حديث الرسول عن التطرف

حديث الرسول عن التطرف

حديث الرسول عن التطرف هو أحد الأحاديث النبوية التي يتساءل الكثير من الناس عن صحّته ومعناه والمقصد الحقيقي منه، فقد جاء دين الإسلام ليُصحح المفاهيم الخاطئة ولينشر الدعوة إلى التوحيد مُركزًا على الاعتدال وآمرًا بالوسطية وعدم التطرف، وفي هذا المقال سنذكر حديث التطرف كما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، بالإضافة لذكر الأدلة على تحريم التطرف كما وردت في القرآن الكريم، وسنبيّن صفة التشدد في الدين وعلاماته.

حديث الرسول عن التطرف

ورد في حديث الرسول عن التطرف قوله صلّى الله عليه وسلّم: “إياكم والغُلُوَّ في الدينِ، فإِنَّما هلَكَ مَنْ كانَ قبلَكُم بالغُلُوِّ في الدينِ[1]، الغلو هو المبالغة والمغالاة في الشيء، والمقصود من الحديث الشريف السابق تحذير المؤمنين من التطرّف في الدين والمبالغة في تفسير أحكامه وتشريعاته، فيكون في لك إفراط في تنفيذ تعليماته ليصل إلى حدّ التشدد والتطرف، فإنَّ دين الإسلام ينهى عن ذلك؛ لأنَّ فيه هلاك للأمم وقد حذرّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لأنّه كان سببًا لهلاك من كان متطرفًا من الأمم السابقة، فإنَّ أحكام الدين الإسلامي تشريعاته كلّها تحثّ على الوسطية والاعتدال في تطبيق أوامر الدين وتعليماته، وفي أمور الحياة كذلك، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: ما العلاقة بين العقيدة الاسلامية والاستقامة على دين الله

النهي عن التطرف في القرآن

أنزل الله تعالى تشريعات الدين الإسلامي على سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، وأمر المسلمين باتّباع أوامره باستقامة واعتدال وعدم البعد عن هذه الأحكام أو المغالاة في تطبيقها والتطرف في أحكام الدين، وقد ورد النهي عن التطرف والمغالاة في الدين في عدد من الآيات القرآنية ومنها:

  • قوله تعالى: “يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ[3].
  • قوله تعالى: “قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ[4].
  • قوله تعالى: “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا[5].

التشدد في الدين

التشدد في الدين هو كلّ ما زاد عن الأحكام التي شرّعها الله تعالى في الأفعال أو الأقوال، وقد أكدَّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- على أن مصير المتشددين في الدين هو الهلاك، وذلك في حديث الشريف: ” هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ، قالَها ثَلاثًا”[6]، وقد كرر كلمة “هلك المتنطعون ثلاثًا” للتأكيد على مصير كل من يتطرف ويتشدد في أحكام الإسلام فيزيد عن الحد الذي شرّعه الله عزَّ وجل أو يضع ما هو خاطئ من الأمور في مكان الصحيح وكذلك العكس، فيكون في ذلك ضرر لنفسه وضرر للأمّة إذا أعانته على ذلك، كما إنّ في المغالاة والتشدد في الدين زيادة للمشقة والتعب على المسلمين بما لا يُرضي الله تعالى.[7]

علامات التشدد في الدين

إنَّ للتشدد في الدين الكثير من المظاهر والأشكال التي قد يتّخذها البعض ومن هذه العلامات نذكر:[8]

  • التشدد في العبادة والمبالغة في ذلك بما يؤدي إلى العسر والمشقة وإنَّ الدين يأمر باليسر وعدم العسر، ومثل ذلك أن يصوم الإنسان دائمًا ولا يفطر أبدًا، أو أن يقول ليله دائمًا وبشكل متواصل دون نوم.
  • اتّباع البدع أو ابتداعها، وذلك بتحريم الأمور التي أحلّها الله ورسوله، مثل أن يحتفي الإنسان فيمشي حافي القدمين، فإنَّ في ذلك ضرر للإنسان وعدم نفع للإسلام.
  • الزيادة في أركان العبادات، ومثل ذلك أن يزيد الإنسان سجودًا أو ركوعًا في الصلاة، أو يتوضّأ أكثر من ثلاث، فهي من الأمور التي تُهلك الإنسان.
  • التحدّث والتشدّق بأمور الدين على عدم معرفة وجهل بأسلوب جميل يجذب الناس من حوله ويغويهم، فقد كان يخشى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- على الأمّة الإسلامية من المنافق عليم اللسان.
  • التعمّق في البحث عن الامور التي ليس له فائدة منها، والخوض في أمور لا ينبغي أن يخوض أو يبحث الإنسان فيها، فلو شاء الله تعالى لأظهرها.

شاهد أيضًا: حديث جبريل عليه السلام يبين مراتب الدين الثلاث

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي ذكر حديث الرسول عن التطرف، كما ذكر الآيات القرآنية التي نهت عن التطرف وأمرت بالوسطية، بالإضافة إلى توضيح أبرز أشكال وعلامات التشدد والمغالاة في الدين.

المراجع

  1. ^ صحيح الجامع , عبد الله بن عباس، الألباني، 2680، صحيح.
  2. ^ dorar.net , الغلو في الدين، وردود الأفعال , 28-4-2021
  3. ^ سورة النساء , الآية 171.
  4. ^ سورة المائدة , الآية 77.
  5. ^ سورة البقرة. , الآية 143.
  6. ^ صحيح مسلم , عبد الله بن مسعود، مسلم، 2670، صحيح.
  7. ^ binbaz.org.sa , حقيقة التشدد والغلو المنهي عنه في الدين , 28-4-2021
  8. ^ islamqa.info , ما هو التنطع المذموم , 28-4-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *