لا مالك الا الله مثال على توحيد

لا مالك الا الله مثال على توحيد ، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ الله أرسل الرسلِ برسالةِ التوحيدِ، وقد قسَّم علماء العقيدةِ التوحيدَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ، وفي هذا المقال سيتمُّ تخصيص الحديث عن هذه الأنواعِ الثلاثة، حيث سيتمُّ التعريف بها وذكر الأدلةِ علييها، وبيان النوعِ الذي يتمثل بإفرادِ الملكِ لله -عزَّ وجلَّ- مع ذكر دليلٍ عليه من القرآن الكريمِ.

لا مالك الا الله مثال على توحيد

إنَّ إرادَ الله -عزَّ وجلَّ- بالملكِ يعدُّ مثالًا على توحيد الربوبية، وقد ورد في القرآنِ الكريمِ عددًا من الآياتِ التي تدلُّ على أنَّ الملكَ بيدِ الله -عزَّ وجلَّ- وحده، منها قوله تعالى: {تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير}،[1] وقول الله تعالى: {قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه}،[2] فهذه الآياتِ الكريمةِ تبيِّن أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- هو المالك المطلقُ لكلِّ شيءٍ.[3]

شاهد أيضًا: اذكر دليلًا على فضل الدعوة إلى التوحيد

توحيد الربوبية

يعرَّف توحيد الربوبية على أنَّه إفرادُ الله -عزَّ وجلَّ- بالخلقِ والتدبيرِ والملكِ التامِّ، وبأنَّ هو وحده الرازق والمدبر والسيد المتصرفُ في هذا الكونِ، وأنَّه لا أحدَ يشاركه في أفعاله، سواء أكانوا من البشرِ أم من غيرِ البشرِ، ويعدُّ توحيد الربوبيةِ قسمًا من أقسام التوحيدِ العمليِّ الاعتقاديِّ،[4] وهناك عددًا من الأدلةِ على هذا التوحيدِ، وفيما يأتي ذكرها:

• دلالة خلق الخلق: وهذا الدليل يلخصه قول الله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ* أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ}.[5]
• دلالة تدبير الكون: وملخص هذا الدليل، أنَّ هذا الكون الذي يسير بكلِّ هذا النظام والإبداع لا يُمكن أن يكون من غيرِ ربٍ مدبر، وقد قال تعالى في كتابه المجيد: {نَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}.[6]
• دلالة الفطرة: فقد فطر الله -عزَّ وجلَّ- عباده على وجود خالقٍ لهم، وفطرهم على اللجوء إليه عند الحاجة إليه، وقد قال تعالى: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}.[7]

شاهد أيضًا: ما هو توحيد الربوبيه والفرق بين توحيد الربوبية

أنواع التوحيد

للتوحيدِ ثلاثة أنواعٍ، تمَّ في الفقرةِ الثانية من مقال لا مالك الا الله مثال على توحيد، الحديث عن النوعِ الأولِ وهو توحيد الربوبيةِ، وسيتمُّ في هذه الفقرة الحديثَ عن النوعينِ الآخرينِ وهنَّ: توحيد الألوهيةِ وتوحيدُ الأسماء والصفاتِ، وفيما يأتي ذلك:

• توحيد الألوهية: ويعرَّف هذا النوعِ من التوحيدِ على أنَّه إفرادُ الله -عزَّ وجلَّ- بالعبادةِ، فلا يذبح المسلمُ إلا لله، ولا يسجد ولا يصلي ولا يصوم الا لله، ولا يدعوا غير اللهِ ولا يستغيث بأحدٍ سواه، وقد ورد في القرآنِ الكريمِ عددًا من الأدلة الشرعية على هذا النوعِ من التوحيدِ، وفيما يأتي ذلك:[8]
  • قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.[9]
  • قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}.[10]
  • قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.[11]
• توحيد الأسماء والصفات: وهو إفراد الله -عزَّ وجلَّ- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، التي أخبر بها في كتابه الكريمِ وفي سنة نبيِّه.[12]

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان لا مالك الا الله مثال على توحيد ، والذي تمَّ بيان أنَّ افراد اللهِ الملكِ مثالًا على توحيدِ الربوبيةِ، ثمَّ تمَّ التعريفُ بهذا النوعِ من الربوبيةِ وكيفية الاستدلال عليه، ثمَّ تمَّ في ختام هذا المقال بيانُ أنواعِ التوحيدِ المتبقيةِ والتعريف بها.