ماذا نستفيد من التاريخ

ماذا نستفيد من التاريخ الذي ندرسه عن العصور السابقة وأحوال الأمم الماضية، هل هو لمجرد التسلية والمطالعة وقتل الوقت؟ أم أن هناك استفادة وثمارًا يجنيها الشخص من جراء قراءته لكتب التاريخ، ومتابعة أخبار و أحوال الأمم السابقة؟ هذا ما سوف نتعرف عليه خلال هذا المقال.

ماذا نستفيد من التاريخ

من فوائد التاريخ أنه يساعد على فهم واستيعاب ما حدث في الماضي من أحداث، وتتبع ورصد الحضارات والثقافات والعادات والتقاليد التي تميز الشعوب والعصور والأمم عن بعضها البعض، كما أن فوائد علم التاريخ لا تتوقف على مجرد المطالعة والاستمتاع فقط، وإنما يتعدى ذلك إلى صقل مهارات الشخص من أجل بناء نفسه، وتنمية شخصيته من كافة الجوانب ولاسيما الجانب الثقافية والمعرفية، ومن فوائد التاريخ أنه يغرس داخل الشخص حب الوطن والانتماء والولاء بالطريقة الصحيحة بعيدًا عن التعصب والعنف والتخريب.

شاهد أيضاً: اول من استخدم التاريخ الهجري

ما الفائدة من دراسة الحضارات القديمة

قد يظن البعض أن دراسة الحضارات القديمة ضرب من التسلية ولا فائدة منه، وهذا غير صحيح، في دراسة التاريخ وتتبع دراسة الحضارات القديمة يساهم في التعرف على تراث وحضارات وثقافات الآخرين بغرض التعايش معهم، ومعرفة الطرق السليمة للتواصل مع تلك الشعوب رغم اختلاف اللغة والثقافة والعرق والدين، كما تهدف دراسة التاريخ إلى خلق لغة حوار بناء يساعد على تجاوز الزوايا الحادة بين الشعوب أو الطوائف أو الأعراق حتى داخل المجتمع الواحد، بعيدًا عن صدام الحضارات وتصادم الثقافات والعيش في ظل التعدد واحترام الآخر وعدم مضايقته.

ماذا تعني دراسة التاريخ

أهمية التاريخ تكمن في الاستزادة من الخبرات والتعلم من أخطاء الآخرين، وضمان عدم تكرار نفس الأخطاء، وتلافي الوقوع فيها الآن أو المستقبل، إن مفهوم التاريخ وأهمية دراسته ينبغي ألا يغيب عن وعي النخب داخل المجتمع كما أن نتائج دراسة التاريخ تنعكس حتى على غير المتخصصين عندما يتعرفون على الأحداث والمعارك والفتوحات والوقائع التاريخية، وما خاضته بلاده من بطولات لنيل استقلالها، وما فقدت من أبطال وشهداء، لاشك أن ذلك سوف يرفع منسوب التعاطف والانتماء داخل قلبه، كما أن عقله له نصيب من الاستزادة من المعرفة، ليتمكن من التواصل مع أصحاب الثقافات والحضارات الأخرى.

شاهد أيضاً: التاريخ يقوم على تدوين القصص ومحوره الاساسي هو

لماذا ندرس التاريخ

تكمن أهمية دراسة التاريخ بصفة عامة في النقاط التالية:

• ينمي التاريخ قيم التعايش والتسامح مع المحيطين ممن يمتلكون أعراقًا أو ديانات أو ثقافات أو عادات وتقاليد مختلفة ومتنوعة، وكم من شعوب أصابها الشقاء والبلاء والمحو بسبب أنها لم تتعلم من تاريخ من سبقوها معنى قيم التسامح والتعايش وسط بيئة متنوعة الثقافات، فكان الشقاق والعراك ثم الدم المراق.
• نبذ التعصب والانحياز والطائفية، والتعلم من أخطاء من مروا وذهبوا، وإعلاء قيم المشاركة والتعاون، ووقف عجلة العروب والخلاف التي دهست الكثيرين ممن لم أخذهم الصلف والتكبر والأثرة والأنانية والتعصب ولم يقرأون التاريخ بوعي.
• تنمية الوجدان الداخلي من خلال حب الوطن والانتماء إليه والافتخار بحضارته و أمجاده وبطولاته التي حققها، والدعوة إلى الاقتداء بمن سبقوا من الأبطال، وكذلك التعاطف مع الشعوب التي تجاهد وتسعى وتضحي وتناضل من أجل الحصول على حريتها وكرامتها.
• تحقق دراسة ومطالعة التاريخ لصاحبها رؤية واضحة عن الماضي والحاضر والمستقبل، ويمدنا التاريخ بوسائل وأساليب تكوين العقل الواعي والفهم الذي يستفيد من الابتكارات في التقدم، فهناك أمم لم تكن شيئًا أصبحت في مصاف الدول، بسبب استفادتها من طاقاتها المبدعة التي لم يستفد منها السابقون عليهم.

شاهد أيضاً: فوائد دراسة التاريخ .. وأهمية التاريخ على الفرد والمجتمع وتنمية القيم

ومن خلال السؤال عن ماذا نستفيد من التاريخ وعرفنا أن الاستفادة من مطالعة التاريخ هائلة تشمل جوانب كثيرة من الشخص والمجتمع، وباختصار التاريخ هو تتبع أحداث الماضي لخدمة الحاضر وتطور المستقبل.