كيف نساعد الشخص المتعاطي وأخطاء يجب تجنبها عند مساعدته

كيف نساعد الشخص المتعاطي

كيف نساعد الشخص المتعاطي من الأمور المهمة التي ينبغي التعرف عليها، لا سيما وأن تعاطي المخدرات انتشر بشكل كبير بين شرائح مختلفة من الشباب والمراهقين، وإدمان المخدرات من المشكلات التي لها آثار سلبية كبيرة سواء من الناحية الصحية والنفسية على المدمن، وكذلك لها تأثير سلبي على استقرار الأسرة والعلاقات الاجتماعية المستقيمة فيها، وفي موقع محتويات نتعرف على أهم الطرق التي يمكن بها مساعدة المدمن.

كيف نساعد الشخص المتعاطي

تتعدد صور التعاطي والإدمان التي قد يقع فيها لكثير من الأشخاص، فهناك إدمان المقامرة، وإدمان السجائر، ولكن أشد أنواع الإدمان خطورة إدمان المخدرات وتعاطي الحبوب أو البودرة أو أخذ الحقن المخدرة والتي تسبب الكثير من المشكلات الصحية بالإضافة إلى صعوبة الاستغناء عنها وعلاجها، وفيما يلي نتعرف على طرق كيف نساعد الشخص المتعاطي:

فهم إدمان المخدرات

الخطوة الأولى التي تساعد في علاج الشخص المدمن تبدأ من التعرف على طبيعة المخدرات التي يتناولها ذلك الشخص المتعاطي، ويمكن معرفة أنواع المخدرات التي يتعاطها المدمن من خلال العلامات التي تظهر عليه، وفيما يلي بعض العلامات تبعًا لنوع المخدر:

  • إدمان الأفيون من علاماته وجود العديد من أماكن الحقن على الذراعين، وقد يكون المدمن خبير في حقن نفسه بالأفيون في مناطق غير ظاهرة مثل الحقن بين أصابع القدمين، كما أن مدمن الأفيون غالبًا ما يعاني من جفاف في الحلق والفم ورغبة متكررة في شرب الماء والسوائل مع ضيق في فتحة العين والحدقة.
  • مدمن الهيروين يعاني من سيلات متواصل في الأنف مع مسح الانف بشكل متواصل وبحركات لا إرادية كون الهيروين يتم تعاطيه من خلال الشم المباشر من الأنف، كما قد يعاني متعاطي الهيروين من مشكلات في الجيوب الأنفية.
  • علامات مدمن الحبوب الطبية كثيرًا ما تظهر عليه أعراض قريبة من أعراض التسمم بسبب كثرة المواد الكيميائية التي تدخل جسم المتعاطي، ويعاني المتعاطي في أحيان كثيرة من الكسل والخمول والرغبة المتواصلة في النوم.

فهم طبيعة المدمن

من المهم لمساعدة المدمن على تجاوز أزمته التعرف على طبيعة ذلك المدمن، وقد يعتقد الوالد أنه يعرف طبيعة ابنه الشاب الذي رباه ويعلم طبيعة شخصيته، ولكن المدمن بعد إدمانه تتغير طبيعته ونفسيته بشكل كبير، ومن ثم فمن المهم على من يرغب في مساعدة المدمن التأني والهدوء وإعادة اكتشاف شخصية ذلك المدمن.

التزام الهدوء في التعامل مع المدمن

المدمن على المخدرات أو أي نوع من أنواع الإدمان بشكل عام يكون في أحيان كثيرة غير طبيعي في ردود أفعاله واستجابته للحوار مع الآخرين، ومن المهم لمساعدة المدمن الالتزام بالهدوء والحوار الخالي من الانفعال معه وتجنب توجيه التعنيف واللوم إليه وإعطاؤه الشعور بالتعاطف والدعم وأن الهدف هو مصلحته فقط وتجاوز المرحلة الصعبة التي يمر بها.

التزام الهدوء في التعامل مع المدمن

المواجهة المباشرة مع المدمن

الأفضل أن يتم مواجهة المدمن بالحقيقة وان الشخص الذي يرغب في المساعدة يعرف حقيقة إدمانه، وذلك أقصر طريق لتوفير الوقت والدخول مباشرة في صلب الموضوع وتحديد الهدف من الحديث وتوضيح الرغبة في المساعدة للإقلاع من ذلك الإدمان.

شاهد أيضًا: الآيات التي يمكن أن يوعظ بها متعاطي المخدرات

تحذيره من عواقب الإدمان

من الأمور التي تساعد في علاج المتعاطي تعريفه بعواقب الإدمان والاستمرار عليه، وتوضيح العواقب الصحية لذلك الإدمان على جسمه وتسببه في نقل الكثير من الأمراض المميتة، وشرح آثار الإدمان على الكبد وأجهزة الجسم الحيوية والتي قد تؤدي إلى الوفاة في نهاية الأمر، كما من المهم توضيح أضرار الإدمان النفسية والتي منها الاكتئاب أو الخلل النفسي والعصبي، كذلك تحذيره من عواقب الإدمان من الناحية القانونية وأنه قد يتسبب في سجنه وضياع مستقبله.

إظهار التعاطف والدعم

إشعار المدمن بالحب والألفة والرغبة الصادقة في مساعدته يزيل كثيرًا من الحواجز بين المدمن وبين من يرغب في مساعدته، فإذا كان المدمن صديق فمن المهم تذكيره بالصحبة القديمة والمواقف الطيبة والمحبة التي تجمع بين الصديقين وأنه لا يتمنى لصديق عمره إلا الخير، وإذا كان المتعاطي هو الابن فمن المهم احتضانه وتعريفه بمدى محبة الوالد له ورغبته في أن يكون الابن أفضل من أبيه وأنه المستقبل الذي يرجوه الوالد في قادم الأيام.

حل المشكلات الأسرية

الكثير من المدمنين يلجؤون إلى الإدمان والتعاطي هربًا من واقع مليء بالمشكلات والخلافات وعدم الاستقرار الأسري، لذلك فمن أهم ما يساعد في علاج المتعاطي حل الخلافات الأسرية والتعرف على أسباب هذه المشكلات وتقديم الحلول المناسبة لها وتقليل تأثيرها الضار على الشاب.

طلب المساعدة الطبية

كل الخطوات السابقة هي تقدمه للخطوة الأهم وهي إقناع المدمن بأهمية العلاج الطبي والاستشارة من المتخصصين، فيتم إلحاقه بأحد مراكز التأهيل للعلاج من الإدمان والتي تضم عدد من الخبراء والأطباء القادرين على التعامل مع المدمن، كما تساعد هذه المؤسسات العلاجية في تقليل آثار الانسحاب التي كثيرًا ما يعاني منها المدمن بعد التوقف عن تعاطي المخدرات.

أخطاء يجب تجبنها عند التعامل مع المدمن

هناك العديد من الأخطاء التي من المهم تجنبها عن التعامل مع المدمن حتى يمكن الوصول للهدف المنشود من علاجه وتجاوز مرحلة التعاطي التي يمر بها، ومن هذه الأخطاء ما يلي:[1]

لغة التهديد والعنف

استخدام العنف مع المتعاطي ولغة التهديد والوعيد في كثير من الأحيان تأتي بنتائج سلبية ولا تزيد المشكلة إلى تفاقمًا، فالمدمن لا يهتم إلا بالحصول على ما يسبب له الراحة من مخدرات أو عقاقير طبية ولا يهتم كثيرًا بالعقاب أو التهديد به.

شاهد أيضًا: معلومات عن اليوم العالمي لمكافحة المخدرات والاتجار غير المشروع بها

منحه الأموال

المخدرات لا يمكن الحصول عليها إلا بالأموال، وقد يكون للمدمن أصدقاء يعطونه المخدرات مجانًا ولكن الأمر لا يطول في كل الأحوال، ومن ثم فإن إعطاء المدمن للأموال هو إعانة له على الإدمان والاستمرار فيه، ومن المهم متابعة الأموال التي يأخذها المدمن للدراسة والتأكد من أنه بالفعل ينفقها في شراء الكتب والمواد التعليمية التي يحتاج إليها.

اللوم والعتاب

النفوس بطبيعتها تنفر ممن يحملها الأخطاء وأسباب الإخفاق، ومن ثم فإنه من المهم تجنب توجيه اللوم للمدمن وأنه السبب في إدمانه بسبب استهتاره أو استهانته وعدم تحمله للمسؤولية، بل يتم تجاوز المرحلة واعتبار الأمر بلاء ومقدر ينبغي السعي في طلب علاجه وإزالة آثاره.

تعريف الآخرين بإدمانه

من المهم أن يبقى سر إدمان المتعاطي في نطاق الأسرة وألا يتجاوز الأمر إخبار الأصدقاء أو الأهل والأقارب به، فإن ذلك يؤثر كثيرًا على نفسية المدمن ويزيد من انطوائه وخجله من الاختلاط مع الآخرين ويضعف من ثقته في نفسه ومن ثم يقلل من قدرته على المقاومة والإقلاع عن التعاطي.

هل من الممكن علاج الإدمان علي المخدرات في البيت؟

البعض قد يرى أن علاج المدمن في البيت أكثر كفاءة وجودة من علاجه في المستشفيات أو المصحات ومراكز أعادة التأهيل، والحقيقة أن مدمن المخدرات أفضل مكان لعلاجه من التعاطي هو المؤسسات المتخصصة ومراكز إعادة التأهيل، فهذه الأماكن تضم مجموعة من الخبرات في علاج الإدمان، والقادرين على التعامل مع المتعاطي وفهم نفسيته أكبر بكثير من أفراد الأسرة أو المحيطين، وإن كان البيت في بعض الأحيان يمكن علاج المتعاطي فيه إلا أن ذلك غالبًا ما يكون في حالات الإدمان البسيطة التي لم يتعود المتعاطي على المخدرات إلى لفترة يسيرة، أما حالات الإدمان التي ظلت سنين فلا يمكن علاجها في المنزل.

أسباب تستدعي عدم علاج مدمني المخدرات في البيت

هناك عدد من الأسباب والصعوبات التي تحول بين علاج المدمن بشكل فعال في البيت وتجعل مراكز التأهيل المتخصصة أكثر فاعلية بكثير، ومن هذه الأسباب ما يلي:

  • انشغال الأسرة: في كثير من الأحيان لا تستطيع الأسرة في ظل الانشغال بأمور الحياة اليومية من التركيز الفعال على المدمن وإحاطته  بالرعاية اللازمة والاهتمام المكثف الذي يتم تقديمه في المصحات.
  • غياب المتابعة: علاج المدمن من التعاطي وآثار المخدرات يحتاج إلى خبراء في المجال من الناحية الطبية الجسمانية للمريض، وكذلك من الناحية النفسية والخبراء في التعامل الإيجابي مع المدمن، وأفراد الأسرة من والدين وإخوة ليس لديهم القدرة والعلم الكافي لمتابعة المدمن وحالته الصحية والنفسية.
  • صعوبة السيطرة: المدمن في مراكز التأهيل يكون تحت التحكم الكامل والسيطرة التامة عليه، فهذه الأماكن عليها أمن وحراسة ونظام في العمل يجعل من الصعب للغاية أو من المستحيل على المدمن في الخروج منها أو إدخال شيء من المخدرات إليها، بينما في المنزل فإن المتعاطي قد يغافل والديه ومتابعيه ويحصل على جرعات من المخدر من الأصدقاء والمعارف أو يمكنه الخروج دون الشعور به في بعض الحالات.
  • شدة أعراض الانسحاب: المدمن في كثير من الأحيان يتعرض لعدد من الأعراض والمشكلات الجسدية بسبب توقفه عن تناول المخدر، فيبدأ في الصراخ والغضب، كما قد يصاب بنوبات من القيء والإسهال والصداع الشديد، وهذه الأعراض قد تكون صعبة لا تتحملها الأسرة والوالدين، بعكس مراكز التأهيل التي يمكنها التعامل بإيجابية واحترافية مع هذه الأعراض.

اسباب عدم علاج مدمني المخدرات في البيت

تعرفنا بذلك على كيف نساعد الشخص المتعاطي، وتعرفنا على أهم الأخطاء التي يتم الوقوع فيها عند التعامل مع المتعاطي والمدمن، كما عرضنا أسباب فشل علاج الإدمان في البيت والأضرار التي قد يتعرض لها المدمن وأفراد الأسرة عند علاج المدمن في البيت.

المراجع

  1. ^ rehabs.com , 5 Mistakes to Avoid If Your Loved One is Addicted , 16/04/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *