعرفون منها الكثير من الأخلاقيات والنصائح

التي تساعدهم في حياتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *