ماذا يعلمنا الصوم للاطفال

ماذا يعلمنا الصوم للاطفال فشهر رمضان هو شهر الصيام ليس للكبار فقط وإنما حتى للأطفال، حتى يعتادوا على الصبر والطاعة وأداء العبادات لله تعالى، وحتى نحن الكبار نتعلّم الكثير من الأمور من صيام أطفالنا الصغار أمامنا، وتحمّلهم للعطش والجوع، وهذا سوف يكون موضوع مقالنا التالي ماذا يُعلّمنا صيام الأطفال.

ماذا يعلمنا الصوم للاطفال

يُعلمنا صيام الأطفال الصبر، والقدرة على التحمّل، وأن الله تعالى جاء بدينه وشريعته للصغير قبل الكبير، ومن صيامهم نتعلّم القدرة على تحمّل المشاق والمتاعب في سبيل الله تعالى، فمهما بلغ الإنسان من الجوع والعطش فإنه يصبر ويتحمّل في سبيل إرضاء الله تعالى وطاعته، وأن أطفالنا أمانة في أعناقنا وعلينا تعليمهم تعاليم دينهم وكل ما ينفعهم في دنياهم وأخرتهم، لذا من المستحب تعودي الأطفال على الصيام منذ صغرهم، وخاصة إذا كان رمضان يأتي في الشتاء، حيث النهار قصير والليل طويل، بخلاف الصيف الذي يطول نهاره، ويصعب الصيام فيه، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يعلّمون أطفالهم على الصيام منذ صغرهم، ويربّونهم على هذا، فإذا أصرّ الطفل على الصوم، وهو لا يطيقه، فلا مانع من إمساكه حتى فترة الظهيرة رفقًا به، فالصيام للأطفال نوع من التمرين لهم، ويُستحب إذا استطاعوا ذلك.[1]

شاهد أيضًا: ما حكم نية صوم رمضان وهل يجوز الصيام بدون نية

متى يؤمر الصبي بالصيام؟

قال العلماء يؤمر به المميّز إذا أطاقه وتحملّه، ولكنهم اختلفوا في السن التي يؤمر بها الصبي أو الفتاة بالصيام، فمنهم من قال: أنه يؤمر بالصيام إذا بلغ السبع سنين، فالطفل الذي يبلغ السبع سنين يكون مُدرك ومميّز ويفهم الخطاب، ومنهم من قال: أنه يؤمر بالصيام إذا بلغ العشر سنين، ويمكننا معرفة إذا كان يتحمّل الصيام أم لا عن طريق صيامه ثلاثة أيام متتالية، فإذا لم يتضرر أو يصاب بأي أذى، فهو يتحمّل الصيام، وعندها يؤمر به، ويُضرب إذا لم يصم، حتى يعتاد عليه كالصلاة، إلا أن الصوم أكثر مشقّة من الصلاة، لأنه قد يتحمّل الصلاة ولكن لا يتحمّل الصيام، ويؤجر الصبيّ متى صام أو صلّى على جميع أعماله التي يعملها، فإن ثوابها له، فهو في سن تكتب له الحسنات، ولاا تُكتب عليه سيئات، ودليل سنيّة صيام الأطفال حديث الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت: (أَرْسَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إلى قُرَى الأنْصَارِ، الَّتي حَوْلَ المَدِينَةِ: مَن كانَ أَصْبَحَ صَائِمًا، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَن كانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا، فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَومِهِ. فَكُنَّا، بَعْدَ ذلكَ نَصُومُهُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ منهمْ إنْ شَاءَ اللَّهُ، وَنَذْهَبُ إلى المَسْجِدِ، فَنَجْعَلُ لهمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ علَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إيَّاهُ عِنْدَ الإفْطَارِ)[2]، والحديث استدل به على أنه يُستحب أمر الصبيان بالصيام، للتمرين عليه، وقال باستحباب صيام الصغار: ابن سيرين، والشافعي، والزهري، وغيرهم.[3]

شاهد أيضًا: بحث عن الصيام

نصائح حول صيام الأطفال

• من الأفضل البدء بتعليم الطفل الصيام في سن السابعة، كي يتدرّب على الالتزام بتعاليم الشريعة بالتدريج، حتى إذا كبر وبلغ وجد في نفسه طواعية للتقرّب إلى الله تعالى، وابتغاء مثوبته.
• يمكن للآباء استعمال وسائل الترغيب التي تُعين الأطفال على الصيام، منها: الجوائز الماديّة، والهدايا، والدعم النفس والمعنوي.
• تعظيم المشاعر الرمضانيّة، والقيام بتزيين البيت بزينة مناسبة، استعدادًا للشهر الفضيل، وتحبيبًا للطفل بالصيام، وليكون شهر رمضان أحب إليه من باقي الأشهر والأيام.
• تعليم الأبناء أن الله تعالى يريد بنا اليسير ولا يريد بنا العسير، وأن الصيام ليس امتناع عن الطعام والشراب فقط، بل هو أخلاق حسنة، ومعاملة كريمة، وتحمّل للمسؤوليّة.
• ينبغي على الوالدين عدم تكليف أبنائهم ما لا طاقة لهم به حتى لا يشق عليهم الصيام، فيصوم الطفل خوفًا من تعنيف والده او سخريته، بل يجب التوسّط في ذلك، وتكليف الطفل من الصيام بقدر استطاعته.
• يجب أن يراعي الوالدان بُنية الطفل وعمره وقُدرته على تحمّل الصوم، وبناءًا عليه يأمرانه بإتمام الصيام أو بالفطر منعًا للضرر.
• من المهم أن لا يؤدي الصوم بالطفل إلى الشدّة، حتى لا ينفر عن تلك العبادة، فيكره تكاليفها.

شاهد أيضًا: طريقة عمل زينة رمضان بالورق

في نهاية مقالنا تعرفنا على ماذا يعلمنا الصوم للاطفال يُعلمنا صيام الأطفال الصبر، والقدرة على التحمّل، وأن الله تعالى جاء بدينه وشريعته للصغير قبل الكبير، وتعرفنا على متى يؤمر الصبي بالصيام؟، وأهم النصائح التي يجب أن يأخذها الأهل بعين الاعتبار عند صيام طفلهم.