ما هو التعليم الوجداني

ما هو التعليم الوجداني

ما هو التعليم الوجداني تتمثل عملية التعليم في ثلاثة جوانب رئيسية هي الجانب المعرفي، والجانب المهارى والجانب الوجداني، وإذا كان الجانبين المعرفي والمهارى هامين في العملية التعليمية بما يشكله الجانب المعرفي في توفير المعلومات الضرورية عن المحتوى التعليمي، وما يمثله الجانب المهارى أو التعليم الحركي من تفاعل الطالب مع البيئة المحيطة به، فإن الجانب الوجداني في التدريس لا يقل أهمية عن الجانبين المعرفي والمهارى، لما تمثله التربية الوجدانية من ميول واتجاهات وعواطف ومشاعر تساعد على تحقيق الأهداف المرجوة وتوفير بيئة تعليمية صالحة.

ما هو التعليم الوجداني

التعليم الوجداني هو عبارة عن تشكيل المشاعر وتكوين الأحاسيس، إلى جانب اكتساب الكثير من العادات الانفعالية، وتلك المشاعر والأحاسيس والعادات والاتجاهات هي التي تحدد الميول والتوجهات والقيم تجاه الأفراد أو القضايا أو الموضوعات أو المحتوى التعليمي وغير ذلك، كما يمكن تعرفيه على أنه محاولة دمج المعارف والمعلومات التي يتلقاها الطالب أثناء دراسته بحيث تصير جزءًا أصيلاً من بنية شخصيته وتجربته الذاتية، بحيث تكون معبرة عن عواطفه ومشاعره وانفعالاته، ومن ثم تحدد توجهاته وميوله المستقبلية، وهي عملية آلية تتم داخل البيئة التعليمية إلى جوار التعليم المعرفي والحركي، ولابد من مراعاة الجانب الوجداني للطفل حتى في فترة تعليمه المبكرة، ومحاولة تنمية الجانبي العاطفي بداخله، ولا يكون التركيز فقط على حشو رأسه بالمعارف والمعلومات، أو الاهتمام بالجانب المهارى الحركي والتطبيقي وإغفال الجانب الوجداني والعاطفي.

شاهد أيضاً: رأي عن التعليم عن بعد وأهم ايجابيات وسلبيات نظام التعليم عن بعد

كيفية تنمية التعليم الوجداني لدى الطفل

خلال العملية التعليمية قد لا يكون التعليم الوجداني مقصودًا لذاته، ولكنه قد يتم بأسلوب غير مقصود خلال عملية التعليم المعرفي والتعلم الحركي، فتكوين الاتجاهات والميول من ناحية الطلاب تجاه المعلمين وتجاه البيئة التعليمية المحيطة يعتبر صورة من صور التعليم، كذلك تكوين ميول واتجاهات خلال ممارسة عملية التعلم تجاه بعض المعدات أو الآلات أو الأدوات خلال تعلم المهارات المختلفة أثناء التعلم الحركي والمهارى والتدريبي يعد مثالاً من أمثلة التعليم الوجداني.

ويتكون التعليم لدى الطفل في مرحلة مبكرة من حياته التعليمية، وذلك عبر تفاعله الدائم والمستمر مع الوسط المحيط به، ومن ثم يؤدي به هذا التفاعل إلى إصدار بعض الاستجابات العاطفية والوجدانية، يكون البعض منها على هيئة قبول، بينما يأخذ البعض الآخر شكل الرفض، ومع مرور الوقت وتكرار نفس الاستجابات تجاه موضوع أو شيء محدد بنفس الكيفية وفي مواقف مختلفة، يؤدي ذلك إلى تكوين نمط محدد من السلوكيات الوجدانية، وتكون تلك الاستجابات بصورة كبيرة وأكثر إلحاحًا في المواقف التي تكون مثيرة لذلك السلوك الوجداني.

المجال الوجداني عند بلوم

لقد اهتم بلوم من خلال تصنيفه الهرمي بالجانب الانفعالي والوجداني في التعلم بشكل كبير، حيث أعطاه حيزًا كبيرًا وتصنيفًا مرموقًا، فالتعليم لا يقل عند بلوم عن أي نوع من أنواع التعليم المعرفي أو الحركي، ويتكون السلوك الوجداني خلال عملية التعلم عند بلوم من عناصر معرفية، وانفعالية ومهارية وأدائه، حيث يتبلور العنصر المعرفي في السلوك الوجداني في المعلومات والموضوعات التي يتفاعل معها الطالب، أما الجانب الانفعالي أو العاطفي فبيتبلور في مشاعر الشخص وعواطفه تجاه الموضوعات المختلفة، في حين يكون الجانب المهارى أو الأدائي في الردود الظاهرية والاستجابات التي يبديها الشخص تجاه موضوعات أو أشياء بعينها.

شاهد أيضاً: منصة التطوير المهني التعليمي الإلكتروني تسجيل الدخول

مستويات المجال الانفعالي الوجداني

تتوافر مستويات أو مراتب خمسة للتعليم الوجداني، إذ تعتبر تلك المستويات هي الأعمدة الهامة التي تقوم على أساسها عملية تصنيف الأهداف التربوية في الجانب الوجداني من التعليم، ويتم ترتيب تلك المستويات الخمس في المجال الوجداني حسب ما يعرف بعملية الاستدلال والذي يعني القيام بإدخال وفهم الموضوع المراد تعلمه من خلال الوسط البيئي المحيط بالشخص إلى الجانب الداخلي والعاطفي للشخص بشكل تدريجي، ومن ثم يمكن نقل الشخص في بيئة التعلم من مستوى الوعي بمحتوى التعلم إلى مستوى سيطرة ذلك المحتوى على سلوكياته وعواطفه، وتتمثل مستويات المجال الانفعالي الوجداني فيما يلي:

المستوى الأول مستوى الاستقبال

وخلال هذا المستوى يظهر المتعلم أهمية كبيرة بتتبع مثيرات السلوك الوجداني، وتتابع نواتج العملية التعليمية وفقًا لهذا المستوى من الشعور بتلك المثيرات إلى الاهتمام بها، ثم التحكم والسيطرة في الرغبة في تعلمها، حيث ييضع يده على المثير المريح بالنسبة له وينتبه إليه ويهتم به، وبالرغم من توافر مثيرات جانبية بالإضافة إلى المثير الذي اختاره المتعلم وفضله، إلا أن دوره هنا يقتصر على عملية التهيؤ والاستعداد للدخول في عملية المساهمة والمشاركة الوجدانية أو العاطفية.

المستوى الثاني مستوى الاستجابة

وخلال هذا المستوى من مستويات التعلم الانفعالي والوجداني لا يتوقف دور المتعلم على مجرد الانتباه والاختيار، وإنما يبدي نوعًا من الارتياح ويتبلور موقفه ويتضح أكثر تجاه تلك المثيرات الوجدانية والسلوكية، ويصدر بعض الاستجابات أو الممارسات التي يحس معها بالقبول والارتياح تجاه هذا الأمر، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما تتابع نواتج التعلم خلال تلك العملية من الاستجابة والرغبة، التي تكون مقصودة وواعية، إلى الشعور بالراحة حيث يشعر المتعلم بالقبول والرضا خلال إصداره الاستجابة.

شاهد أيضاً: تعريف الجودة في التعليم بالتفصيل وخصائص ومعايير الجودة في التعليم

المستوى الثالث مستوى التقييم

وخلال هذا المستوى يتجه المتعلم إلى تقييم الموضوعات التي استجاب لها وبلورة الأفكار والرؤى والأنماط السلوكية، التي استجاب لها واستقبلها من قبل، بحيث يظهر ذلك بشكل واضح في سلوكيات المتعلم، وهنا لا يتوقف الأمر عند التقبل والرضا، وإنما تتطور نواتج التعلم من مجرد الرضا بالقيمة، إلى تقديمها على القيم الأخرى، وما يستتبعه ذلك من الولاء والانتماء لتلك القيمة.

المستوى الرابع مستوى التنظيم

وهي مرحلة متطورة ومستوى متميز من مستويات المجال الانفعالي الوجداني، حيث يصل المتعلم إلى تشييد نسق أو نظام متكامل للقيم بحيث يستطيع تنظيم تلك القيم التي تبناها، ويستطيع إيجاد الروابط بينها، وما يستتبعه ذلك من عقد المقارنات بين تلك القيم ومحاولة إيجاد العلاقة بينها وتنسيقها، ولا يتوقف التعليم خلال ذلك المستوى عند مجرد التقييم المباشر والسريع، وإنما يلجأ إلى تكوين مفاهيم وأفكار حول إقليم مثل استيعاب طريقة الربط بين تلك القيم والقيم الأخرى، والبحث عن وجود علاقات وروابط بين تلك القيم الوجدانية بطريقة منسقة ومنظمة.

المستوى الخامس مستوى التميز

وهو مستوى التألق والارتفاع إلى أعلى درجات التنظيم والتنسيق القيمي والوجداني، بما يساعده على تكوين شخصيته، وتصبح تلك القيم جزءًا لا يتجزأ من التجربة الشخصية التي بناها لنفسه، وهذا ما يدفعه بالتأكيد إلى القيام بأعمال مميزة عن الآخرين، ولا يتوقف مستوى التعلم خلال المستوى الخامس عند مجرد الاستقبال والاستجابة والتقييم والتنظيم فحسب، وإنما يصل إلى التفاعل والتميز بفكره وفلسفته عن الحياة بطريقة تميزه عن الأشخاص المحيطين به.

 أهمية التعلم الوجداني

مستويات التعلم الانفعالي والوجداني، وتتبلور تلك الأهمية في أنه يلعب دورًا بارزًا في نجاح العملية التعليمية، إلا أن التعلم الوجداني لم يسلط عليه الضوء بالشكل الكافي للعديد من الأسباب منها:

  • وقوع التعليم في حيز المشاعر والأحاسيس، بحيث ينطوي النشاط الوجداني على الكثير من الخصوصية.
  • يتطلب التعليم الكثير من التدريب والتمرين حتى يصل إلى مراحل متقدمة، بخلاف التعليم المعرفي أو الحركي الذي لا يستدعي الكثير من المتعة والتدريب.
  • التداخل الذي تتم به عملية التعليم، في مستوياتها متقاربة، وربما يرى الشخص أنه قد وصل إلى قمة مستويات التعليم الوجداني دون أن يكون ذلك حقيقيًا.

شاهد أيضاً: كيفية تسجيل الدخول في البوابة التعليمية

وفي ختام هذا المقال تعرفنا على ما هو التعليم الوجداني نكون قد أوضحنا معناها حيث إنه تلك العملية التعليمية التي يكون الشخص فيها مستعدًا لتبني موضوع ما أو قيمة ما وتدرج نواتج التعلم الوجداني للوصول إلى أعلى قيمة وهي جانب التميز الذي يصير به الشخص مميزًا عن الآخرين واكتساب للعديد من العادات والقيم المتميزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *