من هو مؤلف كتاب لسان العرب

من هو مؤلف كتاب لسان العرب؟ حفلت المكتبة العربية عبر التاريخ، بنفائس المؤلفات، وأمهات الكتب، والمعاجم التي وضعت ركائز النهضة الفكرية والأدبية للغة العربية. ومن بين تلك الكنوز، معجم لسان العرب. وفي موقع محتويات، سنتعرف على من مؤلف الكتاب لسان العرب؟ وما هي مصادر لسان العرب التي اعتمدها.

من هو مؤلف كتاب لسان العرب

مؤلف كتاب لسان العرب هو الأديب والشاعر والمؤرّخ، الإمام وعالم الفقه الإسلامي، وأصول اللغة العربية، محمد بن مكرّم، بن علي بن أحمد، الأنصاري الرويفعي الإفريقي المصري، القاضي جمال الدين أبو الفضل، الشهير بابن منظور. كذلك وهو أحد أحفاد الصحابي رويفع بن ثابت الأنصاري، عامِل معاوية على طرابلس الغرب (ليبيا).[1][2]

شاهد أيضًا: من هو مؤلف كتاب الكامل في اللغة والأدب

نبذة عن ابن منظور مؤلف كتاب لسان العرب

ضمن عملية بحث عن معجم لسان العرب، اختلفت الروايات عن مكان ولادة ابن منظور، مؤلف كتاب لسان العرب. فمنها ما قال في مدينة قفصة التونسية، ومنها ما قال في مدينة طرابلس الليبية. في حين رجّحت أخرى أنه ولد في مصر، بتاريخ 22 من شهر محرم، سنة 630 للهجرة، الموافق لسنة 1232 ميلادية. كما وتتلمذ على يد كبار الشيوخ والعلماء مثل: عبد الرحمن بن الطفيل، ومرتضى بن حاتم، وأبي الحسن علي بن المقير البغدادي، ويوسف المخيلي، والعالم الصابوني. كذلك وخدم في ديوان الإنشاء في القاهرة، وتولى القضاء في طرابلس. وهو والد القاضي قطب الدين بن المكرّم، كاتب الإنشاء الشريف في مصر. بينما أصيب بالعمى في أواخر سنيّ حياته، وتوفي في شهر شعبان عام 711 هـ الموافق 1311 م، في مصر، بعد حياة علمية حافلة بالإنجازات، عن عمر ناهز 82 سنة. ومن تلامذته السبكي والذهبي.[1]

معجم لسان العرب

في قراءة كتاب لسان العرب، نجد أن معجم عربيّ لغويّ من تأليف ابن منظور الأنصاري. وأما أهميته فتكمن بكونه يضُمّ أكثر من 80 ألف مادّة، وهو بذلك أوسع المَعَاجم على الإطلاق، ويهتم ابن منظور في كتابه بغريب اللغة والأحاديث والآثار، وتفسير القرآن أيضًا، ويهتم بمسائل النحو والصرف، ومسائل العَروض، وقد اعتمد على الكتاب الكثير من العُلماء على مرّ العصور، واستفادوا منه. وجمع فيه أمّهات كتب اللغة، فكاد يغني عنها جميعًا، كما وتطرق إلى نحو اثنين وثلاثين ألف بيت شعريّ، من الأدب الجاهلي والإسلامي والأموي والعباسي، الأمر الذي يعكس الكثير من مظاهر الحياة في بيئة المجتمع العربي، ومراحل تطور اللغة العربية. كما وتمّ طبع الكتاب في مطبعة بولاق في القاهرة (بالطابعة الأميرية). في عشرين جزءًا كبيرًا يزيد كل منها عن ثلاثمئة صفحة. [2]

شاهد أيضًا: من هو واضع علم النحو

مميزات معجم لسان العرب

لكل من يسأل ما أهمية معجم لسان العرب؟ فإنها تكمن في كونه معجمًا موسوعيًا، استشهد صاحبه ابن منظور بالقرآن الكريم، وبالأحاديث النبوية الصحيحة. كذلك وارتكز على أهم الأبيات الشعرية عند العرب. كما وقامت دائرة المعارف (بالقاهرة) بإعادة ترتيب مواد المعجم بحسب أوائل الجذور. كما هو متّبع في معظم المعاجم العربية الحديثة. في حين قام بتحقيقه 3 من كبار الباحثين وهم: محمد أحمد حسب الله، عبد الله علي الكبير، وهاشم محمد الشاذلي. وسنعرض فيما يلي معلومات عن مؤلَف لسان العرب:

•  كم عدد أجزاء كتاب لسان العرب في الواقع أن عدد وحدات كتاب لسان العرب هي 20 جزءاً، كل منها يزيد على 300 صفحة.
• رتّب مفردات المعجم على أساس الحرف الأخير، من الجذر الثلاثي للفعل، مع مراعاة الترتيب الهجائي للحرفين الثاني والثالث.
• على ماذا يحتوي كتاب لسان العرب؟ في الواقع بلغ عدد المواد اللغوية التي تضمّنها المعجم ثمانين ألف مادة. أي ضعف ما جاء في كتاب الصحيح، وزاد بحوالي عشرين ألف مادة، عن القاموس المحيط للفيروزآبادي، المعجم الذي صدر بعده. كما تجدر الإشارة إلى أن ابن منظور، قد توفى قبل ولادة صاحب (القاموس المحيط) بثماني عشرة سنة.

سبب تأليف كتاب لسان العرب

جاء في مقدمة لسان العرب على لسان مؤلفه، حول ما الهدف من تأليف معجم لسان العرب؟ والغرض من وضعه هذا الكتاب، فقال: “وَإِنِّي لم أزل مشغوفًا بمطالعات كتب اللُّغَات والاطلاع على تصانيفها، وَعِلل تصاريفها؛ وَرَأَيْت علماءها بَين رجلَيْنِ: أما من أحسن جمعه، فَإِنَّهُ لم يحسن وَضعه، وأما من أَجَاد وَضعه، فَإِنَّهُ لم يُجد جمعه، فَلم يُفد حسنُ الْجمع مَعَ إساءة الْوَضع، وَلَا نَفَعت إجادةُ الْوَضع مَعَ رداءة الْجمع. واستخرت الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي جمع هَذَا الْكتاب الْمُبَارك، الَّذِي لَا يُساهَم فِي سَعَة فَضله وَلَا يُشارَك، وَلم أخرج فِيهِ عَمَّا فِي هَذِه الْأُصُول، ورتبته تَرْتِيب الصِّحَاح فِي الْأَبْوَاب والفصول؛ وقصدت توشيحه بجليل الْأَخْبَار، وَجَمِيل الْآثَار، مُضَافا إِلَى مَا فِيهِ من آيَات الْقُرْآن الْكَرِيم، وَالْكَلَام على معجزات الذّكر الْحَكِيم، ليتحلى بترصيع دررها عِقْدُه، وَيكون على مدَار الْآيَات وَالْأَخْبَار والْآثَار والأمثال والأشعار حلّه وعَقْدُه.”[1][2]

عيوب معجم لسان العرب

نعرض فيما يلي بعض الأخطاء والعيوب التي تؤخذ على مؤلف كتاب لسان العرب، وأبرزها: الحشو الكبير الذي يخفف من البلاغة العامة للمعجم. كذلك ورجوعه إلى 5 مصادر فقط، وهي كتاب تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري، كتاب الصحاح للجوهري، كتاب حواشي ابن برِّي، كتاب المحكم لابن سِيْدَه، كتاب النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الجزري، وإهماله لباقي المصادر الكبيرة الأخرى. في حين أنه لم يذكر كتاب جمهرة اللغة لابن دريد، رغم رجوعه إليه في عدة مواضع. في الواقع وقد استدرك العلّامة أحمد تيمور بعض الأخطاء المطبعية، وقام بنشرها في جزء صغير بعنوان: (تصحيح لسان العرب). كما وأضاف عليها الأستاذ عبد السلام هارون المزيد من الأخطاء الأخرى، التي نشرها في مجلة مجمع اللغة العربية (المصري).[1]

مؤلفات ابن منظور

ترك ابن منظور مؤلف كتاب لسان العرب، العديد من المؤلفات التي أغنى بها المكتبة العربية، وكان يُعنى باختصار كتب الأدب المطوّلة، ونذكر منها:

• مختار الأغاني في الأخبار والتهاني. كما وهو نسخة مختصرة عن كتاب الأغاني للأصفهاني.
• مختصر تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، وهو في عشرة مجلدات.
• مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر.
• كذلك مختصر مفردات ابن البيطار.
• مختصر العقد الفريد لابن عبد ربه.
• مختصر زهر الآداب للحصري.
• ومختصر الحيوان للجاحظ.
• مختصر يتيمة الدهر للثعالبي.
• مختصر نشوان المحاضرة للتنوخي.
• كذلك مختصر الذخيرة.
• أخبار أبي نواس.

شاهد أيضًا: مؤلف كتاب المغني في الأدوية المفردة

شعر ابن منظور مؤلف كتاب لسان العرب

لمؤلف كتاب لسان العرب العديد من الأشعار، التي نسبتها العرب إليه ونذكر منها الأبيات التالية:[1]

الناس قد أثموا فينا بظنهم

وصدَّقوا بالذي أدري وتدرينا

ماذا يضرك في تصديق قولهم

بأن نحقِّق ما فينا يظنونا

حملي وحملك ذنبًا واحدًا ثقةٌ

بالعفو أجمل من إثم الورى فينا

كما ويقول أيضًا:

توهم فينا الناس أمرًا وصمَّمَت

على ذاكَ منهم أنفسٌ وقلوبُ

وظنُّوا وبعض الظّنِّ إثمٌ وكلُّهم

لأقوالهِ فينا عليه ذنوبُ

تعالي نحقِّقْ ظنَّهم لنريحهم

من الإثمِ فينا مرَّة ونتوبُ

آراء في لسان العرب

من خلال سؤال الزركلي ما رأيك في كتاب لسان العرب؟ أجاب واصفًا المعجم: “إنّ مؤلفه جَمَعَ فِيهِ أمهات كتب اللغة، فكاد يغني عنها جميعًا، حيث يُعتبر أشهر المعاجم العربية غيرَ مُنازَع، لضخامةِ مادته، ولاشتماله على مجموعة كبيرة من الشواهد الصحيحة التي استقاها من القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، ومن أمثال العرب وأشعارها، كما وانتهى ابن منظور من تأليفه في سنة 690 هـ”.[2]

بذلك، نكون قد أوضحنا من هو مؤلف كتاب لسان العرب ؟ أدق، وأكبر، وأشهر وأطول، وأشمل المعاجم العربية، وأتمّها على الإطلاق. كذلك ولكل ما سبق، فهو مستحقٌ أن يكون مرجع العلماء الأوّل بلا منازع، والمعوَّل عليه في الدقة والوضوح، لكل باحثٍ ومشتغلٍ بالأدب العربي، من أكاديميين ومعلمين، وطلاب. لما يحويه في مقدمته، وأجزائه، وخلاصته، حتى وفي فهارس لسان العرب.