لماذا الافعى رمز للصيدلية

لماذا الافعى رمز للصيدلية

لماذا الأفعى رمز للصيدلية ؟ دائمًا ما نلاحظ أن رمز الصيدلة مرتبط بأفعى ملتفة حول وعاء كبير، وتقوم بوضع سمها في هذا الوعاء، وهذا الرمز استخدم لكان قد تم استعماله لمهنة الصيدلة منذ حوالي 200 عام، وعلى الأقل منذ عام 1796 تقريبًا وذلك عندما تم استخدامه على عملة معدنية لجمعية الصيدلة الباريسية، وقد تم تبني الفكرة لاحقًا من قِبل عدد من الجمعيات الصيدلية الوطنية، وأصبح الرمز هو الرمز المعتمد للدواء ولمجال الصيدلة عمومًا.

لماذا الافعى رمز الصيدلية

تقوم الناس في الوقت الحالي بربط رمز الأفعى بسمها، لاحتوائه على الداء والدواء، فسم الأفعى يمكن أن يكون قاتلًا ويمكن أن يكون سبب للعلاج، ولكن للرمز معنى قوي في التاريخ، حيث انه تم اُستخدم الثعابين للعبادة والجرعات السحرية والطب قديمًا، وكانت أيضًا رمزًا للحب والصحة والمرض والطب والصيدلة والخلود والموت وكذلك الحكمة منذ العصور القديمة.

وكان لها مكانة كبيرة في الحضارة المصرية القديمة، وهناك أسطورة  يونانية، تقوم بشرح هذا الرمز، حيث يعد هذا الرمز مكون من قسمين القسم الأول وهو الثعبان الذي يعود لأسطورة أسكليبيوس ووعاء هيجيا هو القسم الثاني وله قصة أخرى:

 عبان أسكليبيوس

تتمحور قصته حول إله الشفاء أسكليبيوس ابن أبولو وحورية كورونيس، فوفقًا لتلك الأسطورة اليونانية، أسكليبيوس تعلم فن الشفاء من كل من والده أبولو، ومع مرور الوقت، أصبح أسكليبيوس ماهرًا جدًا في استخدام الأدوية والجراحة لدرجة أنه أصبح حينها مؤسسًا للطب، كما كان يعتقد بعض الناس أن أسكليبيوس لديه القدرة على إعادة إحياء الموتى.

وذكر أنه قد تم بناء معبد لأسكليبيوس، وعُثِر في هذا المعبد على ثعابين تبدو ميتة في الداخل، وعندما كان يحاول البعض لمسها أو الاقتراب منها كانت هذه الثعابين تعود للحياة، وفسروا ذلك على أن أسكليبيوس أعاد الثعابين إلى الحياة من خلال قوى الشفاء التي يمتاز بها.

ومنذ حوالي 300 قبل الميلاد، كبرت شعبية أسكليبيوس بشكل ملحوظ وتوافد الناس على معابده الشافية (أسكليبيا) ليتم شفاؤهم من أمراضهم، وباتت تمثل هذه الثعابين رمزًا لأسكليبيوس والرعاية الصحية عمومًا.

وعاء هيجيا

كانت هيجيا هذه ابنة أسكليبيوس وذلك في الأساطير الرومانية واليونانية، وكانوا يدعونها بآلهة الصحة والنظافة، بينما كان والدها مرتبطًا بشكل مباشر بالشفاء والأدوية والطب، وارتبطت هيجيا بالوقاية من الأمراض واستمرار الصحة الخالية من الأمراض، وتم تصويرها على أنها امرأة شابة تطعم أفعي كبيره ملفوفه حول جسدها، أو تشرب من وعاء تحمله.

ولقد تم تفسير هذا الرمز (رمز الثعبان، الأفعى) بطرق عديدة في العصر الحديث، فبعض الناس يعتقدون أن الثعبان يمثل التجدد، وذلك لكون الثعبان يجدد جلده كل فترة على مرات متتالية، بينما الآراء الأخرى تقول بأن الثعبان كرمز يقوم بالتعبير عن التوحيد بين الطبيعة وبين عمل الطبيب، الذي يتعامل كل منهما مع الحياة والموت والمرض والصحة.

وسبب غموض الثعبان كرمز، والتناقضات حوله والآراء التي يقول بها البعض دون البعض الآخر، تعكس غموض استخدام الأدوية، والتي يمكن أن تساعد الإنسان أو تضره، ومعروف أيضًا أن ما يتم إفرازه من الثعابين من سم له خصائص طبية في العصور القديمة.

وأيضًا يضر الإنسان ويقتله ويقوم بعلاجه في آن واحد،  حيث أنه حين وضع الرمز كان يعلم البعض بأن سم الثعبان الذي قد يكون قاتلًا إذا دخل مجرى الدم يمكن أن يكون علاج في كثير من الأحيان، يبدوا أن سم الأفعى حينها قد تم وصفه في بعض الحالات كشكل من أشكال العلاج.

شاهد أيضًا: ما هي حاسة الشم عند الثعبان

حكم شعار الثعبان الملتف على عصاه كرمز للصيدلية

من المعروف أنه رمز الثعبان أو الأفعى المرتبط بالصيدلية مأخوذ من أساطير يونانية ورومانية تتحدث عن وجود اله للطب والأدوية ووجود ابنه للإله هذا وتعمل كإله للنظافة والوقاية من الأمراض، ومساعده أبيها في أداء مهامه، فكل هذه أساطير لا تمت للواقع بصلة.

وقيل أن الرمز مأخوذ أيضًا من ارتباط الدواء بالثعبان، من حيث كون كل منهم يحوي السم الضار الذي من ممكن أن يؤدي إلى الموت وأيضًا فيه شفاء للناس، واختلفت الآراء في ذلك حيث:

  • يرى بعض العلماء أن على الناس أن يقوموا بترك هذا الشعار ويتجنبوا استخدامه، على الرغم من أن أكثرهم لا يعرف معناه، ويجب عليهم أن يستبدلونه بشعار آخر كما فعلوا في المنظمات الإغاثية، حيث قاموا باستبدال شعار الصليب بالهلال، خاصة أن المسلمين هم أول رواد وعلماء علم الصيدلية، وهذا ما يقر به الغرب بنفسه، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كثيرًا ما يتعمد في المخالفة للمشركين في عاداتهم ومناهجهم وثقافاتهم.
  • يرى البعض الآخر أن مدلول الرمز هو الداء والدواء وارتباط الطبيعة بالعلم والطب وبالأخص ارتباطها بالثعبان وسمه، فمن المشروع استخدام هذا الرمز على الصيدليات، واتخاذه كرمز للصيدلة عمومًا.

ما هو معنى شعار الطب عصا يلتف عليها حية، بينما شعار الصيدلية كأس يلتف عليه حية

إن رمز الحية والكأس يرجع إلى القرن السابع قبل الميلاد، حيث كان اليونانيين والرومانيين يعتقدون بأن السحر والشعوذة هو السبب لعلاج الأمراض، والوقاية منها، وكانت هذه الوسيلة يمتاز بها حكيم إغريقي يدعي أسكليبيوس، يذكر أنهم كانوا يعتقدون أنه كان يعالج المرضى بلمسة من يده أو عصاه أو بلمسة من لسان ثعبانه أو حيته، التي كانت مرافقة له دائمًا.

ولقد عثر على الكثير من التماثيل لهذا الشخص الأسطوري، من بينهما تمثال له مع ابنته التي كانت تتوالى مهام من ضمنها مساعدته، وكان يظهر هذا الحكيم في هذا التمثال وهو يمسك بعصاه الملتف حولها حية، وكانت تظهر ابنته وقد التفت الحية حول ذراعها وفى يدها شيء يشبه الكأس وكأن به جرعة دواء.

ولقد اتخذ رمز العصا الملتف حولها حية رمزا للطب والصيدلة على مستوى العالم لسنوات عدة، وحينما استقل مجال الصيدلة عن الطب وأصبح كل منهما متخصصًا ومنفردًا عن الآخر، وبقيت الحية والعصا الرمز الأساسي للطب فقط، بينما تم استخدام رمزًا مختلفًا للصيدلية  الحية والكأس، وذلك لأن هذا  الكأس هو الكأس الذي كان دائمًا ما تقوم بحمله ابنة الحكيم وبه جرعة دواء.

وفي النهاية نكون قد عرفنا لماذا الأفعى رمز للصيدلية حيث أن الطب والصيدلة يرتبطان ارتباط وثيق بالطبيعة، فكلاهما يعتبر شيء واحد، فمن الطبيعة تستخرج المواد الخام لتصنيع الأودية، وعلاقة الثعبان أو الأفعى بالصيدلة هو وجود الترادف بين وظيفة كلًا منهما، وهي الداء والدواء معًا، العلاج والموت في آن واحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *