ما اسم المضيق الذي عبره طارق بن زياد عندما فتح الأندلس

ما اسم المضيق الذي عبره طارق بن زياد

ما اسم المضيق الذي عبره طارق بن زياد ؟ فقد عبر طارق بن زياد مضيقًا عند رحلته في فتح الأندلس وضمها إلة بلاد المسلمين، وقد نجح رحمه الله في ذلك وانضمت الأندلس إلى بلاد المسلمين بعدها مدة ثماني قرون، بعد معركة خاضها معهم لمدة أسبوع كامل، قتل فيها ملك القوط “لذريق”، وحقق حلمه في اجتياز البحر والعبور نحو الأندلس لإتاحة البلاد للمسلمين ليستمروا في فتوحاتهم.

ما اسم المضيق الذي عبره طارق بن زياد عندما فتح الأندلس

كان حلم طارق بن زياد هو اجتياز الماء إلى الجهة الأخرى ودخول إسبانيا، وقد كانت آنذاك  تحت حكم ملك القوط لذريق، وكان حاكم سحبة يكن له العداء، فقام بالاتصال بطارق بن زياد وموسى بن نصير ليحثهما على غزو إسبانيا مبديًا استعداده لمساعدتهما، وبعد مراسلات مع الخليفة في بلاد الشام وافق الخليفة، فجهز موسى بن نصير جيشًا من العرب والبربر بلغ سبعة آلاف مقاتل وجعل عليه طارق بن زياد، فعبر البحر ونزل في البقعة الصخرية المقابلة التي تحمل اسمه إلى يومنا هذا، واستمر في سيره إلى أن وصل مدينة قرطاجنة، وبعدها زحف غربًا واستولى على المدن التي تحيطها، فأقام قاعدة حربية كنقطة انطلاق لباقي بلاد الأندلس. [1]

ولقد قاد طارق بن زياد الجيش واجتاز المضيق الذي يفصل فيما بين شمال أفريقيا وأوروبا، وقد أصبح يعرف باسمه؛ أي مضيق طارق بن زياد أو مضيق جبل طارق، فالتقى الجيشان بالقرب من نهر لكه. ووقف طارق بن زياد يومها أمام جنوده وألقى خطبته المشهورة. ثم هجم المسلمون على جيش القوط فنزل الرعب في قلوبهم، وقد صوب طارق بن زياد رمحه نحو قائدهم وأرداه قتيلاً يتخبّط، فصاح طارق بن زياد: “قتلت الطاغية.. قتلت لذريق”. ومن بعد هذه المعركة صارت الطريق مفتوحة أمام المسلمين لفتح البلاد، وفتح طارق بن زياد المدن الأسبانية جميعها.[1]

التعريف بالشخصية التاريخية طارق بن زياد

هو طارق بن زياد، وُلد عام 50 هـ – 640 م، وولي على طنجة عام 89 هـ – 707م، ثم فتح الأندلس عام 92هـ – 710 م. وتوفي عام102ه على الأرجح، وهناك خلاف في نسبه، وأرجح الأقوال أنَّه أمازيغيٌّ قُحٌّ؛ وكان على صلةٍ بالعروبة والإسلام منذ زمن طويل، فقد ذكر له ابن عذارى أبوين في الإسلام، واسمه الكامل هو: طارق بن زياد بن عبدالله، ويبدو أنَّه ليس هو من أسلم أوَّلاً بل والده وجده الذي ربما انتقل إلى المشرق، ونشأ هناك طارق بن زياد في بيئة عربيَّة إسلاميَّة، مع احتفاظه بلهجة أجداده البربريَّة، وقد جُنّد بعدها في جيش موسى بن نصير، وكان من أشد رجاله.[2]

وقد استخلص الدكتور محمد علي الصلابي من المصادر التاريخيَّة أوصافًا لطارق بن زياد فقال أنه: “طويل القامة، ضخم الهامة، أشقر اللَّون، وهي الصفات تبدو بربريَّة، أسلم على يد موسى بن نصير – رحمهما الله، وليس كما ذهبت بعض المصادر إلى أنه فارسي وأخرى قالت إنه عربي”.[2]

مواقف انسانية من حياة طارق بن زياد

هناك مواقف عديدة تجلت بها انسانية طارق بن زياد، نذكر بعضًا منها فيما يأتي:[3]

  • ارتضى طارق بن زياد أن يكون الرجل الثاني بعد موسى بن نصير، ولم تظهر منه علامة صراع من أجل الدنيا وما فيها، فقد كان بربريًّا عربيًّا مسلمًا مثاليًّا.
  • تجلت إنسانيته في فتح الأندلس في أكقر من موقف، فقد كان وفيًّا لجميع من وقف معه، ولم ينكث عهدًا أو وعدًا أبدًا، وله فضل لا ينسى على اليهود؛ فقد أصدر القوط وققتها أمرًا بتنصير، أو تعميد أبناء اليهود جميعهم ممن يصل إلى سن السابعة، وأصدروا أمرًا بمصادرة أملاك اليهود كلها بعد اكتشافهم لمؤامرة يهودية، فكان فتح طارق للأندلس إنقاذًا لليهود، كما أنه كان إنقاذًا لجوليان حاكم سبتة المغربية، فقد كان على خلاف مع القوط، وكانوا يتربصون به، فوجد عند المسلمين الأمان.
  • أعاد للأمراء أملاكهم التي كانت لهم رحمةً منه جزاه الله خيرًا، وهي التي سميت صفايا الملوك.
  • ككان صادقًا في عهود الأمان التي منحها لبعض المدن، حتى وإن كان أهل المدن قد حصلوا عليها من خلال نوع من الحيلة، لكنه لم ينكث عهده معهم، معتمدًا على مبدأ أن في الحرب من الخدعة ما تقرُّه كل القوانين.

ذكرنا فيما سبق ما اسم المضيق الذي عبره طارق بن زياد ، كما ذكرنا تعريفًا مختصرًا بالشخصية التاريخية طارق بن زياد وفضله الكبير في فتح الأندلس، كما ذكرنا مواقف انسانية من حياته رحمه الله وجزاه الخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *