ما هو العلاج النهائي للارتكاريا

ما هو العلاج النهائي للارتكاريا

ما هو العلاج النهائي للارتكاريا؟ وأسباب حدوث الارتكاريا وأهم الأعراض المتعلقة بها، يُطلق مصطلح ارتكاريا على مرض الحساسية الجلدية (الشري)، وهو اضطراب شائع نوعًا ما، وتظهر أعراضه على المريض عند تعرضه لمادة خارجية معينة كالطعام أو الشراب أو عند لمس الحيوانات الأليفة.

ما هي الارتكاريا

تُعرف الارتكاريا بأنها ردة فعل غير طبيعية للجسم تجاه مواد غير ضارة للأشخاص الآخرين فلا يتعرف الجهاز المناعي عليها ويقوم بإنتاج أجسام مضادة من نمط IgE، ينتج عن الاضطراب السابق مجموعة من الأعراض التي تصيب الجلد والأغشية المخاطية بشكل خاص، وتكون هذه الأعراض متنوعة بين البسيطة التي لا تتطلب علاج والخطيرة التي قد تودي بحياة المريض، وبالتالي يجب على مريض الارتكاريا أن يبقى حذرًا ويتجنب التعرض للأشياء والمواد التي قد تؤذيه، كما ينبغي عليه مراجعة الطبيب باستمرار للحصول على النصائح والتدابير العلاجية المناسبة.[1]

أعراض الارتكاريا

يعاني مريض الارتكاريا من مجموعة من الأعراض المزعجة، ومنها:[2]

  • طفح جلدي أحمر اللون يظهر على الوجه والرقبة والجذع بشكل خاص ويمكن أن يتعمم ليشمل كامل الجسم، يتميز طفح الارتكاريا بكونه أحمر اللون ومرتفع عن سطح الجلد قليلًا، كما أنه يزول خلال ٢٤ ساعة في حال عدم استمرار التعرض للمادة المحسسة.
  • حكة شديدة في مناطق الطفح حيث يعجز المريض عن التوقف عن الحك مما يسبب تخريش الجلد وظهور جروح صغيرة على سطحه.
  • تورم في الأغشية المخاطية للفم والبلعوم إذ يصبح المريض عاجزًا عن البلع والكلام، كما يشعر بصعوبة في التنفس، وتعتبر هذه الحالة خطيرة وتتطلب التدبير السريع من قبل الطبيب للمحافظة على حياة المريض.
  • السعال والعطاس وذلك بسبب تراكم المفرزات المخاطية في القصبات كرد فعل ارتكاسي على وجود العامل المحسس، ويتميز هذا السعال بكونه مستمر ومتكرر ومزعج للمريض.
  • الغثيان والإقياء فيشعر المريض بالدوخة والغثيان بعد التعرّض للعامل المحسس، كما قد تظهر أعراض هضمية أخرى كعسر الهضم أو الإسهال ولكن بشكل أقل تواترًا.
  • تسرع القلب حيث يسمع المريض ضربات قلبه القوية ويشعر بها، كما يصاب بالدوخة وقد يُغمى عليه في بعض الحالات الشديدة.
  • هبوط الضغط بشكل مفاجئ حيث يصاب المريض بالتعب ويعجز عن القيام بأي عمل أو نشاط.
  • القلق والتوتر وخاصةً عند المرضى الذين تعرضوا لحالات شديدة سابقة من التحسس، وهنا ينبغي تهدئة المريض قدر الإمكان لكيلا تسوء حالته أكثر فأكثر.

أسباب الارتكاريا

توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الحساسية وظهور أعراض الارتكاريا عند شخص مصاب بهذا الاضطراب، ومنها:[3]

  • الطعام: تسبب بعض الأصناف الطعامية ردة فعل غير طبيعية في جسم المريض، ولذلك ينبغي تجنّبها بشكل كامل فحتى الكميات الصغيرة منها ستسبب أعراض مزعجة وربما خطيرة للمريض، وتختلف هذه الأصناف من مريض لآخر ولكن تعتبر مشتقات الحليب والموز والفريز والفستق من أشيع الأطعمة المتهمة لدى غالبية المرضى.
  • الشراب: تحتوي المشروبات الصناعية على مواد حافظة متعددة، وبالتالي قد تسبب هذه المواد ردة فعل تحسسية في جسم المريض، كما يمكن أن تظهر الأعراض عند تناول المشروبات الطبيعية الحاوية على الموز أو الفريز أو المكسرات.
  • الدواء: تشتهر بعض أنواع الأدوية كالبنسلين والسيفترياكسون بآثارها الجانبية التحسسية كالطفح وتورم الأغشية المخاطية واحتقانها، وبالتالي يجب إجراء اختبار التحسس لكل مريض قبل إعطائها له.
  • العدوى الطفيلية: تفرز الطفيليات (الدودة الشريطية ودودة الأسكاريس) التي قد تتواجد في جسم المريض مواد كيميائية معينة تصل إلى الدم وتسبب ردة فعل تحسسية لديه، وبالتالي ينبغي علاج العدوى الطفيلية بأسرع ما يمكن عند مرضى الارتكاريا.
  • مستحضرات التجميل: تحتوي مستحضرات التجميل على أنواع متعددة من المواد الكيميائية التي قد تسبب ظهور الطفح على الوجه بعد وضعها عليه، وبالتالي ينبغي عدم استعمال الأنواع الرديئة والتخفيف من استعمال هذه المستحضرات بشكل عام.
  • الاضطرابات النفسية: يوجد نوع من الارتكاريا يسمى بالارتكاريا النفسية حيث تنتج عن الحالة النفسية غير المستقرة للمريض التي تحرض الجسم على إفراز مواد مسببة للتحسس، وتعتبر هذه الحالة صعبة العلاج إذ تتطلب تدبير نفسي وسلوكي للمريض.
  • لدغ الحشرات: تسبب بعض أنواع الحشرات حساسية خطيرة قد تودي بحياة المريض إذ تفرز مواد معينة تدخل إلى الدم مباشرةً وتسبب ردة فعل عنيفة من قبل الجسم.
  • الحيوانات: يتحسس بعض الأشخاص عند لمس الحيوانات الأليفة أو شم رائحتها فيصيبهم السعال المستمر وقد تحتقن الأغشية المخاطية لديهم.
  • مجهولة السبب: لا يمكن تحديد سبب ظهور أعراض الارتكاربا في غالبية الحالات، وتشكل الارتكاريا مجهولة السبب تحدي حقيقي للطبيب الذي يبحث جاهدًا للوصول إلى علاج يريح المريض من أعراضه ويشفيها.

عوامل الخطر للإصابة بالارتكاريا

لا يتساوى احتمال ظهور الارتكاريا لدى جميع الناس إذ تحدث بنسب مختلفة وذلك بالاعتماد على عوامل خطورة معينة، وتلعب هذه العوامل الدور الأساسي في حدوثها، ومنها:

  • الاستعداد الوراثي: تساهم بعض المورثات بظهور الارتكاريا عند المريض إذ تتحكم بردة فعل الجسم تجاه بعض المواد والأطعمة.
  • الإصابة بأمراض معينة: قد يكون لدى الشخص استعداد للإصابة بالارتكاريا حيث يشير وجود بعض الأمراض لديه كالربو والإكزيما والحساسية الغذائية إلى وجود خلل في قدرة الجسم على التمييز بين الأجسام الضارة والمفيدة، فتظهر ردة الفعل المناعية العنيفة.
  • القصة العائلية: تزيد القصة العائلية الإيجابية (إصابة أحد أفراد العائلة) من احتمال الإصابة بالارتكاريا، ويجب على هذه الفئة أن تراجع الطبيب عند ظهور أية رد فعل غير طبيعية لضبط الحالة واتخاذ التدابير المناسبة.

تشخيص الأرتكاريا

يتم تشخيص الارتكاريا بالاعتماد على ما يلي:[4]

  • الفحص السريري: يعتبر الفحص السريري والقصة المرضية حجري الأساس في تشخيص الارتكاريا، ويتم التشخيص من خلال ملاحظة الطفح الجلدي والحكة والاحمرار، كما قد تساعد القصة التي يرويها المريض للطبيب حول تناول صنف طعام معين أو دواء ما في الوصول إلى التشخيص الصحيح وتدعمه.
  • الاختبارات الدموية: يمكن القول بأن الفحوص الدموية ليست من الإجراءات الروتينية لتشخيص الارتكاريا حيث يلجأ إليها الطبيب في الحالات غير النوعية أو التي تتداخل مع أمراض أخرى.

ما هو العلاج النهائي للارتكاريا

يعتمد علاج الارتكاريا على طبيعة الأعراض وشدتها ومدة استمرارها كما يلي:[5]

علاج الارتكاريا الحادة

  • مضادات الهيستامين كالسيتريزين والفيكسوفينادين إذ تساعد على تخفيف السعال والأعراض الجلدية وتريح المريض.
  • حقن الإبنفرين التي تعتبر من العلاجات الإسعافية الفعالية ويتم استعمالها عند احتقان الأغشية المخاطية وتدهور حالة المريض أو اختناقه.
  • مقلدات بيتا ٢ حيث تُعطى هذه الأدوية لمرضى الربو بشكل خاص إذ تساعد على توسيع الطرق الهوائية وتنظيفها من المفرزات الموجودة فيها، وبالتالي تخفف السعال عند مرضى الارتكاريا.
  • السيرومات المالحة حيث يتم استخدامها في حال حدوث هبوط في ضغط المريض وفي حالات الإغماء أيضًا.

علاج الارتكاريا المزمنة

تعتبر الارتكاريا المزمنة من الحالات صعبة العلاج فهي تستمر لمدة طويلة كما أنها تتحرّض بعدة عوامل وتتعب المريض والطبيب في الوقت ذاته، ويعتبر الدابسون والأماليزوماب من الأدوية الفعالة في علاجها، وينبغي على المريض الابتعاد عن جميع المحرضات التي يمكن أن تسبب الحالة السابقة.

علاج الارتكاريا بالكورتيزون

يعد العلاج بالكورتيزون من الحلول الفعالة لتدبير الارتكاريا وتخفيف الأعراض المتعلقة بها، ولكن البعض لا يفضل استخدامه بسبب الآثار الجانبية المتعددة التي قد تظهر عند استعمال كمية كبيرة منه أو الالتزام به لمدة طويلة، ولكن أثبتت التجارب أن العلاج الحكيم بالكورتيزون مفيد وضروري لعلاج بعض الحالات التي لا تستجيب للتدابير العلاجية الأخرى، ومن أدوية الكورتيزون المفيدة في علاج الارتكاريا:[6]

  • بخاخ الأنف: يساعد بخاخ موميتازون على تخفيف احتقان الأنف وبالتالي تخفيف الصداع المتعلق به.
  • بخاخ الفم: يعمل بخاخ البردنيزلون على تنظيف الطرق الهوائية من المفرزات الموجودة فيها، كما تساعد على توسيعها وإزالة التشنج القصبي في حال وجوده.
  • المراهم: يتم تطبيق المراهم كالديزونيد على الطفح الجلدي مباشرةً إذ تساعد على تخفيف الحكة وتسرّع زوال الطفح.
  • الحبوب: تعمل الحبوب كالبردنيزلون على تخفيف حالة التحسس وتمتاز بتأثيرها العام في جميع أعضاء الجسم حيث تخفف احتقان الأنف والسعال والطفح الجلدي في الوقت ذاته.

العلاج النهائي للحكة

يمكن القول بأن الارتكاريا من الأمراض التي ترافق المريض طيلة حياته حيث تتجدد أعراض المرض عند كل تعرض للعامل المحسس، وتعتبر الحكة من أكثر الأعراض إزعاجا للمريض، لكن للأسف لا يوجد علاج نهائي لها وهناك مجموعة من النصائح التي تساعد على تخفيفها فقط، ومنها:

  • عدم التعرض للمادة المحسسة كالطعام أو الشراب، والابتعاد عن الحيوانات الأليفة التي يمكن أن تسبب الحساسية كالقطط والكلاب.
  • علاج العدوى الهضمية الطفيلية عن طريق تناول طاردات الديدان، والابتعاد عن الأطعمة والمشروبات الملوثة التي يمكن أن تسبب العدوى السابقة.
  • الامتناع عن تناول الأدوية التي قد تسبب حساسية للمريض كالبنسلين وبعض أدوية الالتهاب والصادات.
  • الحرص على نظافة الجسم وترطيبه باستمرار لأن الجفاف يزيد الحكة.
  • عدم الاستحمام بالمياه الساخنة والحرص على عدم التواجد في الأجواء الحارة.

علاج الارتكاريا بالكمادات الباردة

تساعد الكمادات البارة على تخفيف الاحمرار والحرارة في المنطقة المصابة إذ يتم وضعها على الوجه أو اليدين أو القدمين فتساعد على تخفيف الطفح والحكة المزعجة للمريض، وقد أثبتت الكمادات الباردة فعاليتها في علاج أعراض المرض وخاصةً عند تطبيقها بشكل متكرر ومنتظم.

علاج الارتكاريا بالأعشاب

يساعد الطب البديل على علاج الارتكاريا حيث تلعب نبتة الأولوفيرا دورًا مهمًا في تخفيف الحساسية الجلدية والحكة، ويتم استخدامها من خلال تقشير نبتة الألوفيرا واستخلاص الجل الموجود داخلها، ثم وضعه على المنطقة المصابة وتركه لمدة عشر دقائق، وبعدها تُشطف هذه المنطقة بماء بارد، ويجب التنويه إلى ضرورة الابتعاد عن الفرك عند تجفيفها.

وهنا ينتهي المقال حيث تم الحديث عن اضطراب الارتكاريا وأهم الأعراض المرافقة له وأسباب وعوامل خطر الارتكاريا، كما تمت الإجابة عن سؤال ما هو العلاج النهائي للارتكاريا، وأخيرًا تم التطرق إلى علاج الحكة وطرق علاج الارتكاريا بالأعشاب والكمادات الباردة.

المراجع

  1. ^ mayoclinic.org , Chronic hives , 24/03/2022
  2. ^ webmd.com , Hives and Your Skin , 24/03/2022
  3. ^ healthline.com , Hives , 24/03/2022
  4. ^ my.clevelandclinic.org , Hives (Urticaria) and Swelling (Angiodema) , 24/03/2022
  5. ^ verywellhealth.com , How Urticaria (Hives) Is Treated , 24/03/2022
  6. ^ emedicine.medscape.com , Acute Urticaria Treatment & Management , 24/03/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *