كيف يمكن معالجة ظاهرة التطرف

كيف يمكن معالجة ظاهرة التطرف ؟، حيث تعتبر هذه الظاهرة واحدة من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تمر بها جميع دول وبلدان العالم بلا استثناء، ويشير مفهوم ظاهرة التطرف بشكل عام إلى تلك الأفعال والأفكار غير المبررة التي تقوم بها بعض الجماعات الإرهابية في محاولة منهم لتغيير بعض الاتجاهات والمعتقدات السياسية والاجتماعية من خلال استخدام بعض الأساليب غير المقبولة مثل أعمال العنف والتخريب، وسوف تتطرق هذه المقالة من خلال سطورها القادمة إلى استعراض الكيفية الصحيحة لمعالجة هذه الظاهرة المتفشية بمزيد من الشرح والتفصيل.

ظاهرة التطرف

تعد ظاهرة التطرف واحدة من الظواهر الاجتماعية الشائعة التي تعاني منها غالبية المجتمعات، والتي تشكل في الوقت نفسه خطراً كبيراً على سلامة وأمن الأفراد، فمصطلح التطرف هو بمثابة تعبير نسبي عام يصف تلك الأعمال والأفكار غير المفهومة أو المبررة التي تقوم بها بعض الجماعات الإرهابية كنوع من أنواع الثورة أو عدم الرضا عن بعض التوجهات السياسية السائدة في مجتمع ما، ونظراً لأن تفكير هؤلاء الأفراد يبتعد تماماً عن الصواب وعن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، فإنهم يلجأون إلى استخدام بعض الطرق الهمجية والعنيفة مثل أعمال العنف والقتل والتخريب وغيرها من الأساليب الأخرى التي تهدف إلى زعزعة استقرار وأمن المجتمعات.

أسباب ظاهرة التطرف

عادة ما يتساءل الأفراد عن ماهية الأسباب الرئيسية التي أدت من البداية إلى انتشار وتفشي ظاهرة التطرف في المجتمعات، وللإجابة على هذا السؤال السابق لابد أولاً من ضرورة الإشارة والتنويه إلى اعتبار هذه الظاهرة بمثابة ظاهرة عالمية أي أنها لا تختص بفئة محددة أو بشعب معين، بل هي تعتمد اعتماداً كلياً على انحراف بعض الفئات داخل المجتمع الواحد عن طريق الحق والصواب، وإليكم الآن قائمة بأهم الأسباب الشائعة لظاهرة التطرف بشيء من التفصيل:

• انتشار الجهل والفقر وعدم الوعي بين نسبة كبيرة من الفئات المجتمعية في غالبية الدول.
• شعور الأفراد بالظلم والقهر داخل المجتمع وكذلك عدم حصولهم على أدنى حقوقهم المطلوبة.
• شعور بعض الأفراد بالكبت وعدم الحرية، وكذلك رغبتهم الشديدة في أخذ مساحة كبيرة من الحرية للتعبير عن أرائهم وتوجهاتهم.
• معاناة بعض الأفراد من حالة من عدم الإتزان النفسي بسبب مرروهم ببعض المواقف الحياتية العصيبة، مما يدفعهم في النهاية إلى الإنحراف في سكك شائكة وغير أخلاقية.
• تدني مستويات الأخلاق في المجتمعات وانتشار الكثير من القيم الأخلاقية الخاطئة مثل إدمان المخدرات وازدياد معدلات الطلاق والبطالة وغيرها..

شاهد أيضاً: من الأشياء المخالفة للأمن الوطني

كيف يمكن معالجة ظاهرة التطرف

تحتاج ظاهرة التطرف إلى تضافر الجهود من قبل جميع الهيئات والجهات المعنية المتواجدة في المجتمعات بغرض القضاء عليها واقتلاعها من جذورها على نحو نهائي وفعال، حيث أصبحت هذه الظاهرة بالفعل واحدة من أهم القضايا الشائكة التي تهدد سلامة واستقرار المجتمعات علاوة على ترويع مواطنيها وتهديد أمنهم، لذا ستتطرق هذه السطور القليلة القادمة لاستعراض أبرز الطرق والوسائل التي يمكن الاستعانة بها في التقليل من خطورة هذه الظاهرة المتفشية قدر المستطاع:

• سن الدول لبعض القوانين والتشريعات التي تجرم تلك الظاهرة، والتي تتضمن في الوقت ذاته عقوبات شديدة ورادعة لمرتكبيها.
• تفعيل دور المؤسسات الدينية في المجتمعات على نحو كبير من خلال توضيحهم لجزاء وعقوبة القيام بمثل هذه الظاهرة وفقاً لما جاء في الكتاب والسنة.
• شن وإطلاق الحملات الإعلامية المكثفة التي تأتي بغرض توعية المواطنين بخطورة هذه الظاهرة وتأثيراتها السلبية الخطيرة على المجتمعات.
• تعزيز اهتمام الدولة بالشباب وبتلبية احتياجاتهم ورغباتهم لمنعهم من الانسياق في مثل هذه الطرق المظلمة التي بلا رجعة.
• العمل على توفير المزيد من فرص العمل للشباب للقضاء بشكل تام على مشكلة البطالة من ناحية، ولإشغالهم عن التفكير في ارتكاب مثل هذه الجرائم من ناحية أخرى.
• العمل على غرس حب الوطن في نفوس جميع الشباب، وذلك من خلال إعطاؤهم قدراً مناسباً من الحرية للتعبير عن آرائهم وتوجهاتهم بشأن كافة الأمور التي تدور في المجتمعات.

أنواع التطرف

هناك العديد من الأنواع المتفاوتة من التطرف والتي تشكل جميعها وبلا استثناء خطراً فادحاً على أمن واستقرار المجتمعات، وفيما يلي سوف يتم استعراض أبرز الأنواع الشائعة منها بقدر من التوضيح والتفصيل:

• التطرف السياسي: يعد من أشهر أنواع التطرف السائدة في المجتمعات، ويعني تمرد وخروج بعض الأفراد عن النظام السياسي في ثمة مجتمع ما لشعورهم بالكبت وعدم الحرية.
• التطرف الديني: يشير هذا النوع إلى مبالغة البعض أو غلوهم بشكل عام في قواعد وتعاليم الشريعة الإسلامية، وهذا ما تهى عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله “إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان من قبلكم بالغلو في الدين”.
• التطرف الدولي: يعبر هذا النوع من التطرف عن تلك الأعمال العنيفة التي تقوم بها بعض الجماعات الإرهابية بغرض دب الفرغ والذعر في قلوب المواطنين في كل مكان، ولتهديد أمنهم واستقرارهم.

وختاماً، تكون هذه المقالة قد استطاعت أن تقدم إجابة وافية على سؤال كيف يمكن معالجة ظاهرة التطرف ؟، وذلك يأتي علاوة على الاطلاع على ماهية هذه الظاهرة من الأساس وأهم أسبابها وأنواعها السائدة في المجتمعات.