كيفية صيام عاشوراء وفضل صيامه

كيفية صيام عاشوراء وفضل صيامه
كيفية صيام عاشوراء

كيفية صيام عاشوراء وفضل صيامه، حكم إسلامي وشريعة دينية سنَّها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بأمر من ربِّه -سبحانه- وتعالى، حيث يُعدُّ يوم عاشوراء من أكثر الأيام بركة في السَّنَّة الهجرية، وهو اليوم العاشر من شهر محرِّم، أي اليوم العاشر من كلِّ سنَّة هجرية، وهو اليوم الذي نجَّى الله -سبحانه وتعالى- فيه نبيَّه موسى -عليه السَّلام- من فرعون وجنوده، وهو اليوم الذي توفِّي فيه الحسين بن علي رضي الله عنه- كما يعتقد الشيعة، وفي موقع محتويات سيتمُّ الحديث كيفية صيام عاشوراء وفضل صيامه كما جاء في السُّنَّة المباركة.[1]

سبب صيام يوم عاشوراء

إنَّ لصيام عاشوراء سببًا عظيمًا فوق كلِّ الأسباب الممكنة، وهو أنَّ صيامهُ أمرٌ من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقد جاء عن رسول الله أنه ندب إلى صيام عدَّة أيام من السَّنَّة الهجرية غير شهر رمضان، ومن أبرز هذه الأيام يوم عاشوراء، والذي هو اليوم العاشر من شهر محرَّم، روى معاوية بن أبي سفيان قال: “سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ: هذا يَوْمُ عَاشُورَاءَ ولَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ علَيْكُم صِيَامَهُ، وأَنَا صَائِمٌ، فمَن شَاءَ، فَلْيَصُمْ ومَن شَاءَ، فَلْيُفْطِرْ”[2] وسبب صيامِهِ هو أنَّه اليوم الذي نجَّى الله فيه موسى من فرعون وجنوده، فكان موسى -عليه السَّلام- يصومه، فرأى النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه أحقُّ من بني إسرائيل بموسى، فصامَ يوم عاشوراء وأمر بصيامه، عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: “قَدِمَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عَاشُورَاءَ، فَقالَ: ما هذا؟، قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قالَ: فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ”[3] والله تعالى أعلم.[4]

اقرأ أيضًا: فضل صيام يوم عاشوراء .. كيفية صيام عاشوراء

كيفية صيام عاشوراء

في الحديث عن كيفية صيام يوم عاشوراء يمكن القول إنَّه من المُستحبَّ في الشرع الإسلامي أن يصوم المسلم يوم التاسع من شهر محرم والعاشر من الشهر نفسه، أي أن يصوم تاسوعاء وعاشوراء معًا، فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: “حِينَ صَامَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَومَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بصِيَامِهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَإِذَا كانَ العَامُ المُقْبِلُ -إنْ شَاءَ اللَّهُ- صُمْنَا اليومَ التَّاسِعَ قالَ: فَلَمْ يَأْتِ العَامُ المُقْبِلُ، حتَّى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ”[5] وجاء في فقه الإمام الشافعي أنَّه يُستحب صيام اليوم التاسع من محرَّم؛ لأنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسّلام- نوى صيامه، لهذا يكون صيام عاشوراء على مراتب، أدناها أن يصوم المسلم اليوم العاشر فقط، وإذا صام اليوم التاسع معه ارتفعت مرتبة صيامه، وأن يصوم أكثر من شهر محرَّم فهو أحسن وأثوب، والله تعالى أعلم.[6]

اقرأ أيضًا: تهنئة بمناسبة يوم عاشوراء

تاريخ يوم عاشوراء بالهجري

إنَّ تاريخ يوم عاشوراء وفقًا للتاريخ الهجري هو اليوم العاشر من شهر محرَّم من كلِّ عام، وهو يوم مبارك سُمِّي عاشوراء نسبة إلى أنَّه اليوم العاشر من الشهر الأول في السنة الهجرية، وبركة هذا اليوم نابعة من أحاديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فهو اليوم الذي نجى فيه موسى، ومن معه من المؤمنين من فرعون وجنوده، وتاريخ يوم عاشوراء بالهجري عند الشيعة لا يختلف عن تاريخه عند أهل السُّنَّة والجماعة فهو اليوم العاشر من محرَّم عندهم أيضًا، والاختلاف في أنَّه عند الشيعة يوم حزن وعزاء، فهو اليوم الذي تُوفِّي فيه الحسين بن علي -رضي الله عنهما- والله تعالى أعلم.[1]

اقرأ أيضًا: ما هي قصة صيام عاشوراء

فضل صيام عاشوراء وتاسوعاء

كثيرة هي الأحاديث النبوية الشريفة التي تُظهر بشكل صريح وواضح فضل صيام عاشوراء واستحباب صيام يوم تاسوعاء معه، فصيام عاشوراء يكفِّر ذنوب السنة السابقة فعن أبي قتادة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: “صِيامُ يومِ عَرَفَة، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنة التي بَعدَهُ، وصيام يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ”[7] وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: “ما رَأَيْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ، يَومَ عَاشُورَاءَ، وهذا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ”[8] وهذا في فضل صيام عاشوراء.[9]

أمَّا في فضل صيام تاسوعاء، فقد ورد أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- نوى صيام تاسوعاء، ولكنَّه توفّي قبل أن يأتي شهر محرَّم في السنة اللاحقة فلم يصمْه، ولكنَّ نيَّة رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- بصيامِهِ خير دليل على فضل تاسوعاء والأجر العظيم من صيام هذا اليوم، فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: “حِينَ صَامَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَومَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بصِيَامِهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَإِذَا كانَ العَامُ المُقْبِلُ -إنْ شَاءَ اللَّهُ- صُمْنَا اليومَ التَّاسِعَ قالَ: فَلَمْ يَأْتِ العَامُ المُقْبِلُ، حتَّى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ”[5] والله تعالى أعلى وأعلم.[9]

اقرأ أيضًا: افضل ادعية يوم عاشوراء .. ادعية يوم عاشوراء مكتوبه

هذا تفصيل طويل في الحديث عن كيفية صيام يوم عاشوراء في الإسلام، وإسهاب واسترسال في هذا اليوم المبارك، فقد تناولنا الحديث عن كيفية صيامه وسبب صيامه وفضل صيامه وصيام يوم توسوعاء أيضًا.

المراجع

[1]صحيح البخاريالبخاري، معاوية بن أبي سفيان، 2003، حديث صحيح
[2]صحيح البخاريالبخاري، عبد الله بن عباس، 2004، حديث صحيح
[4]صحيح مسلممسلم، عبد الله بن عباس، 1134، حديث صحيح
[6]صحيح الجامعالألباني، أبو قتادة، 3853، حديث صحيح
[7]صحيح البخاريالبخاري، عبد الله بن عباس، 2006، حديث صحيح